مفاوضات الجنوب السوري

مفاوضات الجنوب السوري
الثلاثاء ٠٣ يوليو ٢٠١٨ - ١٠:٥٩ بتوقيت غرينتش

كانت قد فشلت بداية هذا الاسبوع المفاوضات الرامية لانسحاب المسلحين من الجنوب السوري بمحافظة درعا بعد رفض فصائل المعارضة ما وصفته بالطلب "المذل" لهم بالاستسلام، وثم بعد يوم واحد عاد مسلحو "المعارضة" الى المفاوضات بوساطة اردنية وطلب قادة المسلحين التفاوض مع روسيا.

المسلحون يفشلون مفاوضات الروس بدرعا

قال متحدث باسم الجماعات المسلحة في درعا، يوم السبت 30/6/2018، أن الاجتماع مع الروس فى جنوب سوريا انتهى بالفشل، مشيرا إلى أن مسلحي الجنوب يرفضون المطالب الروسية بالاستسلام.

ونقلت رويترز يوم السبت الماضي عن "إبراهيم الجباوي" المتحدث باسم "الجيش السوري الحر" قوله إن "الاجتماع انتهى بالفشل. الروس لم يكونوا مستعدين لسماع مطالبنا وقدموا خيارا واحدا هو قبول شروطهم المذلة بالاستسلام، وهذا رُفض".

وكانت المحادثات توقفت السبت بعدما رفض ممثلون عن "الجيش السوري الحر" المعارض للنظام السوري طلب ضباط من الجيش الروسي لهم بالاستسلام، واعتبروا الطلب إهانة.

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، يوم السبت، جميع الأطراف إلى وقف فوري للأعمال القتالية في جنوب غربي سوريا.

وقالت هيئة الأمم المتحدة في بيان على موقعها : أن "الأمين العام قلق للغاية إزاء الهجوم العسكري في جنوب غربي سوريا وتزايد عدد الضحايا بين السكان، ​ويدعو إلى وقف فوري للعمليات القتالية".

كما دعا غوتيريش جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، واتفاق عام 2017 حول إنشاء منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري.

ولكن الطرفين عادا للمفاوضات يوم الأحد الماضي، بوساطة أردنية. واستأنفت المعارضة السورية المسلحة محادثاتها مع روسيا بهدف وقف القتال مع القوات الحكومية جنوب البلاد. وقال متحدث باسم المعارضة إن الأردن توسط في هذه المحادثات الجديدة.

وتهدف وساطة الأردن بين فصائل "الجيش السوري الحر" وروسيا إلى الوصول إلى اتفاق لوقف المعارك يحول دون اندلاع العنف على حدوده الشمالية.

وساطة اردنية تعيد "المعارضة" وقادة المسلحين يطلبون التفاوض مع روسيا

نقلت مواقع خبرية عن فصائل سورية مسلحة في الجنوب السوري أن الأردن سيقود مفاوضات بين المسلحين والجانب الروسي؛ لوقف إطلاق النار، وخلق تفاهمات حول منطقة الجنوب، من بينها معبر نصيب الحدودي.

وتأتي هذه المفاوضات عقب تحضيرات للجيش السوري وبدء عملية لطرد الارهابيين من جنوب البلاد، ونقل "عربي 21" عن  قائد فصيل مسلح في الجبهة الجنوبية (تحفظ على ذكر اسمه) "إن الأردن سألت الفصائل حول رغبتها ببدء مفاوضات مع الجانب الروسي"، وأكد المصدر أن "الفصائل انقسمت حول الموقف من المفاوضات بين ضد ومع، إلا أن المؤشرات تشير إلى الذهاب للمفاوضات"، دون خوض المصدر في تفاصيل المفاوضات.

وكان الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والبلدان الأفريقية، ميخائيل بوغدانوف، عبر عن أمل موسكو في بحث الوضع في سوريا مع مستشار الرئيس الأمريكي جون بولتون، وذكر ميخائيل بوغدانوف، الذي يشغل أيضا منصب نائب وزير الخارجية الروسي، أنه سيتم خلال المباحثات مع بولتون، والوقوف على العلاقات الثنائية والوضع الإقليمي وسوريا وفلسطين، وغير ذلك من قضايا.

وحول ما يشاع عن مباحثات ثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأردن حول الوضع في جنوب سوريا، قال إنه سيتم بحث جنوب سوريا على المستوى الثنائي في الوقت الراهن، وإن وزير الخارجية الأردني سيزور موسكو لهذا الغرض، وإن التنسيق مستمر بين الجانبين الآن لتحديد موعد الزيارة.

في وقت قالت فيه وزيرة الدولة لشؤون الإعلام، الناطق باسم الحكومة الأردنية، جمانة غنيمات، لـ”عربي21″، إن المملكة لن تتحمل تبعات التصعيد في الجنوب، ولن تستقبل المزيد من اللاجئين، وأضافت: “الأردن أدى دوره الإنساني كاملا نحو الأشقاء السوريين، ويتحمل ما هو فوق طاقته في استقبال اللاجئين وعنايتهم، ولَم يعد يستطيع تحمل المزيد من أعباء اللجوء في ظل انخفاض استجابة المجتمع الدولي في مساعدة الأردن على تغطية خطة الاستجابة للجوء السوري”، على حد قولها.

مباحثات أردنية-روسية لوقف إطلاق النار في الجنوب السوري

وقالت وكالة رويترز للانباء بأن وساطة اردنية اعادت روسيا والمعارضة السورية الى طاولة المفاوضات حول درعا يوم الاحد.

وكان ممثلو المعارضة من فصائل الجيش الحر في مدينة درعا قد رفضوا امس الاتفاق مع الجانب الروسي ووصفوه بـ "المذل".

