ديفد هيرست:

أزمة الأردن كشفت تراجع القيادة السعودية!

أزمة الأردن كشفت تراجع القيادة السعودية!
الخميس ١٤ يونيو ٢٠١٨ - ١٢:٤٣ بتوقيت غرينتش

قال الكاتب البريطاني ديفد هيرست إن الأزمة الاقتصادية في الأردن كشفت ضعف القيادة السعودية وتراجعها، وإن الرياض لم تنقذ الاقتصاد الأردني المعتل، بل أنقذته الكويت وقطر.

العالم - السعودية

وفي مقال نشره موقع «ميدل إيست آي»، أوضح أن مبلغ الـ2.5 مليار دولار التي أقرتها قمة مكة لصالح الأردن، كانت الكويت قد تعهدت بمعظمها بها بالفعل في اتصال هاتفي مع ملك الأردن «عبد الله الثاني».

وقال «هيرست»: «ليست السعودية من أنقذ اقتصاد الأردن المعتل، وإنما الكويت وقطر هما من أنقذاه».

وتحدث هيرست عن وجود فراغ قيادي سعودي في المنطقة، مشيرا إلى الدور المستقل الذي باتت تلعبه كل من الكويت وقطر.

وأشار إلى أن السعودية «لم تهب لنجدة الأردن بحزمة مساعدات قيمتها 2.5 مليار دولار، رغم أن الملك سلمان بن عبد العزيز رغب في أن يبدو الأمر كما لو أنها فعل ذلك، ... الذي حصل هو أن الملك سلمان حاول نسب الفضل لنفسه، رغم أن الكويت هي التي تعهدت بدفع المبلغ، وما نجم عن ذلك كان تسابقا من الدول الخليجية المتنافسة والمتخاصمة على دعم الأردن».

وأوضح أن «الملك عبد الله كان قد أرسل مبعوثا له إلى الكويت قبل أن تنفجر المظاهرات في الشوارع الأردنية احتجاجا على ارتفاع الأسعار وعلى خطة لزيادة ضريبة الدخل، بحسب ما صرح به لموقع ميدل إيست آي مصدر مطلع مقرب من الديوان الملكي الأردني».

ووفق «هيرست»، كانت «الطرقة الأخرى على باب الأردن من قطر، حيث اتصل أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالملك عبد الله وعرض عليه دعما ماليا قطريا كبيرا،.. لم يجر الإعلان عن تلك المكالمة الهاتفية بناء على طلب الأردن، الذي كان ما يزال يأمل في أن تبادر المملكة العربية السعودية بشيء من طرفها».

ووصل أمس، إلى الأردن كل من وزير الخارجية القطري «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني» ووزير المالية القطري؛ للتفاوض على حزمة المساعدات، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أن قلص الأردن علاقاته مع قطر نتيجة للضغوط التي مارستها عليه السعودية لتنفيذ الحصار قبل عام تقريبا.

وكانت وزارة الخارجية القطرية أعلنت أن قطر قررت مساعدة الاقتصاد الأردني بشكل مباشر من خلال توفير أكثر من عشرة آلاف وظيفة ومبلغ قدره 500 مليون دولار.

وذكر «هيرست» أنه بعد ساعات من المكالمة الهاتفية التي جاءت من قطر، وربما بسبب استشعاره للتحرك القطري، اتصل الملك «سلمان» بالملك «عبد الله».

ولفت إلى أن الملك «سلمان» اتصل بالحاكم الفعلي للإمارات «محمد بن زايد» إلا أن هذا الأخير رفض القدوم لحضور قمة مكة، ومثل الإمارات في الاجتماع حاكم دبي «محمد بن راشد».

وقال الكاتب البريطاني: «من خلال مكر سعودي، أدخل المليار دولار الذي تعهدت به الكويت ضمن حزمة المساعدات الكلية التي أعلن عنها سلمان كما لو أن ذلك هو ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع، ولكن في واقع الأمر، السعودية والإمارات قدمت أقل بكثير مما قدمه الكويتيون حيث قسما المبلغ المتبقي وهم 1.5 مليار دولار بينهما».

وأضاف «هيرست» أنه وتبعا لذلك ساد الديوان الملكي الأردني «شعور بالخيبة» من تصرف «سلمان»، لأن الأردن كان قد تلقى فعلا مليار دولار من الكويت وكان الأردنيون يتوقعون أن يأتيهم من السعودية ما هو أكثر من ذلك، وخاصة أن السعوديين توقفوا عن تمويل الأردن لمدة عامين.

وحسب «هيرست» فإن ذلك يعني أولا أن «الملك سلمان أصيب بالذعر ففزع إلى رد فعل ما بمجرد أن أدرك وجود فراغ قيادي سعودي في المنطقة وأن هذا الفراغ راحت دول خليجية منافسة له تملأه».

وثانيا أن «الملك عبد الله الذي زار الكويت يوم الثلاثاء بات بعد هذه الحزمة من المساعدات أقل تقيدا بالمملكة العربية السعودية مما يظنه كثير من الناس،.. لا يتمتع السعوديون بسطوة على الأردن كما قد يتهيأ للبعض بسبب العناوين الإخبارية التي تحدثت عن مبلغ 2.5 مليار دولار».

وتعهدت كل من السعودية والإمارات والكويت، خلال القمة التي عقدت في مكة المكرمة، بتقديم حزمة من المساعدات الاقتصادية للأردن، تصل قيمتها إلى 2.5 مليار دولار أمريكي.

ونزل آلاف الأردنيين المتضررين من ارتفاع الأسعار إلى الشوارع الأسبوع الماضي، احتجاجا على سياسات الحكومة الاقتصادية التي يدعمها صندوق النقد الدولي.

ودفعت تلك الاحتجاجات النادرة، الملك «عبدالله» إلى إقالة الحكومة، وتعيين رئيس وزراء جديد كان أول تعهد قطعه على نفسه هو تجميد الزيادات الحادة في الضرائب.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن الاحتجاجات أقلقت الدول الخليجية المحافظة التي تخشى من تداعيات على أمنها جراء عدم الاستقرار في الأردن، الحليف القوي للولايات المتحدة الذي يدعم منذ فترة طويلة مواقفها في السياسة الخارجية.

ويقول مسؤولون، إن الأزمة الاقتصادية تفاقمت مع انتهاء المعونة الخليجية، وقلة الأموال الإضافية التي قدمها مانحون غربيون في السنوات القليلة الماضية للتكيف مع أعباء آلاف اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم المملكة.

وفي وقت سابق، أكدت القيادة الأردنية، أن انهيار الأوضاع في الأردن «سينعكس سلبا على أمن الدول الخليجية لأن موقعه يجعله سدا على الحدود مع العراق وسوريا».

ويواجه الأردن أزمة اقتصادية فاقمها في السنوات الأخيرة تدفق اللاجئين من جارته سوريا إثر اندلاع النزاع عام 2011 وانقطاع إمدادات الغاز المصري وإغلاق حدوده مع سوريا والعراق بعد سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على مناطق واسعة فيهما.

الخليج (الفارسي) الجديد

106-2