هكذا تقتل "النصرة" المصالحة في درعا..

هكذا تقتل
الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٨ - ١٠:٠١ بتوقيت غرينتش

اعلن الجيش السوري انه سيحرر درعا من الارهابيين وجهز لها عدته مع علمه بالتحذيرات الاميركية الجوفاء والاسرائيلية، عازما امره على تطهير ارضه من العصابات الارهابية.

العالم - سوريا

بداية قام الجيش السورى بتحذير اهالي درعا والمناطق المحيطة بها خوفا على ارواح المواطنين حتى لا يصابوا بأذى وبدأ بالتقدم نحو درعا وسيطر بسرعة فائقة على بصر الحرير، ومليحة العشط، واللجاة في ريف درعا، كمقدمة نصر استراتيجي من بوابة الجنوب، وليقول لمن يراهن على "جبهة النصرة" واخواتها في جنوب البلاد، ان الكلمة للسلاح في وجه المجموعات الإرهابية ولا كلام مع الأميركيين او وسطاء الصهاينة. 

تحرير مدينة اللجاة لها اهمية كبيرة للجيش السوري حيث كانت هذه المدينة في سنوات الحرب اهم طرق الامداد لمجموعات النصرة، عبر الصحراء الممتدة حتى الحدود العراقية وقاعدة التنف الامريكية، ومن الحدود السورية الاردنية جنوباً، وعززت الطبيعة الجغرافية القاسية في تلك المنطقة رهان المجوعات المسلحة على حرب طويلة الامد مع الجيش السوري، كون منطقة اللجاة ذات طبيعة صخرية شديدة الوعورة، ما شكلت المغاور والكهوف والمنحدرات الصخرية تحصينات طبيعية للمجموعات المسلحة، والجدير ذكره ان هذه المنطقة كانت ضمن غرفة العمليات المرتبطة بالكيان الاسرائيلي وغرفة موك في الاردن، نظرا لموقعها الجغرافي الهام الواصل بين الحدود الاردنية وريف السويداء ودرعا، اما الاهمية الاستراتيجية للسيطرة عليها تختصر بتحكم الجيش السوري بالطرق التي تربط بين قاعدة التنف وبين محافظات الجنوب السوري إضافة إلى ريف دمشق، كما فتحت السيطرة عليها الباب واسعا لتقدم الجيش وحصار بلدة بصر الحرير ومليحة العطش وقطع التواصل بين مجموعات جبهة النصرة وقاعدة التنف الامريكية.

"النصرة" تعدم رئيس بلدية بريف درعا وتمنع مسيرات مؤيدة للجيش

بعض الفصائل المسلحة قد غرر بها وعميت عليها الحقيقة الا انها بمرور الايام بدأت تتكشف لها الحقيقة وعرفت انها اُستغلت واصبحت وقود نار ولما رات ان اهالي درعا يطالبون بالمصالحة وتشكلت لجنة المصالة الوطنية وافقت على المصالحة وقدمت اسلحتها الثقيلة للجيش ودخلت في حضن الوطن السوري.

اما تنظيم "جبهة النصرة" الاهابي لما راى اهالي درعا يطالبون بالمصالحة وبدخول الجيش السوري الى المدينة قام باوامر "اسرائيلة" باغتيال بشارة الشحادات عضو لجنة المصالحة الوطنية ورمى بجثمانه في احد شوارع المدنية.

وكشفت مصادر أهلية في محافظة درعا أن أهالي بلدة داعل عثروا، مساء الثلاثاء 26 يونيو/ حزيران، على جثة رئيس بلدية داعل وعضو لجنة المصالحة الوطنية.

وأشارت المصادر إلى أن عضو لجنة المصالحة الوطنية، بشار الشحادات، كانت قد اختطفته منذ أيام مجموعة من مسلحي تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي (المحظور في روسيا).

وقالت المصادر، إن أهالي بلدتي داعل وابطع شمالي مدينة درعا بدأوا بالاحتشاد، مساء اليوم، للخروج بمظاهرات ومسيرات ضد الوجود المسلح، ودعوة الجيش لدخول البلدتين، وسط أجواء مشوبة بالخوف من إقدام "جبهة النصرة" على تنفيذ جرائم انتقامية بحق المتظاهرين.

واعتبرت المصادر أن المسلحين أرادوا، من خلال إلقاء جثة الشحادات في عرض الطريق، بعث رسالة ترهيب للأهالي لمنعهم من الخروج في مسيرات تأييد للجيش السوري.