وقال متحدث باسم جماعة من المعارضة السورية المسلحة، امس السبت، إن اجتماعا عقدته المعارضة مع الجانب الروسي في جنوب سوريا للتفاوض على اتفاق سلام مع النظام انتهى بالفشل، بعد رفض مطالب موسكو بالاستسلام.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي يوم الإثنين إن بلاده ستجري محادثات مع روسيا هذا الأسبوع بشأن وقف لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا وتخفيف وطأة الوضع الإنساني هناك.

واكد الصفدي، يوم الاثنين، خلال تصريح صحفي بعد لقائه بمنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في عمان، إن المباحثات الأردنية-الروسية في موسكو تتمحور حول وقف إطلاق النار في الجنوب السوري.

وقال الصفدي: "أتطلع لحديث صريح لبحث كيفية الوصول لوقف إطلاق النار بأسرع وقت"، مضيفا "أن الأردن منخرط مع جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، والعنف وتهجير الأبرياء من منازلهم".

واردف قائلا: استمرار العمل على تلبية احتياجات النازحين السوريين في الجنوب السوري وتنسيق واستمرار عمليات إيصال المساعدات عبر الحدود إليهم.

وأشار وزير الخارجية الأردني إلى أن زيارته إلى موسكو من أجل لقاء نظيره الروسي، سيرغي لافروف، وبحث كيفية وقف إطلاق مع الجانب الروسي وحماية المدنيين والنازحين حسب تعبيره.

وقال الصفدي : "مستمرون في تقديم المساعدات وننسق مع الأمم المتحدة لإيصالها وهناك عشرات الشاحنات على الحدود تنتظر الموافقات من الجانب السوري وهناك خطان لإيصال المساعدات تقوم الأمم المتحدة بالتنسيق مع الجانب السوري لإدخال المساعدات من خلالهما".

بيد ان الوساطة الاردنية التي دخلت على خط الاحداث المتدهورة في درعا، بعد 10 ايام من امتناع عمان عن اتخاذ أي خطوة علنية إزاء الأزمة، فسرت على انها محاولة الممكن للسيطرة على التداعيات الخطيرة على حدوده من آلاف النازحين وعشرات القذائف العشوائية، بعد تبدل مواقف دولية بشكل مفاجئ ساهمت في تفجر الأزمة على نحو غير محسوب.

الموقف الاردني اصبح استنادا الى هذه الخطوة يتمثل في تحقيق تهدئة تتيح اعادة الامور الى مسار المصالحات والحل السياسي الشامل للأزمة السورية، والذي نادى به منذ اندلاع الأزمة في العام 2011.

وبحسب ما قال الجيباوي لـ"الغد"، قإن الأردن هو من أعاد وفدي المعارضة السورية والروسي الى طاولة المفاوضة من اجل التوصل الى حل سياسي نهائي ينهي ازمة الجنوب السورية.

وقال الجيباوي ان كل قضايا الجنوب طرحت على الطاولة، بما فيها قضية فتح معبر نصيب  الحدودي مع الاردن.

بدء عملية تسليم المسلحين في "بصرى الشام" لأسلحتهم

وكانت المفاوضات بين المعارضة والوفد الروسي والتي عقدت في بلدة "بصرى الشام" في درعا يوم السبت قد فشلت، بعد ان قدم الوفد الروسي شروطا اعتبرها ممثلو الفصائل وثيقة استسلام مهينة.

وكان الوفد الروسي حمل إلى الاجتماع الأول شروطا "بتسليم الفصائل السلاح الثقيل والمتوسط، وتسليم معبر نصيب الحدودي، ودخول شرطة روسية وشرطة مدنية سورية فقط على الاراضي التي خارج سيطرة النظام، و يتم تسوية اوضاع للمطلوبين، ويسرح المنشقون او من يرغب العودة، ويؤجل المطلوبون لخدمة العلم لمدة سنة، وكل من يثبت عليه جريمة على ان تكون موثقة بتصوير يتم اعتقاله من الشرطة الروسية ومحاسبته اصولا".

كما تضمنت بنود الشروط انه "بعد 15 يوما تقريبا يتم تسليم السلاح الخفيف حين رفع أسماء التسوية، فيما يعود جميع الناس المطلوبين وغير مطلوبين على قراهم، و تهجير كل من لا يرغب بالتسوية او المصالحة".

وانطلقت عملية تسليم المسلحين في "بصرى الشام" لسلاحها الثقيل الى لجيش السوري بريف درعا الشرقي منذ يوم الاثنين ويتم اليوم الثلاثاء استكمال العملية، وذلك في سياق عملية المصالحة الجارية في المدينة.

ويأتي تسليم المسلحين في "بصرى الشام" لأسلحتهم بعد مرور أسبوعين على بدء الجيش عملية عسكرية ضد الفصائل المسلحة، التي تسيطر على ريف درعا، وتم خلالها استعادة العديد من القرى والبلدات، بينما انضمت عدة بلدات أخرى للمصالحات في الريفين الشمالي والشرقي، حيث قام المسلحون بتسليم سلاحهم للجيش السوري وتسوية أوضاعهم.

وتأتي هذه التطورات وسط جهود دولية لوقف إطلاق النار في الجنوب السوري، ومفاوضات بين ضباط روس وممثلين عن المعارضة المسلحة في الجنوب السوري بهدف تسليم المناطق، التي تقع تحت سيطرتهم، للجيش السوري ووقف القتال.

في غضون ذلك أعلنت الأمم المتحدة أن عدد النازحين السوريين، الذين اضطروا للفرار من منازلهم في جنوب غرب سوريا نتيجة تصاعد القتال هناك منذ أسبوعين، ارتفع إلى 270 ألف شخص.