"قبضة حديدية" بانتظار فلول داعش في العراق

الجمعة ٢٩ يونيو ٢٠١٨ - ٠٧:٠٢ بتوقيت غرينتش

أعلن مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية العراقية، الأربعاء، أن تنظيم داعش الإرهابي أعدم بالفعل عددًا من المخطوفين في طريق ديالي - كركوك.

العالم - العراق

واعلن قائد عمليات ديالى الفريق الركن مزهر العزاوي أن الجثث التي عثر عليها الأربعاء قرب ناحية سليمان بيك بمحافظة صلاح الدين تعود للمختطفين الستة من أهالي كربلاء والأنبار الذين اختطفهم تنظيم داعش السبت الماضي.

وقالت مصادر أمنية عراقية، قولها إن "الجثث عثر عليها مشوهة وملفوفة بالمتفجرات".

وكان داعش خطف عددا من أفراد قوات الأمن العراقية، وأظهر ستة منهم في تسجيل مصور بثه عبر الإنترنت الأحد الموافق 24 يونيو، وهدد خلاله بقتلهم في غضون ثلاثة أيام، إذا لم تطلق الحكومة سراح سجينات من عائلات التنظيم.

وفي الشريط المصور، عرف الرجال الستة عن أنفسهم بأنهم من أفراد الشرطة العراقية والحشد الشعبي، وتم خطفهم على طريق سريع يربط بغداد بمحافظة كركوك في شمال العراق، والذي شهد تصعيدا في هجمات داعش خلال الأسابيع القليلة الماضية.

واكد الناطق باسم مركز الإعلام الأمني العراقي، يحيى رسول، أن القوات المسلحة تطارد الخلية النائمة التي يعتقد أنها مسؤولة عن عملية الخطف، وتابع: "لن نخضع لابتزازهم وسنلاحقهم أينما كانوا".

وتنتشر عشرات القرى التي أعلنت القوات العراقية تحريرها من "داعش"، على طريق بغداد - كركوك، إلا أن فلول التنظيم لا تزال تتواجد هناك، كما تزايد نشاط التنظيم فيما يعرف بـ"المناطق المتنازع عليها" بين بغداد ومنطقة كردستان، العراق خاصة مناطق جنوب محافظتي كركوك "شمالا "وشمال ديالي "شرقا"، وهي المنطقة نفسها، التي كانت تقارير أشارت في وقت سابق إلى ظهور مجموعة مسلحة باسم "الرايات البيض" تنفذ عمليات خطف هناك، إلا أن المجموعة المذكورة اختفت عن الواجهة، وظهر بوضوح نشاط علني لعناصر من داعش.

وردا على الجريمة المروعة ضد عناصر الشرطة العراقية المخطوفين في طريق ديالي – كركوك طالبت كتلة الدعوة في البرلمان العراقي، الحكومة باعدام عدد من الارهابيين المحكومين بالاعدام والقابعين في السجون العراقية.

وقال رئيس الكتلة خلف عبد الصمد في بيان ان "قيام تنظيم داعش الارهابي باعدام  عدد من المواطنين الابرياء لا ينبغي ان يمر دون عقاب" معتبرا ان "التراخي في تنفيذ حكم الاعدام بحق المجرمين المحكومين يفتح الباب واسعا امام العصابات الارهابية للتجرؤ بقيام عمليات ارهابية بعد ان يأمنون العقاب" .

وشدد عبد الصمد "على اهمية ان تاخذ الحكومة دورها في محاسبة الدول الداعمة للارهاب وتجفيف منابع الارهاب .

وعمّت مشاعر الغضب أرجاء العراق إثر إعدام تنظيم "داعش" الإرهابي 8 من أفراد الأمن، وهو ما دفع البعض للمطالبة بتنفيذ أحكام الإعدام على وجه السرعة بحق عناصر التنظيم المدانين.

وفي محافظة ذي قار، جنوبي البلاد، تظاهر العشرات من المواطنين في وسط مدينة الناصرية مركز المحافظة للتنديد بالحادث.

وطالب المتظاهرون بتنفيذ حكم الإعدام بجميع عناصر "داعش" المحكومين بالإعدم والذين يقبعون في السجون وخاصة سجن الناصرية المركزي.

وقال نعمان الحسيني، وهو أحد المتظاهرين، ، إن "السجون العراقية مكتظة بعناصر داعش المحكومين بالإعدام، لكن الحكومة لا تنفذ العقوبة بحقهم".

وأضاف أن "عدم تنفيذ عقوبة الإعدام بحق المدانين من داعش، يرفع من معنويات من هم خارج أسوار السجون لشن المزيد من الهجمات الدموية على أفراد الأمن والمدنيين".

