درعا إلى السيادة السورية

درعا إلى السيادة السورية
الأربعاء ٢٧ يونيو ٢٠١٨ - ٠٣:٥١ بتوقيت غرينتش

تشهد محاور الاشتباك انهياراً واضحاً في صفوف الميليشيات الإرهابية المسلحة، وشهدت الساعات الأخيرة من العملية التي يخوضها الجيش السوري مقتل وإصابة عشرات الإرهابيين، إضافة إلى انشقاق أعداد أخرى عن الفصائل المسلحة ووضع أنفسهم تحت تصرف الجيش السوري.

العالم ـ مقالات وتحليلات

وفيما بلدات بأكملها تبعث برسائل الترحيب بشروط الجيش والانخراط في التسوية والترحيب بدخول القوات المسلحة السورية إليها من دون قتال، احتشد أهالي بلدتي داعل وأبطع شمالي مدينة درعا للخروج بمظاهرات ومسيرات لرفض وجود الفصائل المسلحة ورفع العلم السوري ودعوة الجيش لدخول البلدتين، وسط أجواء مشوبة بالخوف من إقدام "جبهة النصرة" على القيام بجرائم انتقامية بحق المتظاهرين.

تأتي هذه التطورات في وقت تؤكد واشنطن أن «إدار ترامب، لا تعتزم التدخل عسكريّاً في جنوب سوريا، رغم تهديدات سابقة حيث تبين انها تخلت هي وحتى كل غرفة الموك عن المسلحين بعد ان تبين ان الطرف المقابل عاقد العزم على تنفيذ خطته في استعادة السيطرة على الجنوب السوري لاعتبارات كثيرة سيادية بالدرجة الاولى واامنية واقتصادية ».

معركة الجنوب تشمل محافظة درعا مدينة وريفاً، بالاضافة لما تبقى من ريف السويداء الشمالي المتصل مع ريف درعا، حيث ينتشر ارهابيو النصرة والفصائل المسلحة المرتبطة بها.

وتشير مصادر سورية إلى أن جميع وحدات الجيش السوري ستكون مشاركة في هذه الحملة، وعلى رأسها القوة الضاربة في الجيش السوري والمختصة بالعمليات الاقتحامية.

وستكون المعركة على غرار معركة الغوطة الشرقية، وتهدف المعركة إلى السيطرة على كامل محافظة درعا مدينة و ريفا، بالاضافة للسيطرة على الحدود السورية الأردنية وأعادة فتح معبر نصيب التجاري.

وسبق وألقت مروحيات الجيش السوري العديد من المنشورات طالبت فيها المسلحين في درعا للإنضمام للمصالحة، والتي ستكون على غرار اتفاقيات الغوطة و ريف حمص الشمالي، وذلك عبر استسلام المسلحين وتسوية أوضاع من يرغب و خروج الرافضين للتسوية وإطلاق سراح المخطوفين.

وخلال اليومين الماضيين نفذ الطيرن السوري عدة غارات جوية استهدفت مواقع الارهابيين في ريف السويداء المحاذي لدرعا، كما نفذ الجيش السوري رمايات مدفعية باتجاه مواقع المسلحين في ريف درعا الشرقي.

ومن المتوقع أن تمتد معركة درعا إلى ريف القنيطرة المحاذي مع هضبة الجولان المحتلة، وبالتالي السيطرة على جميع الحدود السورية في الجنوب السوري، وإنهاء التواجد المسلح في كامل المنطقة الجنوبية من سوريا وفي مدة زمنية قياسية سيطرالجيش السوري على كامل قرى وبلدات اللجاة وصولاً إلى بلدة بصر الحرير في ريف درعا الشرقي، إثر مواجهات مع المجموعات الإرهابية.

وبسطت وحدات الجيش السوري سيطرتها المطلقة على بلدة بصر الحرير ومليحة العطش شرق إزرع، وتمكنت القوات من اغتنام 6 دبابات من المسلحين بالاضافة لكميات كبيرة من الأسلحة وحدات الهندسة تعمل حاليا على إزالة الألغام وتطهير المنطقة من المتفجرات بالتوازي مع قيام الوحدات القتالية بتثبيت نقاط جديدة تمهيدا لمواصلة تقدمها لإنهاء الوجود الارهابي في المناطق المجاورة.

ويقدر عدد بلدات منطقة اللجاة في ريف درعا الشرقي بحدود 44 بلدة و قرية، حيث تعمل وحدات الجيش على تمشيطها من بقايا الخلايا المسلحة والإرهابية.

وجرى تحقيق هذا الإنجاز الكبير في أقل من 4 أيام من بدء العملية العسكرية في معركة الجنوب تستخلص الملاحظات التالية لا اكتراث بالتهديد من اي طرف الجيش السوري يتحرك وفق خطة واضحة لاستعادة السيادة والمسلحون على اختلاف تسمياتهم ينهارون وبإرادة قتال شبه معدومة ورغبة من الاهالي في رفض المسلحين والدخول في مصالحات مع الدولة السورية وما يمنعهم هو الخوف احيانا من المجموعات الارهابية وهذا يسري على درعا وكل شبر من الارض السورية اي ان الناس اسرى ورهائن لدى المسلحين وينتظرون بفارغ الصبر ساعة الخلاص.

* محمود غريب

104