مع الحدث: عهد بن سلمان.. سياسة عدوانية وعزلة عربية واسلامية - الجزء الثانی

الجمعة ٢٩ يونيو ٢٠١٨ - ٠٧:٣٤ بتوقيت غرينتش

انطلقت دعوة لنقابة ائمة تونس لمقاطعة موسم الحج هذا العام حتى لا تصرف عائداته على حروب السعودية ضد المسلمين.

دعوة تؤشر على ازدياد عزلة عهد محمد بن سلمان في المحيط العربي والاسلامي بسبب سياساته العدوانية ودعمه للارهاب التكفيري والتحالف والتقرب من الاحتلال الاسرائيلي، حتى وصل به الامر الى الترويج لصفقة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية ولقائه بنتياهو بالاردن الاسبوع الماضي بحسب ما تناقلته بعض وسائل الاعلام اليوم.

فهل توافق محمد بن سلمان ونتنياهو على تنفيذ صفقة ترامب؟.. لماذا تزداد عزلة عهد محمد بن سلمان عربياً واسلامياً؟.. هل بسبب الارتماء في الحضن الاميركي الاسرائيلي؟.. والى أين ستؤدي سياساته العدوانية في المنطقة؟.. ما خلفيات الدعوة من تونس لمقاطعة الحج هذا العام؟..

اكد الباحث في الشؤون الاقليمية محسن صالح، ان لولي العهد السعودي محمد بن سلمان دور ليس فقط على الصعيد السعودي وانما دور اقليمي كبير ينسجم مع ما خططه ترامب ونتنياهو من حيث ما يسمى بصفقة ترامب.

وقال صالح في حوار خاص مع العالم: ان دعوة النقابة للائمة في تونس لمقاطعة موسم الحج، وكذلك الشعور الاسلامي والعربي والمقاومة الفلسطينية، بان السعودية تخلت عن القضية الفلسطينية وعن الشعوب العربية، واصبحت اموالها تذهب الى الكيان الاسرائيلي وتشجع كل ما يعادي قضايا الامة، مثل معاداة المقاومة وفلسطين والاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب.

واضاف صالح، ان السعودية اصبحت بيت مال الصهاينة، معتبراً ان الحركة التي يقوم بها محمد سلمان هي تلبية متدنية جداً لانجاح صفقة ترامب وتفتيت العقل العربي وابعاد الشعوب العربية عن القضايا السياسية بوسيلة الفكر الوهابي الذي اتى لضرب الاسلام، ودعم داعش والنصرة وباقي الحركات التكفيرية.

ولفت الى ان محمد بن سلمان ينتهج دوراً وظيفياً آلياً لاملاءات بناء على المشروع الاميركي في المنطقة، مشيراً الى انه حينما اعترض ملك الاردن عندما قال ان مسألة القدس والاقصى خط احمر، حرّك الشارع الاردني وبلحظة انتفض واتت السعودية لتدفع بعض الاموال حتى تهدأ الاوضاع من اجل تهديد ملك الاردن كي يسير بركب صفعة القرن (صفقة ترامب).

 واوضح الباحث في الشؤون الاقليمية، ان هذه الصفعة (صفقة ترامب) استشعر بها علماء تونس ولبنان وسوريا وايران والعراق واليمن، مشيراً الى التوجه الذي يرأسه ترامب- نتنياهو وادواتهما مثل محمد بن سلمان والامارات والهجوم الوحشي على اليمن ومحاولات اختراق امن العراق خاصة ما حصل مؤخراً، معتبراً انه اختراق سعودي واميركي ومحاولة لتفتيت الوضع مجدداً في العراق.

واضاف صالح، ان العلماء شعروا ما تقوم به السعودية الان كنظام او كمؤسسة حاكمة لوجه ديني هي بالحقيقة تؤدي خدمة يأمر بها الصهيوني من اجل الوصول الى تفتيت العقل والشعور الوطني القومي والاسلامي.