من جانبه، طالب نائب رئيس البرلمان العراقي همام حمودي، السلطة التنفيذية بـ"تطبيق أحكام القضاء العادل بإعدام الإرهابيين، ولاسيما قادتهم وأبرز عناصرهم الذين مارسوا جميع أساليب التعذيب والقتل الوحشي بحق العراقيين".

كما دعا حمودي، في بيان اطلعت عليه الأناضول، رئيس الجمهورية فؤاد معصوم إلى "المصادقة على أحكام الإعدام الأخرى، تنفيذا واستحقاقا للعدالة".

وأشار إلى أن "جريمة القتل البشعة للمخطوفين الثمانية لدى داعش على طريق ديالى - كركوك يجب أن تقابل برد حازم وفوري".

وأضاف حمودي أن "بقاء المجرمين دون تنفيذ القصاص العادل بحقهم سيعطي فرصة لتكرار مثل هذه الجرائم الوحشية واللا إنسانية".

بدوره، علق الرئيس العراقي فؤاد معصوم على الحادث بالقول، إن "هذه الجريمة تؤكد مجددا الطبيعة الجبانة لمرتكبي مثل هذه الأعمال الآثمة كما يثبت افتقارهم لأبسط القيم الأخلاقية".

ودعا معصوم، بحسب بيان للرئاسة العراقية، السلطات الأمنية إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة وحازمة للقبض على مرتكبي هذه الجريمة كي ينالوا العقاب العادل".

وقدمت المرجعية الدينية العليا في العراق، تعازيها إلى عوائل المختطفين الذين قتلهم مسلحو تنظيم "داعش" الارهابي، مشيرةً إلى أن مناشدات ذوي الضحايا لم تنفع بقيام الجهات المعنية بتحرك سريع من أجل إنقاذهم، فيما أشادت بجهود وتضحيات القوات الأمنية.

وقال ممثل المرجعية الدينية عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة من مدينة كربلاء المقدسة، "تلقينا وتلقى العراقيون جميعا ببالغ الأسى والأسف نبأ العملية الإجرامية التي قامت بها عصابات داعش الإرهابية باختطافها وقتلها عدداً من الأخوة العاملين في اسناد القوات الامنية ومنتسبي الشرطة".

وأشاد الكربلائي، بـ"جهود وتضحيات القوات الأمنية بمختلف عناوينهم"، مشيراً إلى أن "الأمل معقود عليهم بتخليص الشعب العراقي من بقايا العصابات الإرهابية".

و وجه رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بإنزال "القصاص العادل" بالإرهابيين المحكوم عليهم بالإعدام.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان إن "العبادي وجه بإنزال القصاص العادل فورا بالإرهابيين المحكومين بالإعدام والذين اكتسبت أحكامهم الدرجة القطعية" (أي الأحكام التي رفض فيها الاستئناف وصادقت عليها رئاسة الجمهورية).

واعلنت الحكومة العراقية اليوم الجمعة إنه تم تنفيذ حكم الإعدام في 12 مدانا بالإرهاب بعد ساعات من دعوة رئيس الوزراء حيدر العبادي للإسراع في تنفيذ الأحكام ردا على خطف وقتل ثمانية من قوات الأمن.

وقال متحدث باسم الحكومة في بيان "بناء على توجيه رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي تم تنفيذ حكم الإعدام ب 12 إرهابيا مدانا (يوم) الخميس من الذين اكتسبت أحكامهم الدرجة القطعية".

وتعهد العبادي بتصفية أو اعتقال مرتكبي جريمة قتل 8 مخطوفين عثر على جثثهم على طريق كركوك - ديالى، مشيرا إلى وجود من زود "الخلايا الإرهابية" بالمعلومات.

ووعد العبادي، أثناء اجتماع عقده في قيادة العمليات المشتركة مع القيادات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية بحضور وزراء الدفاع والداخلية والعدل، بـ"كشف جميع الخيوط"، مشيرا إلى أن هؤلاء الضحايا لقوا مصرعهم، حسب تقرير الطب العدلي، كانوا على قيد الحياة أثناء نشر تنظيم "داعش" فيديو هدد فيه بإعدامهم.

كما وجه رئيس الوزراء حيدر العبادي، جهاز مكافحة الارهاب بالقيام بعمليات خاصة ونوعية لملاحقة الخلايا الارهابية والقصاص من هذه الخلايا بمسكها او قتلها.

وذكر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي في بيان " ان العبادي عقد خلال زيارته الى مقر جهاز مكافحة الارهاب، اليوم، اجتماعا مع قيادات الجهاز مؤكداً ان العراقيين لديهم ثقة عالية بهذا الجهاز وقدراته وانه سيكون بمستوى التحدي" .

