الجزائر تدين تحقيقا لوكالة أمريكية يتهمها بانتهاك حقوق المهاجرين

الجزائر تدين تحقيقا لوكالة أمريكية يتهمها بانتهاك حقوق المهاجرين
الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٨ - ٠٩:١٣ بتوقيت غرينتش

أدانت الجزائر محتوى تحقيق نشرته الوكالة الأمريكية "أسوشيتد برس"، يتهمها بارتكاب تجاوزات بحق المهاجرين الأفارقة المرحلين إلى بلدانهم.

العالم - الجزائر

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الجزائرية، "إن المعلومات الواردة بالتحقيق عارية تماما من الصحة".

وأكد مسؤول سام بوزارة الخارجية الجزائرية لوسائل إعلام، الثلاثاء، أن" الجزائر تتعرض لحملة إقليمية ودولية شرسة لم يسبق أن تعرضت لها؛ من أجل إغراقها في مشكلة ليست لها فيها أي مسؤولية".

وقال المسؤول ذاته إن "سلسلة مقالات موجهة ضد الجزائر شرع في نشرها وبثها عبر وسائل الإعلام المختلفة منذ أسابيع".

وتابع المسؤول بالخارجية الجزائرية: "الوكالة الأمريكية قدمت أرقاما فلكية عن عدد التائهين في الصحراء من المهاجرين غير الشرعيين، معتمدة تسجيلات مصورة تتضمن شهادات لبعضهم، وبشكل مضخم لا يعكس الحقيقة".

وتتعرض الجزائر لانتقادات متوالية من طرف منظمات حقوقية دولية، على خلفية تعاملها مع المهاجرين السريين الأفارقة.

ويعتقد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر، موسى بنور، أن "تقارير الأوروبيين مبنية على نزعة "قومية" تسببت في السابق في نشوب حروب في عدة دول، وحتى في أوروبا، بسبب غلبة منطق المصلحة على منطق العيش بسلام لكافة الشعوب".

وأضاف بنور، في تصريح لـ"عربي21"، أن " الجزائر بعثت برسائل بالآونة الأخيرة إلى عواصم الاتحاد الأوروبي، تفيد بأنها لن تكون أبدا أرضا لـ"غوانتانامو للمهاجرين مهما حدث".

وأفاد تقرير لمنظمة العفو الدولية، منتصف شهر نيسان/ أبريل الماضي، بـ"أن الجزائر لا تحترم تعهداتها الدولية بمجال الهجرة" وشجبت "ترحيل المئات من المهاجرين النيجيريين والماليين والتشاديين عن طريق التعنيف".

ونفت الجزائر على لسان وزيرها للداخلية، نور الدين بدوي، ما أسماه "مزاعم العفو الدولية تبتغي الإساءة للجزائر"، وقال خلال جلسة بالبرلمان حول المهاجرين، أواخر شهر أيار/ مايو الماضي، "إن للجزائر السيادة الكاملة في الحفاظ على أمنها".

وتابع بدوي: "قمنا بترحيل 27 ألف مهاجر سري إلى بلدانهم بأفريقيا خلال ثلاث سنوات، وتم ذلك بالاتفاق مع حكومات بلدانهم".

ويعد التحقيق الذي نشرته "أسوشيتد برس" الأعنف ضد الجزائر منذ بداية توالي انتقادات المنظمات الدولية لسياسة التعامل مع المهاجرين الأفارقة، إذ اتهم المكلفين بالترحيل باستعمال السلاح ضد المطرودين.

وأفاد تحقيق الوكالة الأمريكية بأن " الوكالة رافقت بعض المهاجرين في طريق عودتهم إلى بلادهم الأصلية، فأخبروا الناس في مجموعاتهم أن هنالك أشخاصا اختفوا ببساطة في الصحراء".

واعتبرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، الثلاثاء، في بيان، أن "تحقيق "أسوشيتد برس لم يتسم بموضوعية وليس بريئا، و جاء على مغالطات لا صلة لها بالحقائق على أرض الواقع، سوى أنه يستهدف الجزائر عن طريق الضغط والابتزاز، من أجل إقامة قاعدتها العسكرية بالجزائر".

وأورد البيان أيضا أن "التحقيق يستهدف الضغط على الجزائر لإبرام اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي حول اللاجئين غير الشرعيين التي تلتزم الجزائر باستقبالهم من الاتحاد الأوروبي، مثل الاتفاقية التي وقعت منذ سنتين مع تركيا".

213