الحية: الشعب الفلسطيني عصيّ عن التراجع عن حقوقه

 الحية: الشعب الفلسطيني عصيّ عن التراجع عن حقوقه
الخميس ٣١ مايو ٢٠١٨ - ٠٥:٥٢ بتوقيت غرينتش

كشف خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن الاحتلال الإسرائيلي كان يسارع للتهدئة وإيقاف المواجهة التي جرت الثلاثاء مع فصائل المقاومة جراء عدوانه المتواصل.

العالم - فلسطين

وحذر الحية  في لقاء متلفز عبر قناة الأقصى الفضائية، الخميس، الاحتلال من محاولة فرض وقائع جديدة.

وبين الحية أن هناك أفكارًا كثيرة وطروحات كثيرة واتصالات كثيرة حول وضع قطاع غزة، "لكنها لم تنضج بعد، وستعرض على كل الوطن".

وشدد على أن مسيرات العودة "لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها أن يكسر الحصار عن غزة وللأبد، وثانيًا أن يستيقظ العالم أن هناك لاجئين يريدون العودة لبلادهم".

ودعا الحية شعبنا للوفاء للمقاومة التي انتصرت لدماء شعبنا، عبر المشاركة بمسيرة العودة غدًا الجمعة في مخيمات العودة شرقي القطاع، والتي ستحمل اسم "من غزة إلى حيفا".

وقال: "هو يوم مشهود لكل العالم أننا مستمرون فارفعوا الحصار، وأننا مستمرون يجب أن نعود لوطننا".

ووجه نداء لأبناء شعبنا في أماكن وجوده بالقول: "بقدر ما تخرجون في الساحات والسياج الفاصل بقدر ما تقربون تحقيق أهدافكم، وعوامل النصر والعودة وكسر الحصار الظالم".

وأعاد في لقائه تذكير العالم بأننا "شعب محتل، ومن حقنا مواجهة الاحتلال بالوسائل الشعبية والسلمية والعسكرية، وهذا ما فعلته الشعوب في العالم أمام الاحتلالات".

وقال: "إننا كنا وما زلنا نريد لهذا المسار (مسيرة العودة الشعبية السلمية) أن يتواصل، والمقاومة المسلحة راعية وحامية لهذا الخيار، وتقف لمن يتغول عليه بالمرصاد".

وأضاف: "مرحبا بالمقاومة الشعبية إذا كانت تعيدنا إلى أوطاننا وحقوقنا واللاجئين، ونحن لسنا هواة سفك الدماء، فأبناؤنا من يُسفك دماؤهم وها هو شعبنا يقيم الحجة على العالم".

وأوضح أن شعبنا وحماس جزء منه استطاعت أن تبتكر من وسائل المقاومة العديدة، وأشكال المقاومة المتنوعة ثبتتها في وثيقة الأسرى في 2006، لافتًا إلى أن حماس تستخدم كل وسائل المقاومة في الدفاع عن شعبنا بوجه الاحتلال.

وقال: "صحيح أنه يظهر في مشاهد معينة أن حماس تضرب الصاروخ، لكن هناك صورة مشرقة الشعب الفلسطيني يستخدمها في غزة والضفة و48 بالكلمة والصوت، ونحن نريد أن نُلجئ الاحتلال للإقرار بحقوقنا بكل الوسائل".

ولفت إلى أن شعبنا أُجبر أن يقاوم الاحتلال بالسلاح عقب الانتفاضة الأولى؛ "كنا شعبيين سلميين، ولما زاد قتل الاحتلال اضطر شعبنا لاستخدام القوة العسكرية".

وأوضح أنه "مهما امتلكنا (من سلاح) ما الذي نمتلكه مقابل القوة الرابعة عالميًّا، ونقول للعالم: نستخدم المقاومة السلمية وعندما نُنحر لجأنا إلى المقاومة العسكرية".

قال: "نحن نضطر ونلجأ إلى الدفاع عن شعبنا عندما لا نُنصر ولا يقف العالم عند مسئولياته، وعلى الاحتلال أن يلجم آلة قتله، والمسيرات ستستمر إذا لم تتحقق أهدافها".

وأضاف: "غزة باتت تمثل أيقونة الوحدة السياسية، ولوحة للمقاومة المشتركة لحماية لهذه المسيرات وطموحات شعبنا وحقوقه"، منبّها إلى أنه جاءت في مرحلة غاية التعقيد في الأمة والإقليم، وفضحت وأعادت الصورة البشعة للاحتلال أمام العالم.