واضاف العبادي" ان داعش لا تسيطر حاليا على اي مناطق وعناصرها يختبئون في مناطق بسلاسل الجبال وكانوا يستخدمونها منذ القدم وتم التوجيه بملاحقتهم وتتبع خيوط هذه الخلايا".

واوضح" هناك متابعة دقيقة للخلايا الارهابية وتم توجيه ضربات موجعة لها ومثلما وعدنا بتحرير الارض وتم الوفاء بالوعد فاننا نعد مواطنينا بالقضاء على هذه الخلايا والقصاص من القتلة".

وأعلن الحشد الشعبي عن تنفيذ عملية برمائية لتعقب داعش الإرهابي شمال شرق بعقوبة بمحافظة ديالى.

وذكر اللواء 110 الحشد الشعبي في بيان له " ان قوة قتالية من الفوج الاول نفذت عملية نوعية استطلاعية باستخدام الزوارق النهرية لدهم وتفتيش الجانبي الايمن والايسر من نهر ديالى في أطراف قرى الطبج قرب جلولاء والمحاذية لناحيةً السعدية شمال شرقي بعقوبة.

وأضاف "أن العملية تهدف الى تأمين مناطق قاطع المسؤولية ولتعقب خلايا داعش ومنعها من إيجاد موطئ قدم في المنطقة ".

كما انطلقت قوات اللواء ٨٨ بالحشد الشعبي في العراق، اليوم الجمعة، بعملية دهم وتفتيش شرق محافظة صلاح الدين.

ونقل بيان لاعلام الحشد عن آمر اللواء ونس جبارة القول ان، "قوات اللواء انطلقت بعملية تمشيط وتفتيش منطقة العشيش في حقول علاس (شرق محافظة صلاح الدين)، فضلا عن، تطهير السلسلة الجبلية القريبة على الحقول".

واضاف جبارة ان، "العملية تمت بناء على معلومات استخبارية دقيقة"، مبيناً ان، "القوات تمكنت من حرق مضافتين لعناصر داعش كان يستخدمها وكراً ينطلق منه لمهاجمة المواطنين والقوات الامنية".

واكدت قيادة عمليات الفرات الأوسط التابع للحشد الشعبي في العراق ان جميع قواطع الحشد بين كربلاء والنجف المقدستين على أهبة الاستعداد، فيما بينت ان نوايا داعش اصبحت مكشوفة.

وذكر بيان لاعلام الحشد ان " قائد العمليات علي الحمداني بين خلال زيارته الى مجلس محافظة كربلاء خطورة قاطعي كربلاء والنجف وما يتعرض لهما من تهديدات أمنية من قبل العدو، وان هناك خطة للعدو للضغط على مدينة كربلاء او التمويه في مدينة أخرى والضغط على المدينتين المقدستين" حسبما افاد موقع الفرات نيوز.

واوضح الحمداني بحسب البيان ان " عصابات داعش الارهابية تعلم ان هذين المدينتين مقدسيتين لدى أبناء الحشد والقوات الأمنية، لذا يحاول استهدافهما"، مؤكدا ان "جميع القطعات على أهب الاستعداد لتفادي أي خرق امني في قواطع المسؤولية".

هذا وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن، في مؤتمر صحفي في بغداد، إن "القوات الأمنية بذلت جهوداً كبيرة في عملية البحث عن المختطفين".

وقال اللواء معن، "عازمون على القبض على الإرهابيين الذين قاموا بقتل المختطفين ولدينا خيوط توصلنا إليهم"، من دون ذكر المزيد من التوضيح.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد في العراق، الجمعة، عن اعتقال أحد منفذي عملية اختطاف وقتل أشخاص من أهالي كربلاء والأنبار مؤخراً على طريق كركوك.

وقالت القيادة في بيان إن "القوات الأمنية في قيادة عمليات بغداد فرقة المشاة الحادية عشر وباﻻشتراك مع استخبارات ومكافحة إرهاب بغداد تمكنت ووفق معلومات استخبارية دقيقة من إلقاء القبض على أحد منفذي جريمة خطف وقتل 6 مواطنين من أبناء كربلاء والرمادي التي حدثت مؤخراً على طريق كركوك".

وفي ظل هذه الجهوزية للقوات العسكرية العراقية وبدء عمليات التطهير الواسعة في مناطق تواجد فلول داعش يجب ان ننتظر بان تواجه هذه القوات عناصر داعش بقبضة حديدية خلال الايام والاسابيع القادمة خاصه في ضوء الدعم الشامل الذي تلقته هذه القوات من قبل المسوولين والساسه وابناء الشعب العراقي.

محمد الامين الجرجاني

6