جنوب سوريا.. سيناريو الأمر الواقع

جنوب سوريا.. سيناريو الأمر الواقع
الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٨ - ٠٧:١٩ بتوقيت غرينتش

كانت السيناريوات تشير إلى أنّ معركة تحرير الجنوب السوري من سيطرة الجماعات المسلحة ستكون وفق واحد من سيناريوين لا ثالث لهما.

العالم - مقالات وتحليلات

السيناريو الأول، عسكري يتضمّن احتمالات شتى من بينها احتمال مواجهة عسكرية كبرى بين الجيش السوري وحلفائه، وبين الولايات المتحدة و«إسرائيل» وربما الأردن بذريعة خرق الجيش السوري لاتفاق خفض التصعيد في هذه المنطقة، علماً أنّ جميع اتفاقات خفض التصعيد، سواء التي تمّ التوصل إليها بين روسيا والولايات المتحدة، أو التي جرى التوصل إليها في مسار أستانة كانت تستثني تنظيم القاعدة بتسمياته المختلفة من هذه الاتفاقات، وبالتالي تعطي الجيش السوري الحق بإطلاق معركة لإقتلاع هذه المجموعات، وإلا تحوّلت اتفاقات خفض التصعيد إلى حماية للجماعات الإرهابية التي صنّفتها القوانين الأميركية كذلك، وكان آخرها إدراج هيئة تحرير الشام في قائمة التنظيمات الإرهابية.

أما السيناريو الثاني، فهو سيناريو سياسي، أيّ تسوية سياسية تجنّب المنطقة معركة شبيهة بالمعارك التي دارت في الغوطة وفي أحياء حلب الشرقية.

من الواضح أنّ الوقائع الميدانية بدأت توفر أساساً لسيناريو آخر هو سيناريو الأمر الواقع، والمقصود بالأمر الواقع التوازن الميداني والسياسي الذي يحكم الصراع المسلح الذي تشهده بعض المناطق السورية، ومن بينها منطقة الجنوب.

سيناريو الأمر الواقع تجلى في ثلاث سمات باتت واضحة بقوة خلال الأيام القليلة الماضية. السمة الأولى إصرار الجيش السوري على البدء بالعملية العسكرية بعد أن أعطى الجهود السياسية الوقت الكافي، ولكنها لم تصل إلى النتيجة المرجوة التي تحدث عنها وزير الخارجية السوري في مؤتمره الصحافي الأخير.

السمة الثانية، تراجع الولايات المتحدة عن تحذيرات أطلقتها في وقت سابق، بما يعنيه ذلك تداعيات من شأنها أن تقصّر أمد العملية العسكرية التي ينفذها الجيش العربي السوري ومسارعة أعداد واسعة من المسلحين لإلقاء أسلحتهم، أو القتال إلى جانب الجيش السوري. السمة الثالثة، مشاركة الطيران الروسي في عملية تحرير المنطقة الجنوبية، وهو تطوّر كان مستبعداً من قبل جهات عديدة بذريعة خصوصية هذه المنطقة وحساسية العلاقة بين موسكو وكلّ من واشنطن وتل أبيب.

بات واضحاً أنّ سيناريو الأمر الواقع هو السيناريو الذي سوف يرسم واقع ومستقبل المنطقة الجنوبية.

  • حميدي العبدالله – شام تايمز

208-2