الوهابيون .. والمتأمركون يغتالون الثورة؟!

الوهابيون .. والمتأمركون يغتالون الثورة؟!
الخميس ١٢ مايو ٢٠١١ - ٠١:٣٦ بتوقيت غرينتش

قبل الثورة ، وبعدها ، حذرنا ، فى هذا المكان ، وفي غيره ، من أن الخطر الحقيقي على الثورة ، سيأتي من (المتأمركين الجدد الهابطين على الثورة في اللحظات الأخيرة) ومن الوهابيين الجدد، فهم ليسوا سوى فرق ضالة تتبع دعوة شاذة أتى بها رجل كان يعمل مع المخابرات البريطانية اسمه محمد بن عبد الوهاب ، مجسداً الذات الإلهية ، وناشراً الكفر والتبديع والتفسيق في الدعوة الإسلامية ، ومقدماً اياها سلاحاً بأيدي آل سعود ليحكموا العباد بالسيف والدم عبر دولهم الثلاث التي أنشئت خلال القرون الثلاثة الماضية (الدولة السعودية الأولى 1745 – 1818م) – (الثانية 1824 – 1891م) – (الثالثة 1932 – والمستمرة حتى اليوم)?.

إن الخطر من هذين المصدرين (الأميركي – الوهابي) أطل علينا أكثر من مرة ، وأرسل بنذره لنا ، إلا أن أحداً لم ينتبه له ، إلى أن بدأوا يغتالون الثورة ، في وضح النهار من امبابة ، فكان حقاً علينا أن نقول لهم بأعلى صوت ألم نحذركم ، ألم نقل لكم لا تفتحوا أبواب ثورتنا لهؤلاء ؟! ألم ندعوكم إلى عدم المزايدة على وطنية الناس وأن تضعوا مصلحة مصر أمام أعينكم وليس بطولاتكم الزائفة ؟ والآن .. وفي  أجواء هذه الفتنة دعونا ننبه إلى ما يلي :

أولاً : إذا لم يواجه التيار المتأمرك والوهابي بقوة سياسية وأمنية معاً فإن شهادة وفاة الثورة في طريقها للإعلان ، ولن ينفع ساعتها البكاء على الأطلال ، أطلال امبابة والعباسية وميدان التحرير .

ثانياً : أدعو شباب وقادة الثورة الحقيقيين وليس السماسرة من تجار الائتلافات أو من يدعون نسباً للتيار الإسلامي، أدعوهم إلى التوقف فوراً عن نفاق (التيار القبطي المتشدد) و(التيار الوهابي..)، وإلى الوقوف بقوة في  وجهيهما معاً ، وإلى كشف عوار دعوتهما الدينية التي لا علاقة له بالإسلام أو المسيحية ، وإلى إغلاق الفضائيات والصحف في وجوههما ، لأنهم يبثون السموم التي ستفتك بالوطن ، وبالثورة .

ثالثاً : أتمنى من المسؤولين وبالذات (المجلس العسكري ) ، ومن قادة الثورة (هذا إذا كان لايزال لها قادة حقيقيين) أن ينتبهوا إلى الدور الخطير الذى تلعبه وستلعبه " الوهابية السعودية في مصر " ما بعد الثورة ، وهو دور سيعتمد على ضخ ما بين 6 – 10 مليار دولار إلى أتباعها في مصر من الوهابيين ومن السياسيين والإعلاميين المنافقين من بقايا النظام السابق الحليف مع آل سعود حتى النفس الأخير (تذكروا عملية لمياء بنت مقرن بن عبد العزيز وحسين سالم وتهريب المجوهرات لتتأكدوا من هذا التحالف) ، ودور الوهابية السعودية سوف يكون مدمراً للثوار ومحاولاً سعودتها ، وأخشى أن أقول لكم أنني أتوقع ومن قراءة موضوعية للأحداث ولدور السعودية وأميركا الخطير لسرقة الثورة أن نصف أعضاء مجلس الشعب القادم من (الوهابيين) الأقل ، مع رئيس أميركاني (البرادعي أو عمرو موسى) فتصبح الثورة وقتها ، ثورة أميركية بامتياز ، ولا ينبغى ساعتها أن نلم أحداً ، فقط علينا أن نلم أنفسنا .


رابعاً : إذا سألني أحد ، إذن ماذا تريد بالضبط لمواجهة الفتنة الطائفية وعمليات سرقة الثورة أقول له : إننا نريد ثورة جديدة لإنقاذ ثورة يناير المجيدة ، فالثورة اليوم تحتاج إلى ائتلاف وطني  واسع ، صادق ، ائتلاف لا يتاجر بدماء الشهداء والمصابين ، ائتلاف لم تصنعه فضائيتا  (الجزيرة والعربية) صناعة أميركية خالصة كما هو حال أغلب الائتلافات الموجودة ، ائتلاف لا يعرف المؤتمرات الصاخبة المعادية للدين (في مدينة نصر) أو تلك المزايدة عليه باسم الدين في شارع الهرم بقيادة (محمد حسان وصفوت حجازي ) ، فكلاهما ، فاشل بامتياز ، نحتاج إلى ائتلاف وطني  واسع يرعاه الجيش والشعب في كافة أنحاء مصر ، وليس في ميدان التحرير فحسب ، ذلك الميدان الذى ظَّلم (بفتخ الظاء حين اختصرت مصر فيه) ، وظُلم (بضم الظاء) حين تاجر به سماسرة ائتلافات الثورة ؛ نحتاج إلى ائتلاف يربط فلسطين بمصر بالعراق بسوريا بالمقاومة ، بمواجهة العدوان الغربي  على الأمة ، وليس ائتلاف يرى في  عمليات الناتو فى ليبيا وسوريا – مثلاً – ثورة (أي  ثورة تلك التي تقودها الـ C.I.A !! ) .. نحتاج إلى ائتلاف يواجه الفتنة بالوحدة والإخلاص ، والإسلام المحمدي الصحيح والمسيحية الصادقة البعيدة عن التوظيف الأميركي ، إذا ما تحقق هذا ، ساعتها قد ننجح في منع إكمال عملية اغتيال الثورة التي  بدأت من امبابة ولا ندري إلى أين ستنتهي ؟.


د. رفعت سيد أحمد

 

كلمات دليلية :