8/1/2011 بقلم: زياد ابوشاويش Zead51@hotmail.com

السبت ٠٨ يناير ٢٠١١ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

نتنياهو في مصر: خطأ من حيث المبدأاعترض البعض على زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو لمصر من حيث توقيتها غير المناسب بعد تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية واتهام العديد من شخصيات مصر الوازنة (مسيحيين ومسلمين) لإسرائيل بالضلوع في الجريمة.

نتنياهو في مصر: خطأ من حيث المبدأ

 

اعترض البعض على زيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو لمصر من حيث توقيتها غير المناسب بعد تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية واتهام العديد من شخصيات مصر الوازنة (مسيحيين ومسلمين) لإسرائيل بالضلوع في الجريمة.

المسألة ليست هنا في رفض هذه الزيارات من جانب قادة العدو وخصوصاً أؤلئك المتطرفين والذين أوغلوا في دم الشعب الفلسطيني، لكن المسألة ترتبط من حيث المبدأ بإرادة ورغبة الشعب المصري صاحب السيادة على أرضه والذي يرفض زيارات هؤلاء القتلة العنصريين لبلدهم، ومن المفترض أن تعبر قيادتهم السياسية عما يريدون، تماماً كما هو الحال لدى القيادة السياسية في الدولة العبرية التي استقبل رئيس وزرائها المتطرف في شرم الشيخ بمصر الخميس الماضي وظهر على الفضائيات وهو يصافح الرئيس المصري حسني مبارك بحرارة.

الرجل الذي استقبلته جمهورية مصر العربية على أعلى مستوى بعد التفجير الدامي في الإسكندرية، وبعد الكشف عن شبكة التجسس الإسرائيلية بمصر وامتداداتها في الدول العربية والأهداف التي سعت إليها دولته العنصرية عبر تلك الشبكة، هذا الرجل هو رئيس الوزراء الأكثر تطرفاً ورفضاً للحقوق العربية في تاريخ الدولة الصهيونية، وهو الذي يعرقل عملية السلام ويحرج مصر وحلفاءها العرب وغيرهم فلماذا نكافئه باستقباله كصديق ونحن ندرك استحالة تغيير موقفه من قضايانا العالقة مع كيانه منذ أمد بعيد.

كان ممكناً فهم الموقف الرسمي المصري من الزيارة لو أن نتنياهو مهد للزيارة بوقف الاستيطان على سبيل المثال، لكن العكس هو ما حدث. وقد خرج علينا وزير خارجيته ليبرمان ليقترح تأجيل القضايا الرئيسية لأجل غير مسمى بعد أن نوقع مع دولته على اتفاق مؤقت أيده فيه نتنياهو بالذات وقد تكون زيارته بهدف تسويق ذلك ناهيك عن تصريحات إسرائيلية تقترح وضع قوات دولية بين قطاع غزة ومصر.

"الزيارة كانت مقررة قبل التفجير، وهي تندرج في تطبيقات اتفاق كامب ديفيد ومفروضة علينا، ولابد أن نبتعد عن العواطف في ممارسة السياسة...الخ".

كل ما سبق يقدم لتبرير وجود مجرم كنتنياهو على تراب مصر العربية الأمر الذي لا يمكن قبوله من المصريين أو من أي عربي، وحتى بحساب الربح والخسارة فإن زيارة هؤلاء القتلة تمثل خسارة صافية لمصر وللشعب المصري مهما كانت المبررات.