البطالة والغلاء تهدد استقرار بلاد المغرب العربي

السبت ٠٨ يناير ٢٠١١ - ١٢:٠٠ بتوقيت غرينتش

يبدو أن مشكلة البطالة وغلاء الأسعار، (قنبلة موقوتة) تهدد الاستقرار في تونس والجزائر، حيث اندلعت مساء الجمعة احتجاجات جديدة في مدينة الرقاب بمحافظة سيدي بوزيد التونسية، فيما تجددت مواجهات جديدة أخرى بين المتظاهرين وقوات الأمن في العاصمة الجزائرية. كما وقعت حوادث عنيفة في (عنابة) شرق الجزائر حيث تواجه متظاهرون مع الشرطة، كما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.وفي العاصمة الجزائرية، في حي بلوزداد الشعبي، واجهت مجموعات من الشبان بالحجارة والزجاجات رجال الشرطة المنتشرين بكثافة والمدججين بالسلاح.وواجه رجال الشرطة المتظاهرين مستخدمين خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.

يبدو أن مشكلة البطالة وغلاء الأسعار، (قنبلة موقوتة) تهدد الاستقرار في تونس والجزائر، حيث اندلعت مساء الجمعة احتجاجات جديدة في مدينة الرقاب بمحافظة سيدي بوزيد التونسية، فيما تجددت مواجهات جديدة أخرى بين المتظاهرين وقوات الأمن في العاصمة الجزائرية. كما وقعت حوادث عنيفة في (عنابة) شرق الجزائر حيث تواجه متظاهرون مع الشرطة، كما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية.

 

وفي العاصمة الجزائرية، في حي بلوزداد الشعبي، واجهت مجموعات من الشبان بالحجارة والزجاجات رجال الشرطة المنتشرين بكثافة والمدججين بالسلاح.

وواجه رجال الشرطة المتظاهرين مستخدمين خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع.

وفي عنابة التي كانت لا تزال بعيدة حتى الآن عن حركة الاحتجاج التي اتسعت منذ بدايتها إلى نحو عشر ولايات، اندلعت حوادث عنيفة بعد صلاة الجمعة في حي شعبي يطلق عليها (غازومتر).

 

 

*الحكومة تتدخل لحل الأزمة

من جانبه، أعلن وزير التجارة الجزائرى، مصطفى بن بادة، أمس الجمعة عن عقد مجلس وزارى اليوم السبت للبحث في وسائل محاصرة ارتفاع أسعار المواد الأساسية التي أدت إلى اندلاع اضطرابات في 17 ولاية جزائرية.

 

وقال بن بادة: إن هذا الاجتماع سيخصص (لدراسة وسائل التحكم في الارتفاع الكبير لأسعار بعض المنتجات ذات الاستهلاك الواسع، ودراسة النصوص التطبيقية المتعلقة بالمنافسة والممارسات التجارية، لاسيما الشق المتعلق بهوامش الربح الخاصة بالمنتجات ذات الاستهلاك الواسع) ، مضيفا أن مجموعة عمل مؤلفة من مسئولين فى الوزارة ومنتجي ومحولي المنتجات ذات الاستهلاك الواسع أنشئت أمس الخميس لتطبيق النصوص المتعلقة بتسوية هوامش الربح.

 

وفي تونس ، تجددت مساء الجمعة الاحتجاجات الاجتماعية في مدينة الرقاب بمحافظة سيدي بوزيد التونسية، حيث اشتبك متظاهرون مع قوات الأمن بوسط المدينة وفي بلدة سعيدة المحاذية لها حيث أفيد عن سقوط عدد من الجرحى.

 

وقال شهود إن العشرات من تلاميذ المدارس الإعدادية والثانوية في مدينة الرقاب خرجوا في تظاهرة بعد أن نفذ مدرسو هذه المعاهد وقفة احتجاجية تضامنية مع أهالي سيدي بوزيد كانت قد دعت إليها النقابة العامة للتعليم الثانوي.

 

وقد عمد المتظاهرون إلى إحراق الإطارات المطاطية وسد شوارع المدينة، ما دفع قوات الأمن إلى التدخل لتفريقهم باستخدام القنابل المسيلة للدموع.

وامتدت هذه التظاهرات لتشمل بلدة (سعيدة) التي تبعد نحو 11 كيلومترا عن مدينة الرقاب، حيث إشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، منهم زياد قاسمي، إلى جانب اعتقال عدد من المتظاهرين.

ولم يتسن الحصول على المزيد من التفاصيل، علما وأن السلطات التونسية أغلقت المدارس الإعدادية والثانوية في عدد من مدن محافظة سيدي بوزيد التي انطلقت منها الاحتجاجات الشعبية عندما أقدم الشاب محمد البوعزيزي على محاولة الانتحار حرقا في التاسع عشر من الشهر الماضي، احتجاجا على منعه من ممارسة عمله كبائع متجول للخضار.

