قمة سنغافورة.. تفاصيل ما حدث بين ترامب وكيم

قمة سنغافورة.. تفاصيل ما حدث بين ترامب وكيم
الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٨ - ١٠:٥١ بتوقيت غرينتش

التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الیوم الثلاثاء في سنغافورة.

العالم- الأميركيتان

وتبادل ترامب وكيم أطراف الحديث بمساعدة مترجمين وبدا مبتسمان أمام أعلام البلدين، ثم انتقلا لعقد اجتماع بمفردهما.

ويمثل هذا الاجتماع تحولا كبيرا في العلاقات بين البلدين اللذين تبادلا حربا كلامية خلال العام الماضي.

ما الذي يميز هذه القمة؟

ظلت كوريا الشمالية لعقود تعامل كدولة منبوذة، لكن زعيمها يعامل الآن كرجل دولة.

وفي العام الماضي، كان من النادر رؤية علم كوريا الشمالية يرفرف في أي مكان في آسيا.

واليوم، يلتقي كيم شخصيات بارزة.

ما هو جدول الأعمال؟

لم يعلن سوى عن تفاصيل قليلة بشأن جدول الأعمال.

وعقد ترامب وكيم جونغ أون اجتماعاً بحضور المترجمين فقط استمر حوالي 41 دقيقة، ثم انضم إليهما كبار المستشارين والمسوؤلين.

ووفقاً للبيت الأبيض، هذه هي أجندة القمة:

  • تبادل التحيات بين ترامب وكيم (الساعة 9 بالتوقيت المحلي -الواحدة بتوقيت غرينيتش)
  • اجتماع بين ترامب وكيم بحضور المترجمين فقط.
  • اجتماع موسع مع ممثلين آخرين.
  • غداء عمل.

ومن المنتظر أن يغادر ترامب سنغافورة في نفس الليلة إلى الولايات المتحدة ، فيما يغادر كيم قبل ذلك (14:00) بالتوقيت المحلي.

ماذا يريد كلا الجانبين؟

تريد الولايات المتحدة من كوريا الشمالية التخلص من أسلحتها النووية بطريقة لا رجعة فيها مع السماح للمجتمع الدولي من التحقق من ذلك.

ولكن يتساءل المحللون عن السبب الذي قد يدفع كيم إلى التخلي عن أسلحته النووية بعد أن عاني الكثير لامتلاكها.

ويرون أيضاً أن كيم بلقائه أقوى زعيم في العالم، يكون قد حقق انتصاراً بالفعل.

وقال الزعيم الكوري الشمالي إنه يريد الآن التركيز على بناء اقتصاد بلده، ويريد تخفيف العقوبات المفروضة عليه وجلب الاستثمارات الدولية.

ومع ذلك، لا تتوقع الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق نهائي في سنغافورة. ووصف ترامب بـ "لقاء تعارف".

وقال الرئيس الأمريكي إنه في حال شعر بأن الأمور تسير بشكل سيء فإنه سينسحب من القمة، وفي حال سارت على ما يرام فإنه سيدعو كيم لزيارته في البيت الأبيض.

وتصافح الزعيمان في مستهل القمة غير المسبوقة، التي مثلت تحولا كبيرا في العلاقات بين بلدين تبادلا حربا كلامية خلال العام الماضي.

ووصل التوتر حد استعمال لغة التهديدات والتراشق في موقع تويتر، إذ وصف كيم جونغ أون ترمب بأنه عجوز، ورد عليه الأخير بأنه لن يقول له بأنه "سمين وقصير". غير أن ترمب قال يومها إنه سيحاول أن يكون صديقا لزعيم كوريا الشمالية، وأن ذلك قد يصبح حقيقة يوما ما. فهل حان هذا اليوم؟

توقيع إتفاقية

وقّع دونالد ترامب وكيم جونغ أون اليوم وثيقة وصفت بالشاملة في ختام قمتهما في سنغافورة، التي بدأت هي الأولى من نوعها بين رئيس أميركي وزعيم كوري شمالي.

وتعهد كيم "بنزع كامل للأسلحة النووية في شبه الجزيرة الكورية"، وفي هذا الإطار قال ترامب إنه يتوقع بدء عملية نزع السلاح النووي "بسرعة جدا".

لكن الوثيقة لا تأتي بنص المطلب الأميركي "بنزع أسلحة نووية كامل، ويمكن التحقق منه، ولا عودة عنه" وهي الصيغة التي تعني التخلي عن الأسلحة وقبول عمليات تفتيش، لكنها تؤكد التزاما بصيغة مبهمة بحسب الوثيقة.

كما تنص الوثيقة الموقعة بين الزعيمين على "ضمانات أمنية" أميركية لبيونغيانغ. وتهدف إلى إقامة علاقات جديدة بين البلدين.

ووفقا الوثيقة، ستتبع القمة التاريخية "مفاوضات لاحقة يقودها وزير الخارجية الأميركي (مايك بومبيو) ومسؤول كوري شمالي".

وذكرت الوثيقة كذلك أن "ترامب وكيم يتعهدان بالتعاون لإقامة علاقات جديدة بين أميركا وكوريا الشمالية، والتعاون لإحلال السلام والرخاء في شبه الجزيرة الكورية".

وتلزم الوثيقة الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بالكشف عن بقايا الأجسام المتحللة لأسرى الحرب الفيتنامية والمفقودين وإعادة من كُشف عنهم إلى بلادهم فورا.

وقد تغير هذه الوثيقة بشكل دائم الأفق الأمني في منطقة شمال شرق آسيا على غرار زيارة الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون للصين في عام 1972 والتي أدت إلى تحول في بكين.

