ماذا بعد عودة الثنائي بري والفرزلي الى رأس هرم نيابي؟

ماذا بعد عودة الثنائي بري والفرزلي الى رأس هرم نيابي؟
الأربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٨ - ٠٦:٢٢ بتوقيت غرينتش

عودة الثنائي بري-الفرزلي من شأنها ان تريح توازن قصر بعبدا-البرلمان-السراي الكبير، حيث يجد كل مقرّ ممثلاً له في هذا الثنائي بشكل مباشر وغير مباشر.

العالم _ مقالات وتحليلات

ان الامور في المبدأ توحي وكأن رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ هو المتضرر من هذا الثنائي لانه خسر ممثله في نيابة الرئاسة، ولكن الفرزلي قادر على اضفاء نوع من الطمأنة، خصوصاً وان التحالف بين عون والحريري قائم وثابت على ما يبدو، وان بعض الغيوم التي عكّرته لن تمنع استمراره.

ليس من المفترض ان تسجّل اي مفاجآت في جلسة ​مجلس النواب​ الجديد اليوم لناحية انتخاب رئيس المجلس ونائبه. فعلى الرغم من كل الكلام والاحاديث التي دارت قبل الانتخابات وخلالها، تم محو المفاعيل خلال وقت قياسي، وفيما كان الحديث عن مفاجآت وتشويق سيسيطران على اجواء هذه الانتخابات، سقط كل شيء وعادت الامور الى مجاريها الطبيعية المعروفة منذ عقود من الزمن.

اليوم، يعود النائب ​نبيه بري​ الى كرسي رئاسة المجلس بعد ان يغيب عنها لفترة محدودة جداً، ويعود الى مقاعد النواب بعض الوقت، كونه يكون قد "اعار" الكرسي الى النائب ​ميشال المر​ (رئيس السنّ).

عودة بري قبل الانتخابات كانت شبه محسومة، والسبب في عدم حسمها كان تلميح البعض وفي مقدمهم ​التيار الوطني الحر​، الى شكوك حول امكان اعطاء الاصوات الى بري ام لا.

اما في اليوم التالي على انتهاء الانتخابات، تلاشى التشويق وغاب الحديث عن مفاجآت، فتأكد بشكل حاسم عودة بري الى الرئاسة لاعتبارات عديدة واولها وقوف الطائفة الشيعية خلفه، وقدرته على التحكّم بمسار مجلس النواب خصوصاً في ظل تواجد نواب جدد، اضافة الى الرغبة التي اظهرها لناحية التفاهم مع كل الاطراف، والحفاظ على التوازن القائم من خلال الثلاثي: رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب ورئاسة مجلس الوزراء.

هذا الامر لا يعني بأي حال من الاحوال ان الحياة السياسية ستكون سمناً وعسلاً، بل على العكس ستشهد اختلافات كبيرة في الرأي كالتي حصلت سابقاً، ولكن ما يطمئن ان التجربة نجحت في السابق بالحد من الخطورة وحصر الامور ومنعها من التفاقم، وسيتم العمل مستقبلاً على اعادة السيناريو نفسه.

ما انسحب على رئاسة المجلس من كلام قبل الانتخابات، ساد ايضاً لناحية اختيار نائب الرئيس، ولكن يبدو ان النتيجة ستكون ايضاً خالية من اي مفاجأة في هذا السياق، حيث من شبه المؤكد ان يعود النائب ​ايلي الفرزلي​ لحمل لقب "دولة نائب رئيس مجلس النواب"، كونه حلقة الربط بين مختلف التيارات والاحزاب الاساسية، وهناك كيمياء تجمعه ببري على عكس العلاقة التي كانت تدور بين رئيس المجلس ونائبه السابق اي النائب ​فريد مكاري​ الذي كان شبه غائب، وفضّل مع التيار السياسي الذي ينتمي اليه الابتعاد عن دور نائب الرئيس، منعاً لاي توتر او سوء تفاهم قد يحصل مع بري، ويتطور الى خلاف سياسي-طائفي لا يمكن معالجته في وقت قصير.

ولكن المشكلة مع الفرزلي كانت ان من تم طرحهم من منافسيه اثاروا بعض الشكوك حول قدرتهم على تخطي العقبات التي تعترض تواجدهم في هذا المنصب، والتقليص من هامش التقدم الذي يتمتع به الفرزلي عليهم من خلال خبرته في هذا المجال، وتآلفه مع الاطراف السياسية على اختلافها، اضافة الى انه، في ظل غياب العديد من النواب المخضرمين الذين كانوا "ثابتين" في الصيغ النيابية السابقة، يعتبر الاكثر خبرة في مجال مهام نيابة رئاسة المجلس والتوازنات التي تفرضها، حتى ولو كان للمنصب اهمية منقوصة في ظل تواجد رئيس المجلس.

ولا شك ان عودة الثنائي بري-الفرزلي من شأنها ان تريح توازن قصر بعبدا-البرلمان-السراي الكبير، حيث يجد كل مقرّ ممثلاً له في هذا الثنائي بشكل مباشر وغير مباشر، ولو ان الامور في المبدأ توحي وكأن رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ هو المتضرر من هذا الثنائي لانه خسر ممثله في نيابة الرئاسة، ولكن الفرزلي قادر على اضفاء نوع من الطمأنة، خصوصاً وان التحالف بين عون والحريري قائم وثابت على ما يبدو، وان بعض الغيوم التي عكّرته لن تمنع استمراره.

النشرة 

ALI-2

كلمات دليلية :