 

وأثار البوعزيزي (26 عاما) الذي توفي مساء الثلاثاء الماضي متأثرا بالحروق التي أصيب بها، احتجاجات شملت كافة مدن محافظة سيدي بوزيد (265 كيلومترا جنوب تونس العاصمة)، كان أعنفها في مدينة منزل بوزيان حيث قتل شاب برصاص قوات الأمن.

 

وقد تطورت تلك الاحتجاجات لتشمل العديد من المدن الأخرى في تونس،حيث نظمت المسيرات التضامنية والوقفات الاحتجاجية كان آخرها الإضراب التي نفذه أمس المحامون في تونس العاصمة وبقية المدن التونسية.

 

* فرنسا محرجة

وخلافا لمواقفها المعتادة تجاه بقية بلدان العالم، امتنعت فرنسا من الدعوة علنا للإفراج عن مدونين موقوفين في تونس كما بدا رد فعلها غائبا أو يكاد إزاء اضطرابات الجزائر، ما يعكس حرجها عندما يتعلق الأمر بجارتيها على الضفة الجنوبية للمتوسط.

 

وتقول التونسية سهير بلحسن، رئيسة الاتحاد الدولي لروابط حقوق الإنسان ومقره باريس، إن (صمت حلفاء تونس ليس سليما. إنهم يعطون -للرئيس التونسي- زين العابدين بن علي الفرصة لتسوية الامور، ويدعمونه، كما جرت عليه العادة).

 

واكتفت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة خلال اللقاء الصحافي اليومي باستخدام عبارة (نتابع الوضع عن كثب) بشأن الاضطرابات التي تشهدها الجزائر. ولم يصدر أي تعقيب بشأن الوضع في تونس، والمدونين والناشطين الذين تم توقيفهم الخميس.

 

وخلال ندوة في وزارة الاقتصاد الفرنسية حول العلاقات بين ضفتي المتوسط، تطرق متحدث واحد من تونس إلى الاضطرابات الاجتماعية في بلدان المغرب العربي ليدعو أوروبا إلى الانفتاح على الجنوب وليس إلى الانسحاب.

 

واكتفت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو-ماري المشاركة في الندوة ومن دون أن تذكر بلدا بعينه، بالإشارة إلى (مشكلة العمالة) التي تحتاج إلى حلول. ويرى خبراء أن البطالة المتفشية بين الشباب الجامعيين هي إحدى أسباب الأزمة التي تشهدها الجزائر وتونس.

 

وخلال زيارة قامت بها إلى الجزائر في تشرين الأول/أكتوبر عندما كانت وزيرة للعدل، تحدثت اليو-ماري عن العلاقات الفرنسية الجزائرية بوصفها (وثيقة).

 

ولكن موقف فرنسا المتحفظ، لا بل صمت الدبلوماسية الفرنسية إزاء ما يحصل في تونس والجزائر مرده إلى المصالح الاقتصادية الفرنسية الكبيرة في البلدين والى الجاليات المغربية الكبيرة في فرنسا.

ويقول كرم بكزداد، من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (ايريس) بشان الجزائر : (إذا تفاقم الوضع، تخشى فرنسا تدفق المهاجرين إلى أراضيها مع كل ما يواكب ذلك من توتر).

 

وبشأن تونس، يضيف الباحث أن فرنسا لطالما اعتبرت تونس (مثالا) في منطقة المغرب (لجهة التطور الاجتماعي والاقتصادي، وسيطرتها على تيارات الهجرة، ومكافحتها للإرهاب).

 

ولكن موقف فرنسا المتحفظ يعود كذلك على الأرجح إلى التوتر الذي شهدته العلاقات مع تونس والجزائر خلال العامين الماضيين، رغم احتوائه أخيرا.

 

وفي شباط/فبراير 2010، أكد وزير الخارجية الفرنسي السابق برنار كوشنير أن العلاقات الثنائية التي كانت مفعمة بالمشاعر على مدى نصف قرن، ستصبح (ابسط) عندما لا يعود الجيل الذي صنع الاستقلال في الجزائر في الحكم. وردت الجزائر بحدة على هذه التصريحات وأعلنت كوشنير غير مرحب به.

 

وشهدت العلاقات مع تونس فتورا بعد أن وجه كوشنير في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 انتقادا لاعتقال صحافيين تونسيين. وأعلن كوشنير حينها عن (خيبة أمله)، ووصف الاعتقالات بأنه (لا طائل منها).

واعتبرت تونس ذلك حينها (تدخلا اجنبيا غير مقبول).

 

*الاضطرابات في بلدان المغرب العربي منذ 2008

أدى ارتفاع الأسعار والبطالة ونقص السكن الذي يطال الشباب في تونس والجزائر إلى موجات من الاضطرابات الاجتماعية في بلدان شمال أفريقيا في السنوات الثلاث الأخيرة.

