السفير السوداني بطهران: الانفصال يؤثر على العالم كله

السبت ٠٨ يناير ٢٠١١ - ٠٧:٠٢ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم): 08/01/2011- اكد السفير السوداني في طهران سليمان عبد التواب الزين بان انفصال جنوب السودان عن شماله سيؤثر على العالم كله، واعتبر ان من مصلحة اميركا والكيان الاسرائيلي تفتيت الدول خاصة السودان بصفته جسر التواصل العربي الافريقي الاسلامي، موضحا بان الخاسر الاكبر هي الدول العربية والاسلامية لان القضية ليست داخلية محضة. وقال الزين في مقابلة خاصة مع قناة العالم الاخبارية اليوم السبت: ان امر الانفصال لن يكون اثره على السودان فقط بشماله وجنوبه بل سيتعدى الى كل العالم لان هذا الانفصال يخلق سابقة جديدة في السياسة الدولية لم يشهده العالم منذ استقلال العديد من الدول حيث اتفق ا

طهران (العالم): 08/01/2011- اكد السفير السوداني في طهران سليمان عبد التواب الزين بان انفصال جنوب السودان عن شماله سيؤثر على العالم كله، واعتبر ان من مصلحة اميركا والكيان الاسرائيلي تفتيت الدول خاصة السودان بصفته جسر التواصل العربي الافريقي الاسلامي، موضحا بان الخاسر الاكبر هي الدول العربية والاسلامية لان القضية ليست داخلية محضة.


وقال الزين في مقابلة خاصة مع قناة العالم الاخبارية اليوم السبت: ان امر الانفصال لن يكون اثره على السودان فقط بشماله وجنوبه بل سيتعدى الى كل العالم لان هذا الانفصال يخلق سابقة جديدة في السياسة الدولية لم يشهده العالم منذ استقلال العديد من الدول حيث اتفق العالم على الحفاظ على الحدود التي ظلت منذ الاستقلال.


واضاف: ان هذا الحدث سيفتح الباب لكل الاثنيات والجماعات والاقليات كي تطالب بدولة جديدة تعبر عن كيانها وربما سيؤدي ذلك الى الانفصال.


واشار الى ان اميركا وغيرها من الدول تستبشر خيرا بالانفصال بل وتدعو له وتدعمه "وهي لا تدري ان الامر من خلفه قنبلة موقوتة" واضاف: نعتقد بان واحدة من مصالح اميركا ان تجد موضع قدم وتحقق الهدف الاسرائيلي بتفتيت الدول ومن ثم ايجاد موطئ قدم للكيان الاسرائيلي داخل القارة الافريقية بل وفي قلب القارة خاصة وان السودان يعتبر بلدا يمثل الجسر للتواصل العربي الافريقي الاسلامي.


واشار الى اتصالات ولقاءات الخارجية الاميركية والرئيس الاميركي مع رئيس حكومة الجنوب دون الشمال، وقال: ان هذا كله يدل على ان هناك مخططا مسبقا الغرض منه تفتيت اكبر دولة افريقية اسلامية عربية والنيل ليس من السودان فقط.


وتابع السفير السوداني: "ان ما اخشاه ان يكون هذا المخطط في اطار استهداف الامة العربية والاسلامية، وما حدث لا شك انه يصب في مصلحة الكيان الاسرائيلي على المستوى الدولي" مضيفا "انه في الوقت الذي تتقدم القضية الفلسطينية في دول اميركا اللاتينية نجدها تتاخر في الدول العربية وهذه ضربة لكل العرب والمسلمين".


واضاف الزين: اعتقد ان الخاسر الاكبر من الانفصال هو الدول الاسلامية لان القضية ليست قضية داخلية محضة وانما لها انعاكاساتها الخارجية على كل المجتمع الاسلامي وايضا على المجتمع الدولي في الوقت ذاته.


واشار الى ان "الدول العربية هي بالقطع مع الوحدة لكن ذلك قول بلا فعل للاسف الشديد" واضاف: اقولها

بوضوح بان عددا قليلا جدا من الدول العربية والاسلامية هي التي ساهمت في تنمية الجنوب وردم الفجوة وتجسيرها، وهذا العدد القليل لم يكن كافيا لتحويل وجهة النظر التي زرعت عبر استعمار طويل في جنوب السودان ومخططات غربية واسرائيلية لتفتيته وابعاده عن اصوله وجذوره.


واضاف: انه لذلك فان المشكلة تكمن في ان الدول العربية والاسلامية لم تع تماما حجم المشكلة وابعادها لذلك فانها اخذت على حين غزة بهذا الانفصال الوشيك.


واعتبر قضية انفصال الجنوب عن الشمال سياسية اكثر من كونها اجتماعية، وقال: ان الانفصال لو حصل لن يقطع اللحمة التي تربط بين الشمال والجنوب ولا الوشائج التي تكونت عبر السنين ولن يحدث انفصال او انشقاق اجتماعي او ثقافي بغض النظر عما سيفعله الساسة.


واشار الى اعطاء العديد من المحفزات للساسة الجنوبيين خلال فترة الستة اعوام منذ توقيع اتفاق السلام عبر الانفراد الكامل بحكم الجنوب والفرصة للمشاركة بنسبة 30 بالمائة في الشمال اضافة الى النفط المستخرج بقسمة كاملة اي 50 بالمائة بين الشمال والجنوب، واضاف: ان كل هذه المحفزات لم ترجح خيار الوحدة كما نرى الان من المظاهرات التي تقودها بعض الفئات السياسية في الجنوب.


واشار السفير السوداني الى ان الحكومة الجديدة في الجنوب اذا قامت ستعاني الكثير من المشاكل، حيث حصلت حكومة الجنوب على 10 مليارات دولار من عائدات النفط خلال السنوات الماضية "لكن للاسف الشديد لم تتحرك الفئات الحاكمة هنالك لخلق الارضية للتنمية والتطوير والرعاية للمجتمع، وان ما حصل من انجازات في الجنوب كان بفعل حكومة الشمال التي ساهمت من ميزانيتها لدعم الجنوب وتطوير بنيته الاساسية" واضاف: ان الجنوب سيواجه اعدادا كبيرة من الجنوبيين الذين سينزحون اليه دون خدمات وامكانيات.


وبشان قول البعض الذي يلقي باللائمة على الحزب الحاكم فيما لو انفصل الجنوب، اشار الى انه حتى حتى قبل استقلال السودان كانت هنالك حركات انفصالية الا انها ارجأت ذلك عند الاستقلال لما كان يعاني منه الجنوب من تخلف، واضاف: انهم الان يرون بان الامر قد استوى ويجب ان ينفصلوا ونحن نعطيهم هذا الخيار طواعية وارادة كاملة لاننا في الحقيقة جربنا الحرب وويلاتها وهنالك في كل بيت شهيد سواء في الجنوب والشمال، والان نعطي الديمقراطية حقها في ان تحقق مصير الشعب الجنوبي.


واشار الى تصريحات الرئيس عمر البشير في زيارته لجوبا بان الشمال سيكون خير عون لحكومة الجنوب حتى في حال الانفصال،
واضاف: "نحن حريصون جدا على ان نعطيهم الحق في ان يختاروا مصيرهم وان يخوضوا تجربة معتمدين على انفسهم" معتبرا "ان هذا الامر سيعطي دلالات كبيرة للشعب الجنوبي ودلالات كبيرة جدا للقادة السياسيين الجنوبيين لان ممارسة الحكم ليست كمن هو في الظل وتحت المكيفات وينتظر ان يفعل الاخرون له الدعم والتنمية".

انتهى // jm-08-09:13