الحريري «يكتشف» حصص «الكتل الأكثر تمثيلاً»!

الحريري «يكتشف» حصص «الكتل الأكثر تمثيلاً»!
الإثنين ١١ يونيو ٢٠١٨ - ١٠:٢٩ بتوقيت غرينتش

في الوقت الضائع، يحاول رئيس الحكومة سعد الحريري الإيحاء بإمساكه بملف تشكيل الحكومة. ومع أنه لا شيء يُمكن أن يتحقق قبل عودته من زيارتي موسكو والرياض، وربما باريس من بعدهما، حمل أمس أول صيغة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تتضمن تصوراً حول تمثيل الكتل النيابية الأساسية، وتحديداً حصصها من الحقائب

العالم - ايران

أوحَت تطوّرات يومَ أمس، أن الدينامية البطيئة التي اعتمدها الرئيس المكلف سعد الحريري، لتأليف الحكومة، باتت عنصر قلق عند الآخرين، ولا سيما رئيس الجمهورية ميشال عون.

ورغمَ تكثيف الاتصالات، بين عون والحريري، لا يعني ذلك أن الدخان الأبيض الحكومي سيخرج سريعاً. فالألغام المزروعة على طريق التأليف تجعل بلوغ الهدف بالسرعة المطلوبة أمراً صعب المنال. الأكيد أن لا شيء جدياً قبل اللقاء المرتقب بين الحريري وولي العهد السعودي محمد بن سلمان. وتبعاً لذلك، لا يُمكن الحديث الآن عن توليفة حكومية مقبولة من هذا أو ذاك من القوى، رغم محاولات الحريري الإيحاء بتحريك محركاته السياسية وقوله إنه يريد الإسراع وليس التسرع.
ما حمله أمس الى قصر بعبدا، بحسب المعلومات المتوافرة، ليس أكثر من أرقام حسابية تعني الكتل الكبرى، فيما يُصار حتى الآن الى تجاهل التفاصيل الصغيرة التي من شأنها أن تطيل أمد حكومة تصريف الأعمال، وتحديداً تلك التي لها علاقة بتمثيل الكتل الصغيرة، لا سيما سنّة فريق الثامن من آذار أو حلفاء المقاومة من تيار المردة إلى الحزب القومي السوري الاجتماعي، ومن ثم حصّة الرئيس نجيب ميقاتي وحزب الكتائب.
فقد علمت «الأخبار» أن التصوّر الذي قدّمه الحريري الى عون وأشار إليه بعد اللقاء، تضمّن فقط حصص «الكتل النيابية الأكثر تمثيلاً»، أي تكتل لبنان القوي وكتلة المستقبل وحزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية. وفي المعلومات أن رئيس الحكومة سيجري بعد عودته من الخارج (سيلتقي عائلته في الرياض ويقدم التهئنة للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لمناسبة عيد الفطر) مشاورات مع الكتل الأقل تمثيلاً، ومنها حزب الكتائب، علماً بأن الكتل «الأكثر تمثيلاً» تأخذ عليه أنه لم يقدم لها حتى الآن أيّ مقترحات جدية.

عقدة المقعد الدرزي الثالث مستعصية
وتشير أوساط مطّلعة إلى إنجاز الاتفاق القاضي بأن يحصل رئيس الجمهورية على وزير سنّي، على أن يكون محسوباً على العهد، مقابل إعطاء مقعد مسيحي (ماروني) لرئيس الحكومة. وأخذ رئيس الجمهورية على عاتقه توزير النائب طلال أرسلان في مقابل إعطاء مقعد وزاري مسيحي للنائب وليد جنبلاط، بانتظار موافقة الأخير على هذا الطرح. وقد كان بارزاً كلام النائب بلال عبدالله الذي لفت إلى أن «ممارسة الضغط علينا ستجعل اللقاء الديموقراطي يطالب بأربعة وزراء وعدم الاكتفاء بثلاثة، على أن يكون أحدهم من إقليم الخروب»، مشدّداً على أنه «لا مساومة على حصة أحد. فمن غير المعقول أن تأتي جهة سياسية وتضع معياراً لها ولعددها وتقنن للآخرين، فإما معيار واحد لتشكيل الحكومة أو فليتركوا الحريري يشكل الحكومة كما يريد». وكان الحريري قد أشار بعد لقاء عون إلى أن «الجميع يريد تسهيل تشكيل الحكومة وإنجازها بأسرع وقت»، وأن «هذا الأمر يستوجب على الجميع تقديم التضحيات والتسويات».

*صحيفة الاخبار

108