هل ستحسم معركة تحرير درعا قريبا؟

هل ستحسم معركة تحرير درعا قريبا؟
السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٨ - ١٠:٢٤ بتوقيت غرينتش

خلال الايام القليلة الماضية رفعت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي مستوى التأهب في مرتفعات الجولان،فيما توجه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت إلى واشنطن لإجراء لقاء سريع مع نظيره الأمريكي لمناقشة استعداد الجبهة الداخلية لشن حرب في الشمال”، بحسب “هآرتس”.

العالم-سوريا

وفي هذه الاثتاء، أعلن الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، عن تحقيق "انتصار كبير" في جنوب سوريا، معتبرا أن هناك حالة انهيار وهزيمة للجماعات المسلحة في المنطقة.

ولكن  السؤال هو : هل نستطيع ان نعتبر هذه الاخبار بمثابة ارهاصات لانتهاء عملية تحرير درعا ؟

وربما تكون الاجابة للسؤال صعبة لحدما بسبب بعض الاحداث الجارية في الجنوب وعرقلة الجانب الغربي  وبالتحديد الاميركي امام الجهود لحسم الاوضاع ، الا ان العديد من بلدات ريف درعا تتجه نحو توقيع «تسويات» مع الجانب الحكومي، لتجنب سكانها تداعيات خيار الحسم العسكري، وتتيح المجال أمام «تسوية أوضاع» المسلحين الراغبين بذلك، وهو ما قد يعيد جزءاً كبيراً من المنطقة الجنوبية إلى يد القوات السورية من دون قتال.

ولم يكن اغتيال أعضاء لجان «المصالحات» في معظم بلدات الجنوب السوري من قبل بعض الفصائل المسلحة كافياً لتحييد هذا الخيار بالكامل. فمع تقدم الجيش السوري وسيطرته على اللجاة وبصر الحرير والحراك مؤخرا، وسط غياب لفاعلية الفصائل المسلحة وغرف عملياتها، بدأ عدد من أبرز بلدات ريف درعا، اتباع طريق المفاوضات لاجتراح تسويات محلية، تجنّب تلك البلدات وزر أي معارك مفترضة.

وحتى مساء أمس، دخلت وحدات الجيش بلدة إبطع، شمال درعا، فيما انسحب المسلحون من بلدتي طفس وداعل المجاورتين، تمهيداً لدخول الجيش وفق اتفاق مع لجان محلية من أهالي البلدتين. وفي الريف الشرقي، تستعد بلدات بصرى الشام وصماد وأم ولد والمسيفرة والجيزة والكرك والغارية الشرقية، إلى جانب صيدا والطيبة وأم المياذن ونصيب، للدخول في اتفاقات مماثلة، مع خروج وفود للتفاوض مع الجانبين الحكومي والروسي، من معظم تلك البلدات.

وعلى رغم أن التقدم العسكري على الأرض والتجاذبات الدولية والإقليمية، لعبت الدور المباشر في ترجيح كفة المصالحات، إلا أن اتفاقات «التسوية» التي عقدتها الحكومة مع عدد كبير من وجهاء تلك البلدات، من المقيمين خارجها، قبل أكثر من 3 أشهر، كان لها الأثر الأهم في حشد الأهالي خلف هذا الخيار، ومطالبتهم بانسحاب المسلحين من بلداتهم حين انطلاق العمليات العسكرية. ولا تزال بعض الفصائل، خصوصاً «جبهة النصرة» ومن يعمل معها على الأرض، تحاول شن هجمات على بعض المحاور القريبة من تلك البلدات، وهو ما من شأنه تأخير دخول قوات الجيش إليها. وفي موازاة تلك رجحان خيارات المصالحة، تحرك الجيش بعد تمهيد ناري استمر أياماً عدة، في محيط مدينة درعا الغربي، ليسيطر على مواقع عدة غرب المدينة، تكشف السهل الممتد نحو الحدود الأردنية، الذي يعد طريق الاتصال الوحيد بين الريفين الشرقي والغربي.

هذا التقدم سيتيح للجيش تعطيل حركة المسلحين ومنعهم من حشد قوات كبيرة على أي من الجبهات، بما يسرّع قطار المصالحات الذي انطلق وسوف يساهم دخول الجيش بلدات داعل وطفس، حين إتمام اتفاق التسوية، من قطع تواصل ريف درعا الغربي مع مناطق الريف الشمالي وامتداده نحو القنيطرة، ما يعزز فرص التسويات في تلك المنطقة أيضاً، على رغم الدعم الذي تتلقاه بعض الفصائل العاملة هناك من العدو الإسرائيلي.

وخلال العمليات العسكرية أمس، دخلت وحدات الجيش بلدات الحراك ورخم والصورة وعلما والمليحتين الغربية والشرقية شمال شرقي مدينة درعا، وبدأت عمليات التمشيط وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة. وفي إبطع، تجمع مئات من أهالي البلدة لاستقبال وحدات الجيش التي دخلت وفق اتفاق التسوية، كما سلّم العديد من المسلحين أسلحتهم إلى الجيش للبدء في عملية «تسوية أوضاعهم».