 

تونس

- كانون الثاني/يناير إلى حزيران/يونيو 2008: شهد الحوض المنجمي في ولاية قفصة جنوب غرب تونس تظاهرات متفرقة. وفي 6 حزيران/يونيو، قتل متظاهر بالرصاص وأصيب آخرون عديدون خلال مواجهات مع الشرطة.

 

15 اب/اغسطس 2010: سقط جرحى خلال مواجهات عنيفة بين شبان وقوات الأمن في مدينة بن قردان جنوب شرق البلاد، على الحدود مع ليبيا، بعد إغلاق نقطة عبور بين البلدين. وادى إغلاق نقطة عبور راس جدير الى حرمان سكان المنطقة من مورد رزقهم وتجارتهم.

 

17 كانون الاول/ديسمبر: في سيدي بوزيد، وسط غرب البلاد، أشعل بائع الخضار والفاكهة، الجامعي محمد البوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه بعد قيام الشرطة بمصادرة بضاعته لعدم حيازته على ترخيص. وكان انتحار الشاب الذي توفي بعد أسبوعين نتيجة حروقه، الشرارة التي أججت التحركات التي نفذها الجامعيون العاطلون عن العمل. وبعد خمسة أيام انتحر شاب أخر عبر تسلق عمود للتوتر العالي في المنطقة نفسها.

 

19 كانون الأول/ديسمبر إلى 7 كانون الثاني/يناير 2011: نزل شبان سيدي بوزيد إلى الشوارع وامتد التحرك إلى مناطق أخرى في وسط وجنوب غرب تونس. وفي 24 و26 كانون الأول/ديسمبر، حصلت مواجهات عنيفة أسفرت عن قتيلين وعدد من الجرحى، وأضرار مادية كبيرة.

 

وفي 6 كانون الثاني/يناير، نفذ آلاف المحامين إضرابا في كل محاكم البلاد احتجاجا على قمع تحرك الشبان العاطلين عن العمل. واعتقل ثلاثة مدونين ناشطين متضامنين مع حركة الاحتجاج بعد تعرض مواقع حكومية إلكترونية لهجمات.

 

في 6 كانون الثاني/يناير، عثر على عامل بناء هو أب لشابين جامعيين عاطلين عن العمل في الثانية والخمسين من عمره مشنوقا في مدينة الشابة، على الساحل الشرقي.

 

 الجزائر

27-28 نيسان/أبريل 2008: شهدت ولاية الشلف في غرب الجزائر تظاهرات عنيفة احتجاجا على تأخر السلطات في التعويض عن الإضرار التي مني بها منكوبو زلزال تشرين الأول/أكتوبر 1980 والذي ادى الى مقتل قرابة 5 آلاف شخص. أصيب أشخاص عديدون بجروح واعتقل نحو ستين متظاهرا.

 

20-21 تشرين الأول/أكتوبر 2009: اندلاع مواجهات في حي المدنية الشعبي في العاصمة الجزائرية. رشق شبان كانوا يحتجون على البطالة وظروف السكن السيئة الشرطة بالمقذوفات. وشهدت مدينة عنابة شرق الجزائر، وتيزي وزو في منطقة القبائل وبومرداس في الشرق اضطرابات مماثلة.

 

نهاية كانون الأول/ديسمبر 2010: جرت مواجهات على مدى ثلاثة أيام بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون بالحصول على سكن لائق في العديد من الأحياء عند أطراف العاصمة الجزائرية.

 

5 كانون الثاني/يناير 2011: اندلعت أعمال شغب في حي باب الواد العشب في العاصمة حيث رشق عشرات الشباب الذين كانوا يحتجون على غلاء الأسعار قوات الشرطة بالحجارة.

6 كانون الثاني/يناير: اندلعت أعمال شغب في العديد من الأحياء في وسط وأطراف العاصمة الجزائرية. وفي منطقة القبائل في بجاية وبومرداس، قام متظاهرون بقطع الطرق.

وأشعل بعضهم النار في مقر محكمة آقبو بالقرب من بجاية. وامتدت حركة الاحتجاج إلى العديد من أحياء قسنطينة.

 

المغرب

حزيران/يونيو 2008: اندلاع مواجهات بين قوات الشرطة وشبان عاطلين عن العمل في سيدي افني في جنوب غرب المغرب أسفرت عن 44 جريحا بينهم 27 من الشرطة.

8 تشرين الثاني/نوفمبر 2010: أزالت القوات المغربية بالقوة مخيما في جنوب مدينة العيون في الصحراء الغربية كان يعتصم فيه 15 آلف صحراوي منذ منتصف تشرين الأول/أكتوبر احتجاجا على ظروف معيشتهم.

وأفادت الحصيلة الرسمية المغربية عن سقوط 12 قتيلا. لكن جبهة البوليساريو اتهمت قوات الشرطة بقتل عشرات من الأشخاص وإصابة اكثر من 4500 شخص بجروح خلال أعمال العنف التي أعقبت إزالة المخيم.

*المصدر: موقع القناة