9/1/2011 د. فايز أبو شمالة fayez@palnet.com

الأحد ٠٩ يناير ٢٠١١ - ٠٦:٢١ بتوقيت غرينتش

أين فشل الموساد الإسرائيلي؟ اهتمت وسائل الإعلام العربية بتصريحات "مائير داغان" رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق، وتناقلت تصريحاته؛ حول القدرة النووية الإيرانية، وقدرة حزب الله، ونقلوا عن الرجل كل كلمة تفوه فيها عن نشاط الموساد الخارجي، ولطالما أبدى الجميع إعجابه بقدرة جهاز الموساد، والنشاط الفائض عن حدود كيان تأسس من عشرات السنين، وربما تمنت الكثير من الدول أن يكون لها جهاز قوي قادر فاعل مثل جهاز الموساد. ولكن الذي لم تنقله وسائل الإعلام العربية، ونقلته وسائل الإعلام العبرية؛ هو مصدر قوة الموساد؛ والذي يكمن في الكذب على الجميع، والصدق مع الذات، لذلك قال "داجان" في الحفل ا

أين فشل الموساد الإسرائيلي؟

اهتمت وسائل الإعلام العربية بتصريحات "مائير داغان" رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق، وتناقلت تصريحاته؛ حول القدرة النووية الإيرانية، وقدرة حزب الله، ونقلوا عن الرجل كل كلمة تفوه فيها عن نشاط الموساد الخارجي، ولطالما أبدى الجميع إعجابه بقدرة جهاز الموساد، والنشاط الفائض عن حدود كيان تأسس من عشرات السنين، وربما تمنت الكثير من الدول أن يكون لها جهاز قوي قادر فاعل مثل جهاز الموساد.

ولكن الذي لم تنقله وسائل الإعلام العربية، ونقلته وسائل الإعلام العبرية؛ هو مصدر قوة الموساد؛ والذي يكمن في الكذب على الجميع، والصدق مع الذات، لذلك قال "داجان" في الحفل الذي سلم فيه الأمانة لمن سيخلفه: لقد فشلنا في المواضع التالية:

فشلنا في معرفة مصير الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في معركة سلطان يعقوب في الجنوب اللبناني، وفشلنا في استعادة الطيار الإسرائيلي المفقود حتى يومنا هذا، وكان بإمكاننا استعادته بصفقة تبادل بعد عام من وقوعه في الأسر، وفشلنا في معرفة مصير الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط" لدى حركة حماس في قطاع غزة.

"مائير داغان" أعلن عن الفشل المعروف للجميع، والذي تناولته وسائل الإعلام سابقاً، ولكن رئيس الموساد همس في أذن وريثه عن جملة من الفشل الذي لم يعلن عنها، وترك من بعده عشرات التقارير والتوصيات التي تحذر من تكرار الفشل في مواضع أخرى، واكتفى بالإشارة العلنية إلى مصدر القوة، وهي أنه وجهاز الموساد بشر، يخطئون، ويفشلون، وأنهم ليسوا ملائكة، وأن مقومات النجاح هي الاعتراف بالخطأ، والفشل، والخسارة!.

وحتى يومنا هذا؛ لم يعلن أي مسئول فلسطيني عن فشله في صغيرة أو كبيرة، لذلك ترى تاريخ قيادتنا السياسية والأمنية والاقتصادية مجلل بالانتصارات على إسرائيل، بل أنهم يورثون الانتصار جيلاً بعد جيل، فالقوات الفلسطينية لم تهزم أبداً، بل أنها أذاقت إسرائيل الويل، ولم تمكنها من إقامة دولتها، ولم تسمح لها في توسيع مستوطناتها؟

"مائير دغان" الذي أسس مجد إسرائيل في التجسس على كل دول العالم، لا ينكر الفشل، أما القيادة الفلسطينية فما زالت تحتفل بانتصاراتها، وانطلاقاتها، ونضع باقات الزهور على مكاتبها، وتحيط بتحركهم السيارات المصفحة، فالقيادة الفلسطينية ملائكة، لا يخطئون، ولا يفشلون، ويعبرون بالشعب الفلسطيني من نصر إلى نصر، وإنها لثورة حتى النصر.