وزير إسرائيليّ: بشرى سارة تتعلق بالسعودية والامارت...!

وزير إسرائيليّ:  بشرى سارة تتعلق بالسعودية والامارت...!
الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٨ - ٠١:٣٨ بتوقيت غرينتش

أدلى وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، المعروف بمحبته لإثارة ضجة إعلامية، أدلى بتصريحاتٍ “خارجةٍ عن السياق” مرّةً ثانية، حيث تطرّق الوزير، وهو من صقور حزب (ليكود)، إلى منافسة اليوروفيجن القادمة (مُسابقة الأغنية الأوروبيّة)، المتوقع إجراؤها في "إسرائيل"، وقال إنّ تل ابيب معنية في دعوة السعودية والدول الخليجية إلى المشاركة في المنافسة، على حدّ تعبيره.

جديرُ بالذكر أنّ المطربة الإسرائيليّة فازت في المسابقة التي جرت في الـ14 من شهر أيّار (مايو) الجاري بالمرتبة الأولى، وبحسب القوانين المعمول بها، فإنّ الدولة الفائزة تستضيف المُسابقة في العام القادم.

وفي حديثٍ أدلى به القرا، وهو من أقرب المُقرّبين لرئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، لقناة الكنيست الإسرائيليّة، قال وزير الاتصالات: أريد أنْ أخبركم بشرى سارة، وتابع: نودّ أنْ ندعو دول الائتلاف السعودي إلى المشاركة في اليوروفيجن. وأوضح قرا أنّه في ظلّ العلاقات الجيدة بين هذه الدول وبين الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب والحكومة الإسرائيليّة، هناك بشرى تتعلق بالسعودية، مُضيفًا في الوقت عينه أنّه قد تشارك دول أخرى مثل دبي، أبو ظبي، وتونس في اليوروفيجن القادم.

وردّ قرا، وهو من أبناء الطائفة الدرزيّة في كيان الاحتلال، ردّ على ادعاءات مجري المقابلة أنّ الحديث يجري عن منافسة أوروبية قائلاً: إذا كانت تركيّا، لبنان مشاركتين في اليوروفيجن، فهل هذا يعني أنّ هذه المنافسة معدّة للدول الأوروبية فقط؟.

ولكن يبدو أنّ الوزير قرا قد تسّرع في الإعلان عن مبادرته الطبية، لأنّ الجهة الوحيدة المؤهلة لاختيار الدول المشاركة في اليوروفيجن في كلّ سنةٍ، هي اتحاد البث الأوروبي، وليس في وسع الدولة المُستضيفة دعوة دول أخرى وفق ما تراه مناسبًا.

وكان الوزير الإسرائيلي قرا دعا مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ لزيارة تل أبيب، وذلك في تغريدة كتبها على تويتر مؤخرًا.

وقال الوزير الإسرائيليّ في تغريدته إنّه يبارك للمفتي العام ورئيس هيئة العلماء السعودية عبد العزيز آل الشيخ فتواه ضدّ الحرب وضدّ قتل اليهود، وقولَه إنّ حركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس) منظمة إرهابية تضر الفلسطينيين، وإن كلَّ مظاهرات الأقصى دعاية رخيصة (ديماغوجية)، وإنّه يُمكن التعاون مع الجيش الإسرائيليّ من أجل القضاء على تنظيم حزب الله اللبنانيّ، ودعا الوزير الإسرائيليّ مفتي السعودية لزيارة إسرائيل قائلاً إنهم سيستقبلونه بحفاوةٍ بالغةٍ، على حدّ تعبيره.

وفي تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام الماضي الماضي، دافع الأمير السعودي تركي الفيصل، المدير السابق للاستخبارات السعودية، عن لقاءاته المتكررة والعلنية مع ساسة إسرائيليين.

وجاء دفاع الأمير السعودي في ندوة بنيويورك، حيث استضاف منتدى السياسة الإسرائيلية بمعبد يهودي ندوة عن أمن الشرق الأوسط، بمشاركة تركي الفيصل ومدير جهاز الموساد الإسرائيلي الأسبق أفراييم حليفي.

وأعرب الأمير السعودي عن امتنانه لوجوده لأوّل مرّةٍ في معبدٍ يهوديٍّ، وتحدّث عن أمله ألّا تكون الأخيرة، ودافع عن ظهوره العلني المتكرر مع مسؤولين إسرائيليين سابقين. وكانت وكالات أنباء ووسائل إعلام ذكرت في وقتٍ سابقٍ أنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زار فلسطين المحتلة سرا في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، ونفى حينها مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية ما جاء في بعض وسائل الإعلام عن زيارةٍ سريّةٍ لأحد المسؤولين في السعودية لفلسطين المحتلة، وأكّد على أنّ هذا الخبر عارٍ عن الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة، على حدّ تعبيره، واختتم المصادر قائلاً إنّ السعودية كانت دائمًا واضحةً في تحركاتها واتصالاتها، وليس لديها ما تخفيه في هذا الشأن، كما أكّد المصدر عينه.

بالإضافة إلى ذلك، صرحّ القرا أنّ السعوديّة ستُوجِه لنتنياهو، دعوةً رسميّةً لزيارتها بشكلٍ علنيٍّ، لافتًا إلى أنّ الدعوة السعوديّة ستتّم بناءً على تنسيقٍ بين العائلة المالكة في الرياض وبين الرئيس الأمريكيّ ترامب.

وبحسب الوزير، فإنّ العلاقات بين تل أبيب والرياض حسنة، وأنّ ما يجمعهما هو التخوّف المُشترك ممّا وصفها عدوانية إيران، وسعيهما المُشترك لوقف تمدد هذه الدولة ووقف استفزازاتها. وشدّدّ القرا، في حديثٍ أدلى به للقناة الأولى الرسميّة في التلفزيون الإسرائيليّ، على أنّ القضية الفلسطينيّة بالنسبة للعرب المُعتدلين بات غير مهّمة، كاشفًا النقاب عن أنّ السياسة الإسرائيليّة الحاليّة تعمل على عقد مؤتمرٍ دوليٍّ بمشاركة الدول العربيّة السُنيّة المعتدلة، مُوضحًا أنّ الهدف الإستراتيجيّ لتل ابيب في سياستها الخارجيّة هو عقد اتفاقيات سلام مع هذه الدول، ومن ثمّ التفرّغ لحلّ القضيّة الفلسطينيّة، زاعمًا أنّ القضية الفلسطينيّة غيرُ موجودةٍ على أجندة الدول العربيّة المذكورة، بحسب قوله.

رأي اليوم/ زهير أندراوس