الحرب الذكية قادمة..

موسكو تتوعد الغرب بجيش آلي وطائرات نووية تخرج من الماء!

 موسكو تتوعد الغرب بجيش آلي وطائرات نووية تخرج من الماء!
الأحد ٢٧ مايو ٢٠١٨ - ٠٥:٣٥ بتوقيت غرينتش

كيف تستعد للحرب العالمية الثالثة بإعداد ملجأ للقنابل النووية”، بمثل هذه البرامج خاطبت وسائل إعلام روسية جمهورها خلال أزمة القصف الأميركي لسوريا عقب اتهام دمشق بتنفيذ هجمات كيماوية.

العالم-مقالات و تحليلات

لم يهدد ترمب بقصف روسيا ولكن بلهجته التي يختلط فيها التنمر بالهزل قال استعدي يا روسيا، الصواريخ قادمة.. صواريخ لطيفة وجديدة وذكية.

 ورغم أنه بالتأكيد لم يقصد أنه سيقصف روسيا أو حتى قواتها في سوريا، ورغم أن الضربات تمت مع استمرار التنسيق الجوي بين البلدين في سوريا، إلا أنه في روسيا التي فقدت عشرات الملايين في الحرب العالمية الثانية بدا لكثير من المواطنين أن حرباً كبرى توشك أن تبدأ.

فقد كانت بعض وسائل الإعلام الروسية تحذر المواطنين من التعرض للقصف في أي وقت، وتقدم نصائح عن كيفية الاحتماء في الملاجئ.

كانت روسيا دوماً تستعد للحرب، وازداد الأمر اليوم مع تراجع الدور الأميركي، والذي زاد نتيجة تركيز ترامب على ربط تدخل بلاده بتحقيق منافع اقتصادية مباشرة من الناحية الاقتصادية.

ومع كل تراجع يتقدم الروس للإمام مثلما يحدث في سوريا، وفِي نفس الوقت يعلن الجيش الروسي كل يوم عن أسلحة جديدة وكأنه يطمئن المواطنين الذين يشاهدون الإعلام الذي يتحدث عن الحرب العالمية الثالثة بقدرته على خوضها.

وبعد معركة دبلوماسية كبيرة طردت فيه البلدان الأوروبية والولايات المتحدة، أكثر من 100 دبلوماسي روسي بسبب اتهامها بتسميم عميل روسي ، قامت موسكو في التاسع من مايو/أيار 2018 الذكرى السنوية لانتصارها على النازية أو ما يعرف في روسيا بالحرب الوطنية العظمى (1941-1945) بإطلاق واستعراض مجموعة من الأسلحة التي قالت إنها تستخدم تكنولوجيا حديثة، مختلفة وتمثل حسب الروس طفرة في تاريخ صناعة الأسلحة.

في هذا التقرير نستعرض التطورات في الأسلحة الروسية وهل تكون موسكو أول من تتحول إلى ما يمكن تسميته الجيش الآلي.

صاروخ لا يمكن وقفه وتوقيت الإعلان عنه ليس عادياً

إنه صاروخ نووي يطير بسرعة عشرين ضعف سرعة الصوت، لا يمكن إيقافه من قِبل أي نظام دفاعي في العالم، ويستطيع أن يصيب أي نقطة في العالم.

لم يكن أحد يستمع لنا، ولكن الآن سيفعلون”، هكذا قال الرئيس الروسي فلادمير بوتين للمشرعين الروس عن الصاروخ الجديد الذي تطوره بلاده.

وأظهرت لقطات مصاحبة لخطاب بوتين يبدو الصاروخ الجديد “الذي لا يمكن وقفه” متجهاً نحو الولايات المتحدة حيث وعد “بتحييد” الدفاع الصاروخي الأميركي.

كان هذا قبيل الانتخابات الرئاسية التي فاز بها بوتين في مارس/آذار 2018.

وخلال نفس الخطاب، قال بوتين إن الأسلحة النووية لا تعترض التي التي تمتلكها روسيا “طائرات غواصة” تعمل بالطاقة النووية وهي بدون طيار، وتسمى المركبات غير المأهولة تحت الماء (UUV).

وعلمت الولايات المتحدة منذ عام 2015 بوجود مشروع لدى روسيا لإنتاج سلاح يشبه طائرة بدون طيار تعمل تحت الماء بالطاقة النووية.

و(UUV) قادر على الذهاب إلى الأعماق لا يمكن للغواصات الأخرى الوصول لها.

وقال إدوارد جيست، باحث في السياسات في مؤسسة راند، وهي مؤسسة فكرية غير ربحية في الولايات المتحدة: “ستخرج هذه الطائرة الغواصة، وربما إلى الجانب الآخر من العالم”.

طائرات بدون طيار تطلق الذخيرة الحية

1800 طائرة درونز، أعلن عن تطويرها وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، علماً أن روسيا كانت تلجأ لشراء طائرات بدون طيار من إسرائيل بسبب اكتشاف الجيش الروسي لتأخره في هذا المجال خلال الحرب القصيرة مع جورجيا، وعمل بعد ذلك على الحصول على هذه التكنولوجيا من الدول العبرية وتصنيعها في روسيا.

واستخدام الدرونز في الجيش الروسي، سيكون مرتبطاً بالعربة الآلية Soratnik وهي عبارة عن منصة إطلاق ذخيرة حية، وقذائف مضادة للطائرات، وتتميز في أنها تحدد أهدافها عن بعد باستخدام طائرات الدرونز.

