رغم الدعم الاقليمي "الاسرائيلي" الدولي لهم..

هل تنقذ غارات اميركا مسلحي جنوب غرب سوريا؟

هل تنقذ غارات اميركا مسلحي جنوب غرب سوريا؟
الإثنين ١٨ يونيو ٢٠١٨ - ٠٦:١٤ بتوقيت غرينتش

بعد ثلاثة أيام فقط على تحرير الجيش السوري وحلفائه مساحة الفي كيلومتر مربع من قبضة عناصر جماعة "داعش" الوهابية في البادية الغربية للميادين، شن طيران غزاة التحالف الأميركي "غير الشرعي" غارة على احد المواقع العسكرية السورية في بلدة الهري جنوب شرق البوكمال في ريف دير الزور على الحدود مع العراق.

العالم - مقالات وتحليلات

وفجر اليوم الاثنين، أفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، إن الغارة التي استهدفت البلدة الواقعة في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي هي "محاولة يائسة لرفع معنويات التنظيمات الإرهابية المنهارة أمام تقدم الجيش".

وأعلن قيادي ضمن القوات الحليفة للجيش السوري، ان طائرات مجهولة يرجح انها اميركية قصفت نقاطا للفصائل العراقية بين البوكمال والتنف الى جانب مواقع عسكرية سورية، فيما نفى متحدث باسم وزارة الحرب الأميركية "البنتاغون" أدريان رانكين غالاوي، البيانات التي أشارات إلى أن الطيران الأميركي أو طيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وراء الهجوم الذي وقع على أحد المواقع العسكرية السورية في منطقة البوكمال في محافظة دير الزور شرقي سوريا.

وكانت جماعة "داعش" الوهابية، قد سيطرت في مطلع حزيران/يونيو على أجزاء من مدينة البوكمال في شرق سوريا في هجوم هو الأعنف في المنطقة منذ أشهر ويأتي في وقت يكثف المسلحون المتوارون في الصحراء من عملياتهم ضد القوات السورية وحلفائها.

وبعد خسارتها الجزء الاكبر من مناطق سيطرتها في سوريا، لم يعد لجماعة "داعش" تسيطر إلا على أقل من 3 بالمئة من مساحة سوريا مقابل قرابة الـ50% في أواخر عام 2016، بحسب ما يسمى بـ"المرصد السوري لحقوق الانسان" المعارض.


 

قصف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الاميركية "ورغم نفي وزارة الحرب الاميركية (البنتاغون)"، لم يكن الاول على مواقع سورية اذ دائما ما يشن طيران غزاة التحالف غارات على مواقع سورية تؤدي الى ارتقاء شهداء، وذلك ضمن خطوات اميركية تأتي لمساعدة الجماعات الارهابية وتخفيف الضغط عليها وعلى رأسها جماعة "داعش" الوهابية.

وأيضا تأتي غارات القوات الاميركية "التي اعتبرها الرئيس السوري بشار الأسد، قوة محتلة في سوريا وإن موقف الدولة يتمثل بدعم أي عمل مقاوم سواء ضد الإرهابيين أو ضد القوى المحتلة بغض النظر عن جنسيتها"، تأتي هذه الغارات لتخفيف الضغط على المسلحين الذين يسيطرون على 70% من محافظتي درعا والقنيطرة المجاورة الحدودية مع الاراضي الفلسطينية المحتلة اسرائيليا، خصوصا بعد أنتشار انباء من قبل المعارضين المسلحين إن قوات الجيش السوري ستبدأ عملية اقتحام درعا خلال الساعات القادمة.

وهذا ما نوهت اليه وزارة الخارجية الأميركية، من خلال بيان، قالت فيه أن الولايات المتحدة ستتخذ “إجراءات حازمة وملائمة”، ردا على ما اسمته بـ"اي انتهاكات للجيش السوري في منطقة خفض التصعيد بجنوب غرب سوريا (درعا والقنيطرة)".

ويشهد الجنوب السوري "الذي يضم محافظات درعا والقنيطرة والسويداء"، وقفا لإطلاق النار تم إعلانه من قبل روسيا والولايات المتحدة والأردن منذ يوليو العام الماضي، بإدراج هذه المناطق في مفاوضات أستانا برعاية روسية إيرانية تركية كإحدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا.

في المقابل يستقدم الجيش السوري منذ أسابيع تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرته، تمهيدا لعملية عسكرية تبدو وشيكة بحسب ما يسمى بـ"المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض، في حال فشل المفاوضات التي تقودها روسيا.

الى ذلك أكد القائد العام لألوية الفرقان العاملة في جنوب سوريا “محمد محمد الخطيب”، ان "الاجتماع الثلاثي أميركي – بريطاني – روسي، نتج عنه خلاف كبير فيما يخص الجنوب"، وأعلن الخطيب اثر ذلك، ان "محاولات الجيش السوري ستبدأ في الاقتحام خلال الساعات القليلة القادمة”.

و جنوب غرب سوريا الواقع على الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان السورية المحتلة، واحد من الأجزاء التي لا تزال خارج سيطرة الحكومة السورية بعد سبع سنوات من اندلاع الصراع، وقد استعادت قوات الجيش السوري أجزاء من المنطقة من المجموعات المسلحة، فيما تعهد الرئيس الأسد مرارا باستعادة “كل شبر” من هذه الأراضي.

والسؤال المطروح هل تنجح قوات الغزو الاميركي وحلفاؤها الدوليون من ايقاف تحرير قوات الجيش السوري الاراض السورية التي لازالت حتى اليوم تحت سيطرة المسلحين؟

الجواب يتضح من خلال القاء نظرة سريعة لما تم تحريره قبل ذلك من الاراضي السورية الواسعة التي كانت تحت سيطرة المسلحين رغم الدعم الاقليمي "الاسرائيلي" الدولي لهم.

علي النعيمي

2-10