"اسرائيل" تستهدف مطار دمشق دعما للنصرة 

ولما رأت "اسرائيل" تقدم الجيش السوري نحو درعا وقبول بعض قادة الفصائل بعرض الجيش السوري بالمصالحة قامت باستهداف مطار دمشق دعما لجبهة النصرة ولرفع معنوياتهم بعد استعادة القوات السورية لمئات الكيلومترات في منطقة اللجاة بريفي درعا والسويداء والبادية السورية.

القيادة العسكرية الإسرائيليّة هَدَّدت بأنّها ستَتَصدَّى لأيِّ تَقَدُّمٍ للقُوّات السُّوريّة باتِّجاه الجنوب، وأكَّدت أنّها سَتَدعم الفَصائِل السُّوريّة المُسلَّحة، وسَتُوفِّر لها مِظلَّةً قَويّةً من الحِماية، ولكنّها أدرَكت أنّها لا تَستطيع تَنفيذ وُعودِها هذه، لِما يُمكِن أن يَترتَّب على هذا التَّنفيذ مِن احتمالاتِ الدُّخول في مُواجَهةٍ مع الرُّوس والجَيش العَربيّ السُّوريّ أيضًا.

الوِلايات المتحدة الأمريكيّة كانَت وَفِيّةً لإرْثِها في التخلِّي عن حُلفائِها، وتَركِهم يُواجِهون مَصيرَهم الأسوَد وَحدَهم، عِندما بَعثَت رسالةً صَريحةً وواضِحةً إلى قادة الفَصائِل السوريّة، وبِاللُّغةِ العَربيّة الفُصحى، تقول لهم فيها أنّها لن تتدخّل عَسكريًّا لحِمايتهم، وأنّ عليهم مُواجَهة “النمر” السوري وحدهم، وتَحمُّل مَسؤوليّة قراراتِهم، رغم أنّ القُوّات العَسكريّة الأمريكيّة التي تُرابِط في قاعِدَة التنف العَسكريّة على الحُدود السوريّة العراقيّة الأُردنيّة لا تَبْعُد عَنهم إلا بِضع مِئاتٍ مِن الكيلومِترات فقط، ومِن الطَّبيعي، أن تتَّخِذ القِيادة الإسرائيليّة المَوقِف الأمريكيّ نَفسِه.

قرار لا عودة عنه مهما كانت الظروف

إطلاق القيادة السورية عملية تحرير الجنوب السوري وسط كل التعقيدات التي تحيط بالوضع هناك هو تأكيد على ما أعلنه الرئيس السوري بشار الاسد في الساعات الماضية وفي أكثر من محطة سابقة، من أن استعادة كل المناطق السورية التي لا تزال خارج السيادة السورية هو قرار لا عودة عنه مهما كانت الظروف.

لكن يبقى السؤال الآخر، ما هي المعطيات التي دفعت واشنطن لتبليغ الارهابيين أنها لن تتمكن من مساعدتهم عسكريا في الجنوب السوري؟

- اولا أن هذا الموقف الاميركي جاء تعبيراً عن أكثر من معطى سياسي وعسكري فرضته المواقف السورية الحازمة على الجانب الاميركي.

ـ ثانيا، أن الادارة الاميركية أدركت خلال السنوات الماضية أن موقف دمشق ومن عبرها كل محور المقاومة الى جانب الموقف الروسي، ليس في وارد التراجع عن تحرير كل المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الارهابيين، مهما استخدم الحلف العدواني بقيادة الولايات المتحدة من ضغوط وابتزاز وتدخل عسكري.

ـ ثالثا، أن طبيعة التوازنات العسكرية التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في الميدان، ستؤدي حتماً بالقيادة السورية الى استكمال هزيمة الارهاب وتحرير ما تبقى من مناطق خارج السيادة السورية، رغم كل ما يمكن ان تقدم عليه واشنطن وحلفاؤها.

بالمحصلة كما، حرر الجيش السوري حمص، وحلب وريف دمشق، ودير الزور، والمناطق المحيطة بدرعا فانه سيحرر مدينة درعا لامحالة، لان فلول جبهة النصرة المرعوبة اصابها الخذلان وتخلى عنهم اسيادهم وبدأت تنهزم امام الجيش السوري.

كاظم نراقي