أول جيش من الآليين في العالم

ولكن روسيا لم تكتف بهذا الإعلان، إذ يبدو أنها تسعى ليصبح لديها أول جيش من الجنود الآليين في العالم، إذ ألمح وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو لسعي بلاده لأن يحل الجنود الآليون محل الجنود البشريين قريباً.

وقال لقد بدأنا في إنشاء روبوتات قتالية وتقترب تجاربهم الميدانية من الاكتمال، آمل أن نبدأ الإنتاج هذا العام بالفعل”.

عربات مدججة بالسلاح تعمل دون تحكم البشري

تأتي في مقدمة الأسلحة المعلن عنها من قبل روسيا، المقاتلة Uran-9 وهي مقاتلة تقوم بتنفيذ المهمات دون قيادة بشرية مباشرة، بل تخضع للتحكم عن بعد، ومن بين مهامها توجيه صواريخ دفاعية، وكذلك إطلاق الذخيرة الحية في حالات الهجوم المباشر. بجوار الاستخدام الحربي.

وتقول روسيا إنها تخطط لاستخدام تلك المركبة في عمليات “مكافحة الإرهاب”.

وهناك أيضاً الدبابة المقاتلة Nerekhta فهي دبابة متعددة المهام، وتعد منصة إطلاق ذخائر حية، وقذائف كلاشنكوف، ومزودة بتقنيات استطلاع يمكنها اقتناص الأهداف ومتابعتها على بعد ثلاثة أميال.

طفرة حقيقية في مجال الاستطلاع، هكذا توصف آلية الاستطلاع Vikhr؛ فهي تعمل كمنصة استطلاع، في كل من البر والبحر.

ويمكنها استكشاف الأهداف بعيدة المدى عبر آليات الاستطلاع الإلكترونية، ويتم التحكم فيها من على بعد 3 أميال، ويمكنها التعامل مع الأهداف البرية والجوية.

أما عن شبيهتها في الأغراض الهجومية، فهي الآلية المقاتلة URAN-6 المساعدة في عمليات الاقتحام، حيث تقوم هذه المركبة بالهجوم التمهيدي، ويكون الجنود خلفها، إذ تعمل كغطاء للتحركات الهجومية، ويمكن التحكم بها على بعد 6 أميال.

القاذفات حاملة الصواريخ الاستراتيجية

عرض النصر الروسي شمل عروضاً جوية للقاذفات الاستراتيجية من طراز “تو-95 ام اس”، والقاذفات بعيدة المدى “تو-22 ام3″، والقاذفات حاملات الصواريخ الاستراتيجية “تو-160″.

وهي قاذفات يستخدمها الروس عادة لاختبار أنظمة الدفاع الجوي الغربية وأحياناً اختراق المجال الجوي لهذه الدول الأمر الذي يستفزها ويثير الاهتمام الإعلامي.

ولكن الواقع أن أحدث هذه القاذفات وهي تو 160 يعود بداية إنتاجه إلى عام 1987 ويعتقد أن موسكو تمتلك منها نحو 16 طائرة فقط أما باقي القاذفات فتعود إلى حقبة الخمسينات كالقاذفة تو 96 التي يسميها حلف الناتو بالدبة أو تعود ببداية السبعينيات كالقاذقة تو 22 أم .

بعض المشكلات تعوق إنتاج كل هذه الأسلحة في التوقيتات المطلوبة

بينما تتحدث روسيا عن انتاج كل هذه الأسلحة الآلية فإن واحداً من أهم برامج الأسلحة الروسية وهو برنامج انتاج طائرة شبحية من الجيل الخامس (FGFA ) المسماة سوخوي PAK FA يبدو أنه يواجه مشكلات دفعت الهند شريك روسيا للشكوى.

بل تواردت أنباء عن انسحاب نيودلهي من مشروع التعاون المستمر منذ 11 عاماً مع موسكو لإنتاج الطائرة بسبب التأخر في التنفيذ والشكوك في قدرات الطائرة الشبحية وتلكؤ الروس في نقل التكنولوجيا للجانب الهندي.

وأعلنت الهند من قبل مراراً عن رغبتها في الانسحاب من البرنامج بسبب الخلافات حول خطط تقاسم التكاليف، ونقل التكنولوجيا، والقدرات التكنولوجية للطائرة.

ومن بين بواعث القلق الرئيسيّة للهند فشل روسيا في تطوير محرك الجيل القادم من أجل FGFA حتى الآن، وتم تجهيز النماذج الأولية الحالية للطائرة بمحرك مشتق من محرك طائرات عاملة حالياً.

كما حدثت تأخيرات في البرنامج بسبب اختلاف نيودلهي وموسكو حول العديد من الجوانب الأساسية لمشروع التطوير المشترك بما في ذلك العمل وحصة التكلفة، وتكنولوجيا الطائرات، بالإضافة إلى عدد الطائرات التي سيتم طلبها.

وبعد تقييم نموذج أولي، أرادت القوات الجوية الهندية أكثر من 40 تغييرًا شملت من بين أمور أخرى، نقاط ضعف محسوسة في محرك الطائرة والقدرات الشبحية والتسليح، كما فشل الجانبان في الاتفاق على عدد المقاتلات التي سيتم إنتاجها.

ومن المتوقع أن تدخل أول طائرتين للخدمة في عام 2019 ولكن بعدد محدود .

في النهاية تخوض موسكو حربها عبر الإعلام والإنترنت!

الحديث عن الحرب في روسيا يبدو دائماً في حالة صعود وهبوط ويرتبط بتطورات الأحداث الخارجية ولكن على مايبدو بالأكثر على الأحداث الداخلية.

عربی بوست

HUS-2