ولفت الى ان السعودية تخلت عن الاسلام وعن الحج التي تعتبر فريضة دينية تلائم حركة الانسان تجاه الله تعالى، وايضاً التآمر على القضايا الوطنية مثل سوريا والعراق وفلسطين ولبنان واليمن.

 

بدورها، وصفت الخبيرة بالشؤون الاميركية عبير كايد، محمد بن سلمان كجوكر يلعب به ترامب، وخردة تستخدم كما استخدمت المعارضة السورية بيد السعوديين والاماراتيين في سوريا.

وقالت كايد، ان ما يدور في اليمن بعد عام على تنصيب محمد بن سلمان الذي فتح الباب للنساء للتطوع في العسكر خاصة في منطقة جيزان الحدودية المتاخمة مع اليمن، مشيرة الى ان خطوة محمد تؤكد ان رجال جيزان لم تفلح بالحفاظ على الحدود مع اليمن لذا لعل نسائها ربما تفلح.

واضافت كايد، ان دور ترامب والادارات الاميركية في المنطقة ليس جديداً، مشيرة الى المبادرة القديمة التي بدأها ملك السعودية عبد الله من عام 2004 والتي كانت تقوم على ان الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية باعتبارها قائدة للامة الاسلامية السنية، تقوم على التطبيع مع العدو الصهيوني مقابل الارض مقابل السلام، وافرزت قمة الطائف واوسلو، مشيرة الى انه مرت 25 عاماً ولم ينجز شيئاً لا للفلسطينيين ولا للعرب.

واوضحت، توجت صفقة ترامب بحضور 52 دولة اسلامية في قمة الرياض عام 2017، وبعدها بثلاث ايام اعلنت الحرب على قطر وعزلها لدعمها حماس ولقطاع غزة.

وشددت على ان الولايات المتحدة لديها مخطط قديم باضطهاد المسلمين علناً بمباركة سعودية، وتسائلت لعدم ادراج السعودية على لائحة الارهاب، لان كل من تضرر من الامن القومي الاميركي من سعوديين.

 

وحول دعوة ائمة تونس لمقاطعة موسم الحج هذا العام حتى لاتصرف الاموال التي تستحصلها السعودية من الحجاج على حروبها في المنطقة على اليمن وسوريا والعراق، اكد استاذ العلوم السياسية عماد الدين الحمروني، ان البيان التونسي يعبر عن حراك تونسي لبلاد المغرب رفضاً لنهج وايديولوجية السعودية وسياساتها في المنطقة.

وقال الحمروني: ان البيان الصادر عن نقابة الائمة في تونس يمثل رجال الدين ورأياً دينياً وفتوى شرعية ووعياً تونسياً وطنياً ضد ما تقوم به السعودية وحكامها تجاه قضايا عربية وخاصة الحرب الظالمة على اليمن، مشيراً الى بيان الائمة "كيف نحن كمسلمين اعطاء الاموال لمن يتصرف فيها لقتل العرب والمسلمين".

واعتبر الحمروني، البيان بأنه يدل على نضج في العمل السياسي ومفاجئة اصدار بيان في هذا التوقيت وفي تونس بالذات، مشيراً الى ان شعوب البلاد المغرب العربي لطالما تمثلت بها الثورية الطبيعية، مستشهداً بالثورة الجزائرة ضد الاستعمار، وقال: ان علماء تونس يعلمون جيداً ما يعانيه المجتمع العربي من معاناة مع الاستعمار.

واكد الحمروني، ان ائمة تونس يرون ان السعودية تتقوى بالقوى الغربية لصالح قهر القوى الثورية الشعبية في اليمن والعراق وسوريا.

 

ضيوف الحلقة:

الباحث في الشؤون الاقليمية د. محسن صالح

استاذ العلوم السياسية د. عماد الدين الحمروني

الخبيرة بالشؤون الاميركية د. عبير كايد