4/1/2011 د. يحيى القزاز yahiaelkazzaz@yahoo.com

الثلاثاء ٠٤ يناير ٢٠١١ - ٠٨:١٤ بتوقيت غرينتش

ماذا يريد د.البرادعى؟ قبل أن تهدأ نيران الغضب المتداعى بتكرارالقتل الجماعى للأقباط فى يوم عيدهم، وقبل أن يجف الدم المسفوح على قارعة الطريق أمام "كنيسة القديسين" فى الاسكندرية بأيادٍ آثمة، يفاجئنا "د.البرادعى" المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدعوة النوبيين لتدويل قضيتهم حسب ماذكرته "صحيفة المصرى اليوم" بتاريخ 3/1/2011 والذى جاء فيها أنه التقى "وفدا ضم 17 ناشطا من لجان المتابعة النوبية فى القاهرة وأسوان والإسكندرية للتعرف على مشاكلهم ومطالبهم الخاصة بعودتهم إلى أراضيهم، وطالبهم بإرسال خطاب بتوقيعاتهم إلى منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو»، يتضررون فيه من مش

ماذا يريد د.البرادعى؟

قبل أن تهدأ نيران الغضب المتداعى بتكرارالقتل الجماعى للأقباط فى يوم عيدهم، وقبل أن يجف الدم المسفوح على قارعة الطريق أمام "كنيسة القديسين" فى الاسكندرية بأيادٍ آثمة، يفاجئنا "د.البرادعى" المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بدعوة النوبيين لتدويل قضيتهم حسب ماذكرته "صحيفة المصرى اليوم" بتاريخ 3/1/2011 والذى جاء فيها أنه التقى "وفدا ضم 17 ناشطا من لجان المتابعة النوبية فى القاهرة وأسوان والإسكندرية للتعرف على مشاكلهم ومطالبهم الخاصة بعودتهم إلى أراضيهم، وطالبهم بإرسال خطاب بتوقيعاتهم إلى منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو»، يتضررون فيه من مشروع المنظمة التى تتولى تسكينهم فى أراضيهم، ليكونوا مبادرين بالمطالبة بحقوقهم، وأن يرسلوا إليه صورة من الخطاب ليقدمه بنفسه إلى المنظمة" وفى الخبر نفسه قال "هانى يوسف، عضو لجنة المتابعة النوبية، "إن البرادعى طالبهم بألا يخافوا من اللجوء إلى المنظمات الدولية"، وقال لهم: "مفيش حاجة اسمها استقواء بالخارج"، وأن من حقهم اللجوء للمحكمة الدولية وتدويل قضيتهم".

من حق أى مصرى كان مقيما فى مصر أو يحج إليها فى أوقات فراغه أن يلتقى أهله وعشيرته، ومن حقه أن يهتم بشأن بلاده، ويحاول إصلاحها ويدعو الناس للتغيير من أجل الأفضل، وبالمقابل من حق الناس على الداعية أن يكون بينهم كما يوجد القائد بين جنوده فى المعارك، والتغيير معركة حامية الوطيس. منذ أن أعلن البرادعى عن مشروعه الإصلاحى ونيته الترشح لرئاسة مصر إذا تغيرت قواعد اللعبة، استبشر البعض خيرا، وعند الالتفاف حوله لم يجدوه فالرجل مرتبط حتى نهاية عام 2010 وعليه بالبقاء خارج مصر حتى ذلك التاريخ، وراح يحرك الأمور بالريموت كنترول من الخارج أو فى أوقات فراغه عندما يحضر إلى القاهرة. انتهى عام الارتباط وعاد البرادعى إلى مصر –ولاأدرى هل هى إقامة دائمة أم رحلة قصيرة وبعدها يعود إلى الخارج- والتقى بوفد النوبيين وطالبهم باللجوء للمحكمة الدولية وتدويل قضيتهم. حسنا! لنفترض جدلا أن هذا الكلام صحيح، وأن هذا هو الطريق وذاك هو الحل اللذان يريدهما د. البرادعى فهل يتكرم سعادته ويخبرنا متى أنصفت الهيئات الدولية مظلوما؟ ولماذا لم تنفذ الأمم المتحدة قراراتها الصادرة عن مجلس الأمن بشأن حق الفلسطينين أم أن الفلسطينين ليسوا اصحاب حق فى الأرض، والارض ملك لبنى صهيون؟ الهيئات الدولية هى سيف يقسم الدول المطموع فيها بمزاعم شرعية دولية فاسدة. لا أريد أن أسوق أدلة كثيرة عن فساد الشرعية الدولية ولاينكرها إلا متواطئ مع الخارج ضد بلده.

إن أول شيئ يحرص عليه داعية الإصلاح هو حرصه على وحدة الأمة التى يناضل من أجلها وليس العمل على تفتيتها، وأن دور المصلح هو دور الطبيب الذى يجبر الكسر وليس دور ساعى البريد الذى ينقل رسائل من مواطنين لهيئات دولية مشبوهة الأهداف مزدوجة المعايير. ومعروف أن مطالب النوبيين حقوقية، وهى مشروعة مثلها مثل مطالب جميع المصريين من النظام المستبد الفاسد، فلماذا يصر البرادعى تحويل المطالب الحقوقية إلى مطالب سياسية؟ إن ثبت المكتوب فى الصحيفة فإن البرادعى يشعل النيران فى جسد الوطن ويفتت الدولة المصرية، والشيئ بالشيئ يذكر هل المطالبة بتدويل مشاكل النوبة يتبعه تصريح –فى ظل مجزرة الاسكندرية- بتدويل مشاكل المسيحيين المصريين والمطالبة بدولة مستقلة لهم. مايفعله د. البرادعى -وإن كان بحسن ظن- يصب فى خانة إنجاح المشروع الأمريكى الرامى لتفتيت مصر إلى ثلاث دويلات: مسلمة ونوبية ومسيحية. ويبقى السؤال ماذا يريد د. البرادعى؟ هل يريد تغييرا حقيقيا لصالح المجتمع المصرى أم يساعد على تفتيت الدولة بعد أن أحبط أنصاره بغيابه الكثير عن مصر؟

إن كان ماذكرته "المصرى اليوم" غير دقيق فنتمنى أن يوضح د.البرادعى حقيقة ماجرى، وهو توضيح غير ملزم له، وإن كانت تبعاته مؤسفة