الحياة: القوى العظمى تستغل القاعدة خدمة لمصالحها

الجمعة ٠٧ يناير ٢٠١١ - ٠٢:٥٢ بتوقيت غرينتش

كتبت صحيفة الحياة في مقال لها نشرها الخميس على موقعها الالكتروني ان القوى الكبرى تقوم باستخدام أعضاء تنظيم القاعدة لضرب مصالح دول اخرى وليس لخدمة اهداف القاعدة غير المحددة.وكتبت الصحيفة في مقال بقلم "عزمي عاشور" وعلى رغم أن الإرهاب في مصر ليس بجديد، فهو على مدار ما يقرب أربعة عقود قد نشط داخل المجتمع المصري إلا أنه كان ذا سمات وخصائص غير التي جاء بها حادث الكنيسة الإرهابي في الإسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية، في كونه نفذ بطريقة غير مألوفة.

كتبت صحيفة الحياة في مقال لها نشرها الخميس على موقعها الالكتروني ان القوى الكبرى تقوم باستخدام أعضاء تنظيم القاعدة لضرب مصالح دول اخرى وليس لخدمة اهداف القاعدة غير المحددة.

 

وكتبت الصحيفة في مقال بقلم "عزمي عاشور" وعلى رغم أن الإرهاب في مصر ليس بجديد، فهو على مدار ما يقرب أربعة عقود قد نشط داخل المجتمع المصري إلا أنه كان ذا سمات وخصائص غير التي جاء بها حادث الكنيسة الإرهابي في الإسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية، في كونه نفذ بطريقة غير مألوفة.

 

وبالتالي فالتوقيت والهدف من التفجير ليسا من الأمور الإعتباطية، وإنما هما أمر تمت دراسته بعناية شديدة كون أن هذا الملف بات من الأمور المقلقة للإستقرار المجتمعي والنخبة الحاكمة، وهو ما أعطى الحادث شكلاً مختلفاً.

 

الدلالة الثانية: سواء تم هذا الحادث بسيارة مفخخة أو بعمل انتحاري، فهو أمر جديد في شكل الأعمال الإرهابية في مصر لم تألفه من قبل، سواء في مواجهة "الجماعات الاسلامية" للدولة أو استهداف منشآتها الاقتصادية.

 

فهذه العملية تسير على نهج العمليات التي تكرر وقوعها على مدار السنوات الأخيرة في العراق باستخدام إنتحاريين وسيارات مفخخة، مع الأخذ في الإعتبار التهديدات التي جاءت في بيان تنظيم "القاعدة "على خلفية العمل الإرهابي الذي إستهدف إحدى الكنائس العراقية في تشرين الثاني الماضي، باستهداف الكنائس القبطية في مصر.

 

الدلالة الثالثة:أن حالات التوتر ما بين المسلمين والأقباط في السابق كانت تأخذ شكل العنف العادي بين أبناء العائلات في الصعيد نتيجة مشاحنات لأسباب تبدو عادية،عندما تختفي فتاة أو وجود علاقة حب بين فتاة وفتى مختلفي الديانة.

 

فكانت تؤدي في النهاية إلى مصادمات مألوفة حتى بين أبناء الدين الواحد عندما تتحكم فيهم العصبية والقبلية، وتأخذ هذه الأحداث طابعاً آخر عندما يظهر متغير الدين فيزيد اشتعال الفتنة ويتم تسييس الأحداث التي تبدو في الغالب فردية لتأخذ بعداً طائفياً ما بين الدولة والكنيسة إلا أن هذه القضايا تتحول إلى عبء على الدولة وعلى الأقليات نفسها في الداخل عندما يتم تدويلها في الخارج بتصدرها التقارير الدولية بالأخص الأميركية كمؤشر على وجود اضطهاد للأقباط ولأهل الديانات الأخرى في المجتمع.

 

وفضلاً عما يقوم به بعض المصريين الأقباط المقيمين في الخارج الذين لا يعنيهم مصر الوطن بقدر ما تعنيهم الاستفادة من التوظيف السياسي لهذا الملف، الأمر الذي يحولهم الى أداة للمساومة في السياسة الخارجية ما بين الدول التي يقيمون فيها وبالأخص أميركا ووطنهم الأصلي.

 

وهذا لا ينفي أن أسباب التوتر الحقيقية نابعة بالأساس من الفشل التنموي للدولة وبزوغ نجم التطرف والراديكالية على حساب قيم التسامح.

 

الدلالة الرابعة تتعلق بطرح هذا التساؤل:هل تنظيم القاعدة يوظف بطريق غير مباشر لخدمة أهداف ومصالح دول أخرى وبمعنى آخر، إن تنظيم القاعدة بأفعاله وما يقوم به من تجنيد لأفراده عبر الأفكار المتطرفة من الممكن أن تستفيد منه دول كبرى باستخدامه لضرب مصالح دول أخرى وليس لخدمة أهداف القاعدة غير المحددة الملامح، وإنما لمصالح هذه الدول، فما تعجز عن تحقيقه بالحروب والاحتلال قد تحققه باستخدام هذا التنظيم بطريقة ربما لا يدركها الذين يقومون بهذه الأعمال وذلك بزرع عناصر داخلهم توجه تطرفهم وأفكارهم لهدم استقرار المجتمعات التي يوجدون فيها.