التشكيلة الجديدة لمجلس التعاون تستهدف ايران

التشكيلة الجديدة لمجلس التعاون تستهدف ايران
الأربعاء ١١ مايو ٢٠١١ - ٠١:٠٣ بتوقيت غرينتش

بيروت ( العالم ) 11/5/2011 – قال الباحث السياسي والاستراتيجي وفيق ابراهيم ان تمدد مجلس تعاون دول الخليج الفارسي العربية ليشمل الاردن والمغرب يأتي متزامنا مع حركتين وهما لانتفاضات العربية التي تتوالى بشكل عام والمتاعب التي يتعرض لها النظامان المغربي والاردني وهي اضطرابات بدأت وستستمر .

واضاف ابراهيم في حديث مع قناة العالم مساء الاربعاء ان مايسمى بمحور الاعتدال الذي فقد دوره بشكل كامل بعد هذه الانتفاضات وخصوصا دور الاستتباع للولايات المتحدة الاميركية يحاول اليوم اعادة احياء دوره بلبوس جديد ، هذا اللبوس هو اعادة تشكيل مجلس التعاون على شاكلة الحلف الاطلسي حيث لا يرتبط بالجغرافيا فقط بل يذهب نحو سياسة حتى اوسع من السياسة الاقليمية .

واوضح ان الدول الست في مجلس التعاون اذا كانت تشكل حوالي 30 مليون فقط من منطقة الخليج الفارسي فانها عزلت نحو 140 مليون نسمة ممن يطلون على الخليج الفارسي مشيرا الى انهم عزلوا ايران وهي الدولة الاقدم تاريخيا في المنطقة وهي موجودة قبل الاسلام بخمسة الاف عام وعزلوا العراق وهو الموجود قبل الاسلام باربعة الاف عام وعزلوا اليمن وهو ايضا بلد تاريخي قديم ومن هنا فان هذا المحور هو محور اميركي خاص مهمته اجهاض الانتفاضات العربية الثائرة .

واعرب الخبير الاستراتيجي عن اعتقاده بان هذا المحور قد يصل الى باكستان مضيفا ان المطلوب من السعودية اليوم ان تقوم بدور الجاذب لكل البلدان العربية والاسلامية التعبة والهرمة والمنهارة اقتصاديا بجملة مساعدات خفيفة لكي تدخلها في محور جديد .

واكد وفيق ابراهيم ان المستهدف بذلك ليس الا ايران النموذج المتحضر في المنطقة والعراق الذي سيتحرر قريبا واليمن الذي تمسك السعودية بالمعارضة والموالاة في آن معا وترعى حربا اهلية لا يعرف الى متى ستستمر .

وتطرق ابراهيم الى خلفيات هذا التحالف ومدى ارتباطه بالمخططات الاميركية ملوحا الى نتيجة  تمنى ان لا تكون صحيحة وهي ان مجلس التعاون بتشكيلته الجديدة التي اقترحتها واشنطن بالتأكيد سيكون مدخلا لهذا المجلس الى اسرائيل مضيفا ان الولايات المتحدة اليوم تريد تفعيل دول مجلس التعاون بما يؤدي الى انتاج اقليم عربي واسلامي يلعب دوره في القضاء على الانتفاضات العربية من جهة والقضاء عليها نهائيا وليس استيعابها فقط والقضاء على ايران ليس كدولة ممانعة لانها لم تعد دولة ممانعة بل تحولت الى قوة اقليمية بمواصفات دولية وانها لو تركت عدة سنوات ستصبح دولة عالمية لذلك هنالك ذعر في دول الخليج الفارسي من ايران داعيا هذه الدول الى ان تتفهم ايران من اجل بناء أمن فعلي في المنطقة ومؤكدا انه لا أمن للخليج الفارسي دون ايران ولا أمن له دون اليمن والعراق ولا يمكن الاتيان بالاساطيل الاميركية لبناء أمن عربي .

وشدد ابراهيم على ان الطلب من الاردن والمغرب الانضمام الى مجلس التعاون ليس امرا عابرا وليست مسألة اقتصاد فقط بل هي مسألة لها علاقة بالجيوستراتيجي ولها علاقة بالنفوذ الاميركي في المنطقة ولها علاقة بايقاف الدور المصري المقبل وايقاف الدور العراقي المقبل وبلجم ايران وكل من يتكلم خارج ذلك انما يتكلم عن اضغاث احلام .

وردا على باحث سعودي شارك في البرنامج واتهم ايران بمحاربة العرب منذ عصر ما قبل الاسلام قال الخبير الاستراتيجي وفيق ابراهيم انه باحث في تاريخ العلاقات الفارسية العربية وان الحقائق تؤكد انه لا توجد دولة عربية قبل الاسلام حتى تحاربها ، بلد فارس كانت تحارب الاغريق وهم اوروبيون وكانت تحارب الرومان وهم اغريقيون وكانت تحارب العثمانيين الذين أتوا من أعالي اسيا من بلاد المغول وكانت تحارب الرائوت وهم البان ( المماليك ) ولم تشتبك مرة مع العرب لانه لم تكن هناك دولة عربية قبل الاسلام على الاطلاق .

واضاف ابراهيم انه ومنذ معركة القادسية حتى اليوم لم يحدث اشتباك عربي فارسي والاشتباك الوحيد هو ان صدام حسين مدفوعا من الولايات المتحدة الاميركية ودول الخليج الفارسي هاجم ايران موضحا ان هذه الدول تخشى من النموذج الايراني وستخشى من النموذج المصري ومن أي نموذج فيه شيئ من الحرية وفيه شيئ من الكرامة .. هذه هي الحقيقة ..

Ma 18:30 11/5