هذا هو كل ما حدث في مدينة البوكمال يوم أمس !

هذا هو كل ما حدث في مدينة البوكمال يوم أمس !
السبت ٠٩ يونيو ٢٠١٨ - ٠٦:٤٠ بتوقيت غرينتش

و من جديد إعلام غربي كاذب ومزيف يقول إن تنظيم داعش سيطر على مناطق من مدينة البوكمال السورية بعد هجوم عنيف، الجمعة... هكذا عنونت وكالات الانباء الهادفة يوم الجمعة حول احداث سوريا وسرعان ما انتشر الخبر كالهشيم في النار وكان المصدر الأصلي للخبر هو ما يسمى المرصد السوري لحقوق الإنسان.

العالم_سوريا 

وذكر المرصد، على موقعه، أن اشتباكات عنيفة وقعت منتصف ليل الخميس – الجمعة على عدة محاور في بادية البوكمال في الريف الشرقي لدير الزور، بين قوات الحكومة السورية  وعناصر من تنظيم داعش، في هجمات متجددة ينفذها الأخير على مواقع الجيش السوري.

وزعم المرصد ان الاشتباكات ترافقت مع دوي انفجارات عنيفة يرجح أنها ناجمة عن تفجير التنظيم لعربة مفخخة، بينما ترددت أنباء عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

وادعى مدير المرصد رامي عبد الرحمن في تصريح مع وكالة "فرانس برس" إنه "أكبر هجوم للتنظيم على مدينة البوكمال منذ سيطرة قوات الحكومة السورية عليها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، زاعما أن معارك تدور في المدينة (الواقعة على الحدود العراقية) حالياً أوقعت حتى الآن "25 قتيلاً على الأقل من قوات الجيش السوري".

البوكمال إحدى نواحي سورياتتبع إداريّاً لمحافظة دير الزور ومركزها مدينة البوكمال والتي لها اهمية عسكرية و ميدانية كبيرة

وفي شرق سوريا، يتواجد التنظيم المتطرف في البادية السورية في جيب بين مدينة تدمر الأثرية (وسط) وجنوب البوكمال. كما في منطقة محدودة على الجهة المقابلة للبوكمال عند الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور إلى قسمين.

وتحاول قوات كردية، طرده من الضفة الشرقية وضاعف تنظيم داعش مؤخرا من هجماته ضد قوات الحكومة السورية التي تسيطر على الضفة الغربية للفرات، منذ طرده من أحياء في جنوب دمشق الشهر الماضي بموجب اتفاق إجلاء جرى خلاله نقل مقاتليه إلى مناطق محدودة تحت سيطرته في البادية السورية.

وتُعد المناطق الصحراوية الأكثر مناسبة للمسلحين للتواري عن الأنظار وشن هجماتهم، بعدما باتوا يسيطرون على نحو ثلاثة في المئة من الأراضي السورية فقط.

يأتي ذلك في موازاة تحذيرات أميركية، أطلقها وزير الدفاع جيمس ماتيس، الجمعة، اعتبر فيها أن الانسحاب من سوريا حال انتهاء المعارك ضد ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية سيكون "خطأ استراتيجياً".

وقال ماتيس من بروكسل "في الوقت الذي تشارف فيه العمليات العسكرية على نهايتها، يجب ان نتفادى ترك فراغ في سوريا يمكن ان تستغله الحكومة السورية او داعموه". وأضاف "معركتنا لم تنته. علينا ان نكبد تنظيم الدولة الاسلامية هزيمة دائمة وليس فقط في ميدان واحد".

وتابع ماتيس "في سوريا سيكون خطأ استراتيجيا يضعف دبلوماسيينا ويتيح للارهابيين التقاط الانفاس، ان نغادر ساحة المعركة قبل ان يتوصل مبعوث الامم المتحدة ستافان دي ميستورا الى دفع عملية جنيف للسلام بتأييد منا جميعا بقرار من مجلس الامن".

في زخم اعلامي كاذب و هادف تأتي الإجابة من مصادر عسكرية سوريا موثقة.

أفاد مراسل الميادين نقلاً عن مصدر عسكري سوري بنفيه تعرض مدينة البوكمال لأي هجوم من جانب داعش.

المصدر أكد أن المدينة تحت سيطرة الجيش السوري وحلفائه، وذلك بعدما كانت وسائل إعلام قد تناقلت أنباء عن سيطرة داعش على مناطق في البوكمال.

 ليرد بعدها مدير مكتب قناة العالم في سوريا موكدا بان مزاعم سيطرة تنظيم داعش الارهابي علی مدينة البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي ليست حقيقية.

وقال حسين مرتضی: "اعادة فتح بعض الجبهات الحدودية سياسة تنتهجها قوات الاحتلال الاميركي، بعد محاولة اعادة بث الروح من جديد في جسم تنظيم داعش الارهابي".

وبين أن "ما تمثله مدينة البوكمال السورية عند الحدود العراقية من أهمية أبعد من الميدانية، تبقى محط محاولات كثيرة للقوات الاميركية. لذلك كان هناك خلال الايام الماضية، أكثر من محاولة، لايجاد جيب واحداث خرق في تلك المدينة .

وأكد أن "لا صحة لما روجت له وسائل الاعلام عن سيطرة تنظيم داعش على مدينة البوكمال بريف دير الزور الجنوبي الشرقي."

وأشار الی أن الهدوء، يسيطر على كامل محاور المدينة بعدما استعادت قوات الجيش السوري والحلفاء النقاط التي تقدم اليها التنظيم في محيط بلدتي الجلاء والحسرات وتأمينها طريق البوكمال _الميادين وقتل عشرات الارهابيين.

وكان تنظيم داعش الارهابي شن هجوماً عنيفاً قبل ايام على المنطقة، تخلله 10 عمليات انتحارية بدعم لوجستي امريكي كبير، قدم فيه كامل التجهيزات والامدادات والمعلومات الاستخباراتية وطرق الهجوم ومحاورها.

وكان الجيش السوري قد سيطر على البوكمال أواخر تشرين الثاني 2017.

وبعد خسارته الجزء الأكبر من مناطق سيطرته في سوريا، لم يعد تنظيم داعش يتواجد إلا في جيوب محدودة موزعة ما بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد.

س. العباسي