الدبلوماسية الأميركية المتقلبة

قراءة ترامب المختلفة للقمة قبل جفاف حبرها+فيديو

الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٨ - ٠٥:٥٤ بتوقيت غرينتش

بعد شهور من الحرب الكلامية والتهديدات بحرب نووية، عقد أخيراً الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جون أون قمتهما في سنغافورة.

العالم-مراسلون

وخرجت القمة بوثيقة مشتركة تركزت على إحلال الأمن في شبه الجزيرة الكورية ونزع السلاح النووي من المنطقة كلها دون تحديد التزامات واضحة لتحقيق ذلك، سوى الإشارة إلى محادثات للمتابعة يقودها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظير رفيع المستوى من بيونغ يانغ.

الرئيس الكوري الشمالي ثبت رؤيته في الوثيقة عبر نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزية الكورية مع تعهد فقط بتدمير مواقع للتجارب الصاروخية في كوريا الشمالية، إلا أن ترامب وخلال مؤتمر صحفي غاب عنه كيم لم يطرح سوى تعهدات الأخير في تخليه عن سلاح بلاده النووي وسريان العقوبات على كوريا الشمالية لحين نزع النووي منها.

أي أن ترامب قدم قراءة مختلفة للوثيقة، وحبرها لم يجف بعد، فضلاً عن أن مشهد القمة الذي حظي بتغطية إعلامية محلية وعالمية كان أحد أطرافها ترامب الذي عرف منذ توليه رئاسة البيت الأبيض بنقضه للاتفاقيات الدولية كاتفاقية باريس للمناخ واتفاقية التجارة الحرة لامريكا الشمالية "نافتا" وانسحابه من الاتفاق النووي مع إيران وأخيراً تفجير الخلافات في قمة السبعة والتملص من بيانها الختامي.

والقضية لا تقتصر على ترامب كشخص وإنما على عدم اكتراث ترامب بإظهاره وبشفافية عالية الدبلوماسية المتقلبة للإدارات الأميركية السابقة وعدم التزامها بالعهود الدولية.

ومع كوريا الشمالية ذاتها عقد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون اتفاق إطار في العام 1994 في عهد كيم إيل سونغ جد الزعيم الحالي، لم تف واشنطن بتعهداتها فيه ما أدى إلى انسحاب بيونغ يانغ من الاتفاق.

وعلى هذا الأساس حذرت أوساط سياسية في العديد من الدول ومنها إيران زعيم كوريا الشمالية من الثقة بترامب وإدارته.. وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت أن ترامب يمكن أن يلغي أي اتفاق على نزع السلاح النووي خلال ساعات.

وإن كان كيم قد دفع إلى قمة سنغافورة بتشجيع من حلفائه الصينيين والروس، فالخشية من أن يكون مصيره كالرئيس الليبي معمر القذافي أمر سبق وأن حذر منه مسؤولون كوريون شماليون، ويمكن القول إن قمة سنغافورة من دون ضمانات تقدمها واشنطن على تغيير نهجها المخادع المعهود لن تكون سوى الجبل الذي تمخض ليولد فأرا.

113