ماذا قال ترامب وكيم جونغ أون عن القمة؟

وقال ترامب إن القمة كانت رائعة وحققت تقدما كبيرا. واعتبر كيم لقاء ترامب حدثا تاريخيا، قائلا إن العالم سيشهد تغيرا كبيرا.

وتأمل واشنطن أن تسفر هذه القمة عن بدء عملية تمهد لنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.

وبالنسبه لكيم، فإن مشاركته في قمة مشتركة مع ترامب تعد نصراً بحد ذاته، إذ ينظر إلى هذه المحادثات بأنها مكسب بالنسبة لكوريا الشمالية بسبب الشرعية التي تضفيها على زعيمها.

وقال ترامب خلال تعليقاته الأولية أمام الصحافيين "أتوقع علاقة رائعة مع كيم".

وأضاف " لدي شعور رائع وسنجري محادثات رائعة وستكون ناجحة بشكل لا مثيل له".

وقال ترامب في مؤتمر صحافي في سنغافورة عقب القمة التاريخية بينه، وبين جونغ أون اليوم، "سنرفع العقوبات عندما نتأكد ان الاسلحة النووية لم تعد عاملا" مطروحا، مضيفا "آمل ان يتحقق الامر قريبا... وانا اتطلع لرفعها في مرحلة ما".

وأكد ترامب أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، تعهد بالعمل على التخلص من الأسلحة النووية في القريب العاجل، مشيرا إلى أن العقوبات على بيونغ يانغ ستبقى في الوقت الحالي.

وقال ترامب إن "الزعيم الكوري الشمالي راغب في التخلص من الأسلحة النووية وإخلاء شبه الجزيرة الكورية منه، مضيفا أن اليوم "بات لدينا أمل بأن المأساة التي بدأت من 70 عاماً في شبه الجزيرة الكورية ستنتهي قريباً".

وتابع ترامب، أن "الخطوات التي اتفقنا عليها اليوم كان يجب أن تحصل منذ زمن بعيد"، ومع ذلك شدد الرئيس الأمريكي على أن "العقوبات على كوريا الشمالية ستبقى للوقت الحالي".

الزعيم الكوري وافق على زيارة البيت الأبيض "في الوقت المناسب"

وقال ترامب "إنّه جاهز لزيارة بيونغ يانغ في الوقت المناسب"، مضيفا أن "زعيم كوريا الشمالية، وافق على زيارة البيت الأبيض "في الوقت المناسب".

ترامب: ما زال من المبكر إقامة العلاقات الدبلوماسية مع كوريا الشمالية

وبالرغم من ذلك قلل ترامب من إمكانية إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين في الوقت الراهن قائلا، "ما زال من المبكر إقامة العلاقات الدبلوماسية مع كوريا الشمالية".

انهاء الحرب الكورية سيتم "قريبا"

كما أعلن الرئيس الاميركي ان انهاء الحرب الكورية سيتم "قريبا". وقال ترامب "يمكننا أن نأمل الان بان الحرب ستنتهي وهي ستنتهي بالفعل قريبا"، لافتا الى ان الحرب (1950-1953) انتهت بهدنة وليس باتفاق سلام.

ترامب: كيم تعهد بتدمير موقع للتجارب الصاروخية
       
واضاف الرئيس الاميركي ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون تعهد بتدمير موقع للتجارب الصاروخية

وقال ترامب ان الشمال سيدمر موقعا "ضخما" للتجارب الصاروخية لكن بدون اعطاء تفاصيل.

ترامب بحث موضوع حقوق الانسان مع كيم
       
واكد دونالد ترامب انه بحث موضوع حقوق الانسان خلال قمته مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون في سنغافورة.

وقال ترامب "لقد تباحثنا في الموضوع اليوم"، مضيفا "سنعمل على المسألة وهي صعبة من عدة نواح".

"المناورات الحربية" مع كوريا الجنوبية ستتوقف
       
هذا وأعلن الرئيس الاميركي انه سيوقف المناورات الحربية" في شبه الجزيرة الكورية.

وقال ترامب: "سنوقف المناورات ما سيوفر علينا مبالغ طائلة" مضيفا انه يريد سحب قواته من الجنوب "في مرحلة ما".

وبدت علامات الارتياح على الرئيس ترامب والزعيم كيم خلال اللقاء الذي جمعهما.

وشدد كيم على أن "الطريق إلى هنا لم يكن سهلا"، مشيرا إلى أن الممارسات السابقة مثلت عائقا أمام التحرك قدما.

وأضافت أن العلاقات مع كوريا الشمالية ستكون مختلفة بشكل كبير عما كان في السابق، مشددا على أن القمة نجحت. ودعا ترامب نظيره الكوري الشمالي لزيارة البيت الأبيض.

وقال كيم من جانبه "سوف نواجه تحديات"، لكنه تعهد بالعمل مع ترامب.

وبدا كيم متفائلا أيضا بشأن التوقعات للقمة، وقال "تغلبنا على كل الشكوك والتكهنات حول هذه القمة وأعتقد أن هذا جيد من أجل السلام، أعتقد أن هذه مقدمة جيدة للسلام".

مازح الزعيم الكوري الشمالي، الرئيس الأمريكي، خلال لقائهما، حيث أكد له أن الاجتماع مثل أفلام الخيال العلمي.

وأضاف كيم: "هناك الكثير من حول العالم يعتقدون هذا الأمر، ويظنون أن هذا اللقاء هو فيلم خيال علمي، هناك تحديات ما زالت أمامنا لكنني مصمم على إنجاز هذا العمل الكبير".

وإذا نجحا في تحقيق انفراجة دبلوماسية، فقد يغير هذا بشكل دائم الأفق الأمني في منطقة شمال شرق آسيا على غرار زيارة الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون للصين عام 1972 والتي أدت إلى تحول في بكين.