وشدد الحية على أن الشعب الفلسطيني عصيّ عن التراجع عن حقوقه بعد 70 عامًا من النكبة، ففي "كل مرة يظن الظان أن الشعب الفلسطيني تراجع إلا أنه يُفاجئ العالم أنه ولّاد وثائر".

وقال: "تذكروا هذا اليوم (مليونية العودة 14 مايو) يا من تسعون للتطبيع مع الاحتلال وتحاولون تبرئة سحاته، أننا لا نزال مشردين ولاجئين في الأرض".

وأضاف: "نحن نريد أن نقول للعالم: إن هذا النقل (نقل السفارة) ظالم، وسنواجه هذا الظلم بصدورنا العارية وبهذه المسيرات الشعبية السلمية، والاحتلال واجهنا بقتل العشرات، في يوم النكبة الجديدة لشعبنا".

وحول العدوان الإسرائيلي أول أمس، بين الحية أن الاحتلال يحاول فرض وقائع على الأرض، ويقتل ويجتاح ويفعل ما يشاء منذ 2014، كما أنه قتل منذ بدء مسيرة العودة العشرات من الشهداء ومئات الجرحى.

ولفت إلى أنه كسر معادلة وقف إطلاق النار، وللأسف لم يجد من يلجمه ويذكره بقواعد الاشتباك، ونحن قلنا للجميع إن الاحتلال يقتل كيف يشاء ويمضي في غيّه، والأحداث الأخيرة صبت الزيت على النار.

ويشهد قطاع غزة من فجر اليوم الأربعاء هدوءً حذرًا عقب العودة لتفاهمات وقف إطلاق النار (2014).

وجرى في الأيام الماضية قصف من جيش الاحتلال وردٌّ من فصائل المقاومة، عقب العدوان على القطاع، والذي ابتدأه بقصف نقاط رصد للمقاومة الفلسطينية (الأحد والاثنين).

وجاءت التطورات إثر استشهاد 4 مقاومين وإصابة آخر (3 من سرايا القدس، و1 من كتائب القسام) بقصف إسرائيلي يومي الأحد والاثنين الماضيين استهدف نقاطًا للمقاومة قبل السياج الأمني مع قطاع غزة.

وشدد الحية على أن "هذه الحالة التي انتهجها الاحتلال لا يمكن السكوت عليها، فلستَ من تحدد قواعد اللعبة، وعليك أن تتوقف عند هذا الحد، فنحن لا نخشى من الحروب ولا نريدها، ولا نخشى من التصعيد ولا نريده".

وبين أن المقاومة واعية وراشدة في ردها، فقد "قامت ببعض المناوشات بأقل من الغلاف، ورغم ما تملكه المقاومة على محدوديته مقارنة بالاحتلال إلا أنها قادرة أن توسع المواجهة لأبعد وأبعد من الغلاف".

وكشف أن الاحتلال كان يسارع للتهدئة وإيقاف المواجهة، لافتًا إلى أن كثرًا اتصلوا بحماس (مصريين ودوليين وقطريين وعدة جهات)، وقلنا لهم: "لسنا من بدأنا، ونحن جاهزون حال التزام الاحتلال بقواعد الاشتباك".

وأكد أن غزة بمسيراتها المشكلة من الكل الفلسطيني موحدة في مواجهة مشاريع تصفية القضية، ولن ينجح الاحتلال وسيفشل كل مرة يحاول أن يستفرد بنا فصيلًا فصيلًا.

وأوضح أن القذائف الصاروخية للمقاومة كانت تبحث عن المواقع العسكرية بـ"غلاف غزة"، في وقت الاحتلال يملك الآلة العسكرية الموجهة، والتي قتلتنا في المستشفيات والمساجد والمدارس.

ونبّه إلى أننا بتنا نتقدم على الرواية الإسرائيلية الكاذبة المغمسة بالدم، و"المخرز" الفلسطيني استطاع أن ينتصر بالإعلام والسياسية بالحق الذي تحمله القضية.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني وحدة واحدة، ولذلك هذه المسيرات جسدت الحلم الفلسطيني، وأعادت للواجهة حقيقة واضحة أنه من يظن أنه يمكن أن يُجزّئ ويُقسم الشعب الفلسطيني فهو واهم مائة بالمائة.