فاسدون ضد الفساد.. بن سلمان نحو السيطرة على "بن لادن"

فاسدون ضد الفساد.. بن سلمان نحو السيطرة على
الثلاثاء ٠٥ يونيو ٢٠١٨ - ١١:٠٤ بتوقيت غرينتش

فاسدون ضد الفساد، وأغبياء ضد الجهل، ومنحرفون ضد الرذيلة؛ مقولة للصحفي المصري أحمد مسلماني تختصر معالم مشهد بات يتكرر بانتظام مع ولي العهد السعودي عندما قرر محاربة الفساد على طريقتة الخاصة جاء ذلك بعد ساعات من إصدار الملك سلمان بن عبد العزيز أمرا ملكيا بتشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة نجله الشاب محمد بن سلمان، وأعتقلت السلطات السعودية 11 أميرا وأربعة وزراء وعشرات الوزراء السابقين للتحقيق معهم بتهم فساد.

لم يتوقف الأمر عند ابن سلمان لمحاربة الفساد ففي سابقة أعادت السعودية إلى صدارة المشهد السياسي قرر الشاب الطموح محمد بن سلمان لمحاربة الرذيلة حتى أضفى على المملكة العربية السعودية تغيّرات عِدة، لم تشهدها منذ عقود، مضت على أثرها قُدمًا نحو كسر مزيد من القيود والموروثات (التابوهات) التي كانت بمثابة مُسلّمات ومُقدّسات، لا يجوز المساس بها، بدءًا من تمكين السعوديات من القيادة، مرورًا بدخول المرأة الإفتاء ومشاركتها في احتفالات العيد الوطني، وصولًا إلى بثّ حفلات غنائية على التليفزيون الرسمي السعودي، وهو السؤال الكبير الذي دفع الكثير من القراء للتساؤل حول إمكانية تحول السعودية من (دولة دينية) بلاد الحرمين الشريفين، نحو دولة علمانية بعيدة عن الدين، حيث يواصل ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” سعيه الدؤوب لتحقيق مشروعه الجديد بقطع صلة الدولة السعودية بالمشروع الديني الوهابي والاتجاه نحو خطوات علمنة قسرية للمجتمع في إطار إجراءات خطة الإصلاح، المعروفة باسم "رؤية 2030".

وبالعودة لمحاربة الفساد نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا أشارت فيه إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يريد السيطرة على شركة بن لادن الضخمة للإنشاءات.

وأضاف المقال أن ابن سلمان بدأ الاستحواذ على الشركة في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما أجبرها على تغيير مديري مجلس الإدارة، ووضع في المجلس رجلين مقربين منه لتصبح تحت وصايته بشكل غير مباشر.. مما أفقد الشركة شخصيتها التجارية كشركة مملوكة لعائلة "بن لادن"، و مطروحة للتداول العام وتوقع كاتب المقال أن تسرح مجموعة بن لادن آلاف العاملين، وتبيع بعض شركاتها.

ويسعى ابن سلمان لطمأنة المستثمرين الذين أقلقهم حجم القيود التي فرضتها المملكة على المستثمرون وحملة الاعتقالات التي طالت عدد كبير من رجال الاعمال من بينهم رجل الأعمال السعودي "الوليد بن طلال".

ويهدف الشاب الطموح من لقاء أهم الاقتصاديين في أمريكا، لتعزيز الاستثمارات في السعودية، ولكن يطرح مراقبون للشأن  السياسي والأقتصادي علامة أستفهام كبيرة عن خيارات المستثمرون الأجانب لعملية ضخ أموالهم إلى السعودية، حيث يمكن لولي العهد مصادرة أموالهم وتأميمها فجأة في أي وقت إذا أمر محمد بن سلمان بذلك!!

* كريم أبو كرم