روتيرز:

القمع يثير الشكوك حول "إصلاحات" ابن سلمان

القمع يثير الشكوك حول
الثلاثاء ٢٩ مايو ٢٠١٨ - ٠٤:٤١ بتوقيت غرينتش

جددت حملة الاعتقالات ضد ناشطين حقوقيين سعوديين الشهر الجاري الشكوك في جدية الإصلاحات التي وعد بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من أجل ما يصفه بتحديث السعودية.

العالم - السعودية 

واعتقلت السلطات السعودية 11 من الناشطين البارزين، معظمهم من النساء اللائي يطالبن منذ سنوات بإصلاحات يجري تنفيذ بعضها حاليا، وكانت التهمة في الأغلب التعامل مع جهات أجنبية.

وجاءت حملة الاعتقالات قبل أسابيع من رفع السلطات الحظر عن قيادة النساء للسيارات، وأثارت مجددا حيرة حلفاء المملكة الغربيين، كما أثار وصف وسائل الإعلام السعودية المعتقلين بأنهم "عملاء السفارات" استياء دبلوماسيين أجانب في المملكة.

وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين معلقا على الحملة الأخيرة التي استهدفت حقوقيين "هذا صعب لأننا حتى الآن نشجع برنامج الإصلاح السعودي".

وأضاف "يبدو أن الحكومة السعودية تبعث رسالة للحكومات الصديقة هي ألا تتواصل مع أي شخص على الإطلاق فيما يتعلق بالإصلاح الاجتماعي الذي تقوده الحكومة حتى عندما تكون الرسائل التي نسمعها مؤيدة للحكومة وتردد صدى ما تقوله حملات العلاقات العامة الدولية التي تنفذها الرياض".

معضلة الانفتاح


ويقول الناشطون السعوديون إن تلك الاعتقالات تشير إلى أن السلطات لن تسمح بالانفتاح السياسي بعد تخفيف القيود الاجتماعية.

وقال كريستيان كوتس أولريكسن من معهد بيكر بجامعة رايس في ولاية تكساس الأميركية إن السلطات السعودية "تبعث رسالة على الصعيد المحلي هي ألا تفكروا مجرد التفكير في معارضة أي سياسة للحكومة، لكن الرسالة على الصعيد الدولي مختلفة تماما".

وأضاف أن من الصعب تقييم عملية صنع القرار "غير الشفافة" وراء حملة التضييق. وتابع "ليست لدينا أي فكرة، فهي تعزز الإحساس بأن عملية رسم السياسة الآن أكثر غموضا وتركيزا في يدي رجل واحد ربما يفتقر إلى بعض من خبرة عشرات السنين التي كانت لدى من سبقوه".

في المقابل، قال المدافعون عن محمد بن سلمان إنه ربما اضطر لاسترضاء المحافظين الذين سبق التضييق عليهم في حملة سابقة على رجال الدين المعارضين للتغييرات الاجتماعية مثل رفع الحظر عن دور السينما وقيادة النساء للسيارات.

وفي هذا السياق، وصف مدير معهد الجزيرة العربية المؤيد للسعودية في واشنطن علي الشهابي اعتقال الناشطين بأنه خطأ وضار بصورة المملكة. غير أنه قال إن ابن سلمان لم يتظاهر قط بأن الانفتاح السياسي مطروح.

وكتب في تغريدة له الأسبوع الماضي "تنفيذ مثل هذه المهمة الهائلة في بلد يتسع فيه الطيف السياسي والاجتماعي بمثل ما تواجهه الالسعودية اليوم لا يمكن أن يتم إلا بأسلوب شمولي من أعلى لأسفل، ولا أحد في السعودية يتظاهر بعكس ذلك".

 

سوابق مقلقة


وكان ولي العهد السعودي حظي بإشادة أوساط في الداخل والخارج لسعيه إلى تحديث السعودية، لكنه أثار أيضا قلقا بحملة الاعتقالات التي استهدفت العام الماضي عشرات الأمراء وكبار رجال الأعمال الذين جرى احتجازهم في فندق ريتز كارلتون بالرياض في إطار ما سميت حملة لمكافحة الفساد.

وتم الإفراج عن معظم الموقوفين بعد التوصل إلى تسويات مع الحكومة في حملة اكتنفتها السرية وأحدثت هزات في مجتمع الأعمال، ويحاول ابن سلمان تنويع اقتصاد السعودي -وهو أكبر اقتصاد في العالم العربي- بدلا من الاعتماد على النفط، وتخفيف القيود الاجتماعية الصارمة، ونشر وسائل الترفيه.

المصدر: رويترز