التطورات في الأردن.. حجز أموال مسؤول كبير ومنعه من السفر

التطورات في الأردن.. حجز أموال مسؤول كبير ومنعه من السفر
الخميس ٢١ يونيو ٢٠١٨ - ٠٩:٣٧ بتوقيت غرينتش

قرر مدعي عام هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، في الأردن، الحجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة لبشار الصابر، مدير عام ضريبة الدخل والمبيعات السابق، ومنعه من السفر ووجه له تهمة جناية استثمار الوظيفة.

العالم - الأردن

كما قرر أيضًا الحجز على أموال شريكه السابق في مكتب الاستشارات الضريبية المنقولة وغير المنقولة، ومنعه من السفر، وكذلك اتخذت نفس الإجراءات بحق صاحب شركة "حلواني" الخاصة عبدالكريم الحلواني كمتورطين في نفس القضية.

وكان مجلس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد أحال هذه القضية إلى الإدعاء العام قبل عدة أشهر؛ لأن الإجراءات التي اتخذت في دائرة ضريبة الدخل خفضت الضريبة المقدرة على هذه الشركة من ستة ملايين دينار إلى مليون ونصف المليون دينار دون وجه حق.

على صعيد متصل، قرر مدعي عام النزاهة ومكافحة الفساد توقيف مدير ضريبة جنوب عمان الأسبق محمد ذا النون عصفور وموظف آخر في دائرة ضريبة الدخل والمبيعات بجناية استثمار الوظيفة لمدة أسبوعين في مركز إصلاح وتأهيل الجويدة؛ لقيامهما بشطب مبلغ مالي بقيمة ستة وخمسين ألف دينار عن مكلف بطريقة غير صحيحة، رغم أن هذا المبلغ كان صدر به قرار من المحكمة الضريبية واكتسب الدرجة القطعية بموجب قرار محكمة التمييز.

ويرى مراقبون أنه قد يفتح الباب لقضايا مماثلة تستعيد أموال "الشعب المنهوبة" كما كان يردد المحتجون قبل أسابيع.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "بترا" عن مصدر مسؤول في الهيئة لم تسمه القول، إن كوادر الهيئة ستتابع عن قرب وبصورة حثيثة كل حالات الإساءة إلى المال العام والتعامل معها بدرجة عالية من الحزم والجدية.

واعتبر عضو لجنة النزاهة النيابية محمد البرايسة أن القضية منظورة منذ زمن لدى القضاء، وأن صدور القرار ليس له علاقة بتولي الرزاز للمسؤولية، لافتًا إلى أن اللجنة النيابية قدمت العديد من القضايا لهيئة النزاهة للنظر فيها، وأنه متأمل من الرئيس الذي "يتفاءل به خيرًا" أن يواصل العمل بتشاركية مع المجلس في هذا الإطار.

وأكد البرايسة أن "خطاب رئيس الوزراء عن محاربة الفساد في المؤتمر الصحفي الذي عقد الثلاثاء، يعطي مؤشرًا إيجابيًا حول إحراز تقدم في هذا الملف المهم".

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي جمال العلوي أن عملية توقيف مدير الضريبة السابق تمثل "إشارة مهمة تأتي بعد أيام من تشكيل الحكومة الجديدة وتلفت النظر لتوفر إرادة سياسية جادة لمكافحة الفساد لأن القضية منظورة بالقضاء منذ مدة ولم يتم البت بها إلا اليوم".

وقال العلوي إن الخطوة تضاف لمسارات عدة بدأ رئيس الوزراء الأردني الجديد عمر الرزاز بالإشارة لها وتدل على جدية بتغيير النهج كالحديث عن تطوير المنظومة السياسية ورفع كفاءة الجهاز الحكومي في خطوة تدعو للتفاؤل بنهج جديد يقوده الرئيس المكلف.

ورحب ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالخطوة معتبرين أنها تمثل بداية جديدة لمحاربة الفساد الذي يرون أنه السبب الرئيسي في تراجع الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

ووصفت الناشطة ديما علم فراج خبر القبض على مدير الضريبة بالمهم جدًا، فيما وصفه الناشط محمد الزواهرة بالمفرح، وذهب الناشط أحمد القضاة إلى اعتبارها "سابقة خطيرة وجميلة".

وكان رئيس الوزراء الأردني الجديد عمر الرزاز قد أشار في معرض حديثه الثلاثاء إلى أن حكومته ستواصل محاربة الفساد دون التشهير بأحد أو الدخول في اتهامات دون توافر الأدلة، ومشيرًا إلى ضرورة أن يصبح إشهار الذمة المالية من قبل المسؤولين "تحصيل حاصل" للوصول لمرحلة تتم "مساءلتنا عن ثرواتنا".

ويسعى الرزاز لنيل ثقة مجلس النواب بعد أن صدرت إرادة ملكية لدعوته للاجتماع مطلع الشهر المقبل من أجل مناقشة البيان الوزاري، والذي تطلب الحكومة الثقة على أساسه.

وترافق حديث الرزاز عن ضرورة "تغيير النهج" مع تعيين الأمين العام السابق للديوان الملكي يوسف العيسوي بدلًا من الرئيس السابق فايز الطراونة الذي يوصف بالمحافظ.

216