في الموصل.. الفرح بالعيد يهزم “كابوس داعش” وينسي العراقيين أحزان الماضي!

في الموصل.. الفرح بالعيد يهزم “كابوس داعش” وينسي العراقيين أحزان الماضي!
الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٨ - ٠٦:٠٠ بتوقيت غرينتش

تحتفل الموصل التي شهدت حرب شوارع طوال تسعة أشهر بالعيد من دون استخدام العاب تعيد إلى الأذهان العنف الذي يحاول الجميع نسيانه.

 

لم يستخدم أطفال مدينة الموصل خلال الاحتفال بعيد الفطر ألعابًا مشابهة لأسلحة بلاستيكية في سبيل طي صفحة العنف التي خلفها تنظيم داعش ودفعت ثمنه المدينة وسكانها طوال ثلاث سنوات.

وينتظر الأطفال عيد الفطر للحصول على ألعاب، وكانت المسدسات البلاستيكية التي تثير حماستهم هي أكثر ما يبحثون عنه.

لكن بعد ثلاث سنوات من حكم جائر فرضه التنظيم المتطرف الذي ألغى دروس الرياضيات وأحل مكانها الرصاص والقنابل اليدوية، أصبحت هذه الألعاب غير مرحب بها في هذا العيد.

وتحتفل الموصل التي شهدت حرب شوارع طوال تسعة أشهر ومازال العديد من أحيائها عبارة عن أنقاض خصوصًا المدينة القديمة، بالعيد من دون استخدام ألعاب تعيد إلى الأذهان العنف الذي يحاول الجميع نسيانه.

رسالة

ورفض علي مؤيد (38 عامًا) شراء لعبة مسدس لابنه الصغير، قائلًا: “أعتقد أنها فكرة خاطئة، على كل حال فأنا لم أجد هذه السنة هذه الألعاب”.

وعلى مسافة ليست بعيدة، في أزقة سوق تاريخي في حي النبي يونس، مازالت هناك أسلحة بلاستكية معروضة للبيع.

وبادر رجل فضل عدم كشف اسمه إلى شرائها بالكامل.

وقال لفرانس برس: “أحاول أن أبعث رسالة إلى التجار ليتوقفوا عن وضعها في الأكشاك”.

وأضاف قبل أن يتوجه إلى كشك آخر قريب لشراء مسدسات وألعاب نارية قبل أن يصل إليها الأطفال: “أتمنى الحصول على حظر رسمي لمنعها بسبب الضرر الكبير الذي تسببه على الأطفال بشكل عام”.

ومع بزوغ فجر الجمعة، أقيمت صلاة العيد في مساجد المدينة رغم تعرض كثير منها لدمار شبه كلي.

وطالب خطباء العيد، بمنع شراء الأسلحة البلاستيكية والمفرقعات، ودعوا التجار وأصحاب المحلات إلى عدم استيرادها.

ودعا أحد الخطباء أهالي الموصل إلى إشاعة مشاعر ومظاهر الفرح والتفاؤل بالعيد وترك الأحزان والقنوط رغم الحزن على فقدان أحبائهم ودمار منازلهم.

ويبدو أن الرسالة وصلت إلى عدة أحياء في الموصل، حيث لم يسمع صوت المفرقعات النارية للمرة الأولى في العيد.

وعلى ضفة الشرقية لنهر دجلة الذي يقطع المدينة إلى شطرين، كان الضحك وصراخ الأطفال يتعالى بين عائلات تتنزه في الحدائق.

كابوس وانتهى

وألقى الشيخ علي حاتم خطبة العيد في مسجد الباهر في وسط المدينة القديمة.

يواصل رجل الدين الحفاظ على التقاليد، رغم كل ما حوله من دمار وخراب وسيارات محترقة وجثث وتكدس الأنقاض.

وقال خلال خطبته: “نصر على أداء الصلاة في هذا الجامع تحديدًا وسنعمل على إعادة إعماره، وسنصلي فيه العيد المقبل” في إشارة إلى تعرض غالبية مواقع المدينة المهمة إلى الدمار.

فقد اختفت منارة الحدباء التاريخية، التي تعد أبرز المعالم التاريخية في الموصل وتعرضت للتجريف كما هو حال العديد من المساجد والمواقع الأخرى والمنازل وبات بعضها ركامًا بسبب العمليات العسكرية والانفجارات.

ورغم كل ما شهدته الموصل من دمار ومقتل الآلاف في معارك استعادة السيطرة عليها، تقول أم سرمد موظفة حكومية (32 عامًا) إنها “شعرت بالسعادة في هذا العيد بعد نهاية كابوس داعش”.

وكانت الموصل على مفترق طرق تجارية ثم حولها المتشددون خلال ثلاثة أعوام إلى عاصمة دولة “الخلافة”.

وأضافت المرأة: “علينا أن ندع الحزن وراءنا إذا أردنا أن تعود مدينتنا الحبيبة إلى حياتها الطبيعية” .

ويبدو أن عودة الموصل إلى سابق عهدها حقيقة، كما تقول أم سرمد لأن “النساء لا يرتدين النقاب ولم يعد الرجال يرتدون الملابس الأفغانية، عادت اليوم كل تقاليد وعادات العيد التي منع وحرم داعش الكثير منها كالاحتفالات وارتياد المقاهي وزيارة القبور”.

بدورها، تقول أم ماهر (41 عامًا): “كنت أبكي في البيت خلال الأعياد الماضية، لعدم تمكني من زيارة قبر أمي وأبي، أو أصطحاب الأطفال للألعاب أو زيارة الأقارب خوفًا من داعش”.

وتابعت مبتسمة: “لقد تحررنا وتخلصنا من المجرمين”.

120