الأمم المتحدة تحذّر من تدهور الأوضاع الإنسانية في فلسطين المحتلة

الأمم المتحدة تحذّر من تدهور الأوضاع الإنسانية في فلسطين المحتلة
السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٨ - ٠٩:٤١ بتوقيت غرينتش

أعرب خبير حقوقي بالأمم المتحدة عن قلقه إزاء تدهور أوضاع حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة، قائلاً إن التقارير التي تلقاها أثناء زيارته إلى المنطقة هذا الأسبوع رسمت صورة تُعدّ الأكثر قتامة للوضع على الأرض.

العالم - فلسطين 

وقال مايكل لينك مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة: بعد سنوات من ضم إسرائيل الفعلي التدريجي لأجزاء كبيرة من الضفة الغربية من خلال التوسع الإستيطاني وإنشاء مناطق عسكرية مغلقة وإجراءات أخرى، يبدو أن إسرائيل تقترب من سنّ تشريع سيضمّ أجزاءاً من الضفة الغربية رسمياً.

وأضاف لينك أن هذا بمثابة إنتهاك كبير للقانون الدولي، ويجب عدم تجاهل تأثير التوسع الإستيطاني المستمر على حقوق الإنسان. هذه هي زيارتي الثالثة للمنطقة منذ تولي مهامي عام 2016. إن التقارير التي تلقيتها هذا الأسبوع رسمت الصورة الأشد قتامة حتى الآن عن حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكان لينك قد سافر إلى العاصمة الأردنية عمان هذا الأسبوع للقاء ممثلي المجتمع المدني والأمم المتحدة والمسؤولين الحكوميين لجمع معلومات لتقريره المقبل الذي سيقدّمه إلى مجلس حقوق الإنسان الدولي، بعد أن منعته سلطات الإحتلال الإسرائيلي مجدداً من السفر إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وبحسب خبير حقوق الإنسان؛ يواجه الفلسطينيون في الضفة الغربية الإهانات اليومية وهم يمرون عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية ويواجهون إقتحامات ليلية لمنازلهم ولا يستطيعون بناء أو توسيع منازلهم لتطوير مجتمعاتهم بسبب النظام المعقد الذي يجعل الحصول على تصاريح البناء من السلطات الإسرائيلية شبه مستحيل.

وإستشهد لينك بوضع "خان الأحمر" وهو مجتمع بدوي بالقرب من القدس المحتلة يتعرض سكانه لخطر النقل القسري الوشيك بعد تأييد محكمة العدل العليا الإسرائيلية أمر هدم جميع المباني في المجتمع. وقال إن "سكانه يعيشون في بيئة قهرية قد تؤدي إلى نقلهم بشكل قسري ولا يعرفون أين قد ينتهي بهم المطاف في الأشهر المقبلة."

وعن الوضع في قطاع غزة المحاصر، حذّر الخبير الدولي من إستمراره في التدهور، مشدداً على أن أزمة الكهرباء على سبيل المثال لم يتمّ تخفيفها. وقال لينك: إن السكان محرومون من أبسط حقوقهم الأساسية بما في ذلك الحق في الصحة والتعليم، كما أنهم حًرموا مؤخراً من الحق في الحياة أثناء محاولتهم ممارسة حقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي." في إشارة إلى المظاهرات الأخيرة على طول السياج حيث قتلت قوات الإحتلال أكثر من مائة شخص وأصابت الآلاف من المتظاهرين الفلسطينيين.

كما أعرب المسؤول الأممي عن قلقه إزاء تأثير التخفيضات الكبيرة في تمويل الأونروا، مشيراً إلى دورها الحيوي في توفير الخدمات الصحية والحماية والتعليم وكذلك التوظيف في غزة والضفة الغربية.

وأعرب المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان كذلك عن قلقه حيال معلومات تلقاها هذا الأسبوع تشير إلى أن العديد من منظمات حقوق الإنسان والمدافعين عن الحقوق من إسرائيليين وفلسطينيين ودوليين على حد سواء، يواجهون هجمات متزايدة لا تستهدف نزع شرعيتهم فحسب، بل وأيضاً قدرتهم على العمل.

يشار إلى أن المقررين الخاصين والخبراء المستقلين يُعيّنون من قبل مجلس حقوق الإنسان في جنيف وهو جهة حكومية دولية مسؤولة عن تعزيز وحماية حقوق الإنسان حول العالم. ويُكلّف المقررون والخبراء بدراسة أوضاع حقوق الإنسان وتقديم تقارير عنها إلى مجلس حقوق الإنسان.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب شرفي، فلا يُعدّ أولئك الخبراء موظفين لدى الأمم المتحدة ولا يتقاضون أجراً عن عملهم.

214