خبراء: الثورات العربية أنهت الحلم الصهيوني

خبراء: الثورات العربية أنهت الحلم الصهيوني
الخميس ١٢ مايو ٢٠١١ - ٠١:٠١ بتوقيت غرينتش

أكد خبراء إستراتيجيون أن الثورات العربية أحدثت خللا بكلِّ المعايير التي كانت تحكم العلاقة البينية بين الدول العربية والإقليمية، موضحين أن ما حدث في مصر جعل كلَّ الأدوار الإقليمية تعود لحجمها الطبيعي، وأثبت تعثر الحلم الصهيوني.

 وافاد موقع اخوان اون لاين ان  ذلك جاء خلال المؤتمر الذي عُقد الاربعاء بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط في القاهرة، وذلك لمناقشة مستقبل جهود التسوية في ضوء المصالحة الفلسطينية.
 
وأكد الدكتور حسن أبو طالب مدير معهد الأهرام الإقليمي للصحافة، أن الجديد الذي طرحته ورقة المصالحة، والذي تمَّ الوصول إليه بدعم مصري هو ترتيب عام للمرحلة الانتقالية من كيفية تنفيذ بنود المصالحة والانتخابات وغيرها، فهي ورقة ذات طابع تنظيمي، وهي إعادة ترتيب لورقة 2009م.
 
وأضاف أن الذي أقنع حماس بقبول المصالحة في هذا التوقيت بالذات هو الثورات الشعبية التي نجحت في مصر وتونس، كما شكلت هذه الثورات إعادة بلورة إدراك جديد للقيادتين (فتح وحماس)، وشكلت ضغوطًا شعبية عليهما.
 
وأكد أن الثورات العربية عامة أحدثت خلخلة في كلِّ المعايير التي كانت تحكم العلاقة البينية بين الدول العربية والإقليمية، وما حدث في مصر جعل كلَّ الأدوار الإقليمية تعود لحجمها الطبيعي، فالدول التي كانت تدعي أن لها دورًا إقليميًّا في المنطقة اختفت الآن تمامًا من المشهد.
 
وبين أن الثورات العربية والمصالحة الفلسطينية أثبتتا تعثر الخيال الإستراتيجي لدى الكيان الصهيوني، سواء مصريًّا أو عربيًّا؛ فدولة الكيان كانت ترى أن الوضع العربي في حالة جمود وسكون وفلسطين منقسمة، وستستمر في الانقسام، وهذه قناعات حكمت سلوك الكيان في الفترة الماضية وفق قاعدة أن العالم العربي لن يتغير، مؤكدًا أن العالم أمام إعادة بلورة للعلاقات البينية داخل المجتمع الإقليمي بأسره.
 
وأضاف أن إثبات نجاح المصالحة يتوقف على عدة محاور أهمها: إلى أي مدى سوف يتمسك الفلسطينيون أنفسهم بها؟ وكذلك إلى أي مدى توجد قوى اجتماعية فعالة ولها حضور سياسي سواء في الضفة أو غزة تتمسك بهذه المصالحة وتعمل على إنجاحها؟.
 
وقال مجاهد الزيات نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط: إن من أهم أسباب قبول المصالحة الفلسطينية من قِبَل الأطراف المتصالحة أن الدول العربية التي شهدت ثورات مستمرة في الانشغال بشأنها الداخلي لفترة ليست بالقصيرة والدول التي لم تشهد ثورات هناك حديث عن أنها ستشهد إصلاحات سياسية أوسع، فهناك انشغال عربي جماعي كبير بالداخل، وبالتالي تراجع الشأن الفلسطيني من على قمة أولويات الأجندات العربية في الوقت الحالي؛ فقررت الفصائل الفلسطينية قبول المصالحة والاعتماد على نفسها في إدارة شأنها الداخلي.
 
وأضاف أن التحالفات الإقليمية القديمة اهتزت بعد حدوث الثورات العربية؛ فحدث تباين بين الموقف التركي والقطري بشأن الأزمة الليبية؛ حيث ذهبت قطر بعيدًا في هذا الشأن، وتركيا تعاملت بذكاء مع طرفي الصراع (القذافي والمعارضة)؛ لأن لها مصالح كما حدث خلاف بين الحليفين قطر وسوريا، بعد اتهام سوريا لقطر أنها تقوم بإشعال الموقف وإيران وجدت مأزقًا شديدًا حينما دعمت الثورات العربية زاد حجم الاحتقان بينها وبين دول الخليج الفارسي ، وكذلك حدث توتر بين مصر ودول الخليج الفارسي ، ما ترك آثارًا سلبية عميقة لدى هذه الدول دفعها إلى تخطي مصر، مؤكدًا أننا أمام بيئة إقليمية تتشكل من جديد تؤثر بشكل إيجابي أو سلبي على المصالحة وقريبًا سنرى "شرق أوسط جديد".
 
وقال إن العامل الدولي عامل مساعد ومهم في فترات الصراع أكثر من فترات التسوية، وهو طرف ثالث في أي موضوع، وذلك إذا لم يستخدم القوى ضد طرف من الأطراف، ولا يمكن التعويل عليه إذا قرر طرفا المصالحة أن لا يلتزموا بها والعامل الإقليمي أكثر تأثيرًا من العامل الدولي، فالأقاليم أصبحت أكثر تأثيرًا في التفاعلات التي تحدث بها وعن تأثير العامل الدولي في الثورات، فمصر وتونس لم يشهدا تأثيرًا للعامل الدولي مطلقًا ولكنه أثر بشدة في الحالة الليبية.
 
وأكد الدكتور محمد عبد السلام رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، أنه من المبكر الحكم على مستقبل المصالحة الفلسطينية، فالموقف منها غير واضح ولكن الأهم هو وضع إستراتيجيات للتعامل مع المصالحة في حال الفشل.
 
وأكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لدى الجامعة لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، أن الكيان الصهيوني لن يترك المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حماس وفتح تمر بسلام وسيقوم حتمًا بأعمال إرهابية لئيمة من قائمة للاعتقالات قد تتسبب في إحداث فرقة، وصولاً إلى احتلال مناطق جديدة وعمل منطقة عازلة في غزة.