الجزائر.. السجن لأتباع الطائفة الأحمدية

الجزائر.. السجن لأتباع الطائفة الأحمدية
السبت ٠٢ يونيو ٢٠١٨ - ٠٨:٥٣ بتوقيت غرينتش

بعد ان طلبت النيابة الجزائرية، السجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ لـ 26 من أتباع الطائفة الأحمدية بتهمة "الإساءة" للدين الإسلامي، جاء موضوع الطائفة الأحمدية الي الواجهة مرة أخرى.

العالم- الجزائر                        

ومثل المتهمون ال26 ، الذين يتبعون ميرزا غلام، أو ما يسمى بـ "المسيح المنتظر" وهم 21 رجلا و5 نساء،  أمام محكمة أقبو (180 كلم شرق الجزائر) بتهم تتعلق بالإساءة للدين الإسلامي وتسيير جمعية وجمع الأموال بدون رخصة.

وشكل العام 2016 بداية كشف السلطات الأمنية في الجزائر عن شبكات الطائفة الأحمدية أو القاديانية.

ويقول محامي المتهمين من الطائفة الأحمدية ان محاكمتهم "مساسا بحرية المعتقد التي يضمنها الدستور".
 

تعرف علي الجماعة الأحمدية 

الجماعة الأحمدية ، أسسها في القرن ال19 ميرزا غلام أحمد في الهند و زمن حضور الاستعمار البريطاني. وقال ميرزا غلام أحمد إنه المسيح المنتظر . ادعى أن الله أوحى إليه وبعثه ليجدد الدين. باشر بالكتابة في المواضيع الإسلامية منذ عام 1880 حتى عام 1890 عندما أعلن أن الله قد أرسله مسيحاً موعوداً ومهدياً منتظراً، وظل كذلك حتى وفاته بمرض الكوليرا في 26 مايو 1908 مخلفاً ورائه قرابة 80 كتاباً. وقد خلفه نور الدين القرشي الذي توفي عام 1914 ليخلفه مرزا بشير الدين محمود ابن مؤسس الأحمدية وبقي في منصبه حتى وفاته عام 1965 ليخلفه الميرزا ناصر أحمد الذي توفى عام 1982، تلاه انتخاب ميرزا طاهر أحمد والذي توفي في 19 أبريل 2003 حيث انتخبت الجماعة ميرزا مسرور أحمد المقيم في لندن زعيماً لها ولا يزال.

وأعلنها الكثير من علماء العالم الإسلامي وهيئاته الفقهية ، خارجون عن الإسلام وجماعة غير مسلمة كما رفضتها منظمة المؤتمر الإسلامي بكل تياراتها من سنة وشيعة.

 

ظهور الجماعة الأحمدية  في الجزائر.. خطر حقيقي أم تضخيم إعلامي؟!

 وفي الجزائر بدأ ظهور هذه الطائفة في 2007 مع بدء التقاط قناة عبر الأقمار الصناعية تابعة لهذه الطائفة. ويقدر عددهم  بحوالي 5 ألاف شخص (من أصل 40 مليون نسمة) وهم منذ 2016 يتعرضون لملاحقات وتم توقيف وملاحقة حوالي 300 منهم، صدرت ضدهم أحكاما بين 3 أشهر حبس غير نافذ و4 سنوات سجنا نافذا.

واللافت أن الأحمدية لا تتمركز في جهة محددة من الجزائر، مثلما أنها لا تستثني فئة عمرية، إلا ان فئة النساء حيث لم يعلن عن وجودهن ضمن الطائفة الاحمدية.

وأمام كثرة الحديث الإعلامي عن تغلغل هذه الطائفة في المجتمع الجزائري المسلم أغلبيته الساحقة من السنة، كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى عن تشكيل لجنة أمنية بشان الطائفة  باعتبار أن "القضية أمنية وليست دينية".

وينص قانون العقوبات الجزائري على عقوبة السجن "لكل من أساء إلى الرسول (...) أو بقية الأنبياء أو استهزأ بأي شعيرة من شعائر الإسلام".

 

الأحمديون في المناطق النائية والأرياف

ويستهدف الأحمديون في الجزائر المناطق النائية والأرياف ، حيث يعمدون إلى إغراء الجزائريين بالمال والسيارات وبعض الامتيازات باعتراف الذين تم القبض عليهم، كما يستعملون منشورات مبسطة وأقراصا مضغوطة في دعوتهم. 

ويقول المتخصص في الجماعات الإسلامية نور الدين ختال إن السلطات الجزائرية كانت على علم منذ سنوات بتحرك جماعة القاديانية أو الأحمدية، "لكنها تأخرت كثيرا لوضع حد لهذه الجماعة الخارجة عن القانون".
كما يؤكد أن التهديد الذي تمثله الجماعة يكمن في ولائها لقيادة خارج الجزائر، وتحويلها الأموال -بحسبه- من وإلى الجزائر بعيدا عن مراقبة الأجهزة الأمنية والبنوك ".

من جانبه يؤكد الباحث والأستاذ الجامعي محمد أمين مقراوي أن وجود الأحمدية في الجزائر بدأ مع نهاية ثمانينيات القرن الماضي، "غير أنه تميز بالضعف الشديد لقوة الصحوة الإسلامية".

ويضيف أن الأحمديين استعادوا نشاطهم بداية العام 2007 حسب اعتراف أميرهم وقتها محمد فالي، مشيرا إلى تزايد نشاطهم بفعل بعض المغتربين الذين يأتون من أوروبا.

في المقابل يعتقد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة الجزائر نور الدين بكيس أن الحديث عن انتشار الأحمدية أو القاديانية أمر "تم تضخيمه بشكل كبير من قبل الإعلام".

يبدو ان الانتشار المحدود للطائفة الأحمدية في الجزائر، يرجع سببه إلى الانفتاح الإعلامي وشبكات التواصل الاجتماعي، و من غير المرجح  ان تتمكن سلطات الجزائر لمعالجة القضية أمنياً بحتاً.

محمد حسن القوجاني -  قناة العالم