"اسرائيل" تقر: اختراق حماس للهواتف المحمولة وحواسيب الجنود

الأربعاء ٠٤ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:٤٥ بتوقيت غرينتش

على الرغم من عدم تكافؤ الفرص والقوّة العسكريّة والإلكترونيّة بين دولة الإحتلال الإسرائيلي وبين المقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزة، على الرغم من ذلك، أقّر جيش الاحتلال أنّ حركة حماس تستخدم حسابات فيسبوك مزيفة لخداع 100 جنديّ وتحميل تطبيقات وهمية، وفي محاولةٍ لتقليل الأضرار قال الإعلام العبريّ، نقلاً عن مصادر عسكريّةٍ وأمنيّة، وصفها بأنّها مطلعّة جدًا على التحقيق، قال أنّ مسؤولي الإستخبارات العسكرية أكّدوا على أنّه لم يقع أيّ ضرر للأمن بعد سقوط الجنود لخداع حماس، لكنهم في المقابل أطلقوا حملةً جديدةً لتسليط الضوء على نقاط ضعف الهاتف المحمول.

العالم- مقالات

وتابعت المصادر قائلة: باشرت قوّات الاحتلال الإسرائيليّة بحملة مكثفة لتحذير جنودها من القراصنة الذين يحاولون تثبيت برامج التجسس على هواتفهم عبر تطبيق لكأس العالم واثنين من مواقع التعارف عبر الإنترنت، وأقّر جيش الاحتلال بأنّه تمّ خداع نحو 100 جندي للقيام بتنزيل تطبيق التجسس، رغم إصراره على أنّه لم يحدث أيّ ضررٍ لأمن "إسرائيل".

في السياق عينه، كتبت صحيفة (هآرتس) العبريّة، وعلى صدر صفحتها الأولى وبالبنط العريض، اليوم الأربعاء، كتبت إنّ اختراق حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) للحسابات الالكترونيّة والهواتف المحمولة لجنود وضباط من جيش الاحتلال تعتبر الموازية الرقميّة الالكترونيّة للطائرات الورقيّة الحارقة التي تسببت بحرق عشرات آلاف الدونمات في جنوب الدولة العبريّة، ملحقة أضرارا ماديّة بمئات ملايين الشواقل، علاوة على الأضرار النفسيّة لمستوطني ما يطلق عليه “غلاف غزّة”.

وتابعت الصحيفة الإسرائيليّة قائلة إن حملة التجسّس لتنظيم حماس حاز على تقدير كبير من جهات كبيرة تعنى بالحرب الالكترونيّة، حرب السيبير، وشكل خاصّ من كبار الشركات المختصّة في هذا المجال، لأنّها استطاعت استغلال البنية التحتيّة للشركات التكنولوجيّة العملاقة، مشدّدة في الوقت عينه، على أنّ الكشف عن القضية تؤكّد مرّة أخرى: لا يهم عدد الأسوار والجدران التي تقوم "إسرائيل" بتشييدها، لأنّه في نهاية المطاف سيتمكن هذا أو ذاك من فتح الأبواب أمام حصان طروادة، على حدّ وصف الكاتب عوديد يارون.

وقال الجيش إنّه كشف عن مؤامرة قامت بها حماس لها للتجسس على الجنود من خلال طلب الصداقة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثم إغواؤهم لتنزيل تطبيقات مزيفة قاموا بإنتاجها والتي تمنح حماس إمكانية الوصول إلى هواتفهم الذكية – لتشغّل كاميرات الهاتف وأجهزة التسجيل، والوصول إلى محتوى الهواتف.

وفي تصريح موجز للصحافيين في مقر الدفاع الوطنيّ في تل أبيب، قال مسؤولو المخابرات جيش الاحتلال إنّ عملية الخداع التي قام بها أعضاء من حركة حماس التي تدير قطاع غزة أخفقت في الإضرار بأمن "إسرائيل"، لكنّهم قالوا إنّ المحاولة أظهرت أنّ الحركة تبنّت أساليب جديدة منذ الكشف عن محاولة مماثلة في كانون الثاني (يناير) 2017.

وقال ضابط في شعبة الإستخبارات العسكريّة إنّ جهود حماس عبر شبكة الإنترنت للتجسس على الجنود كانت تطورا كبيرا مقارنة بمحاولات سابقة، حيث يمكّنهم السيطرة على محتويات الهاتف، أو الحصول على معلومات سرية أو الصور التي يمكن استخدامها لإبتزاز الجنود.

وشدّد الاحتلال على أن أول تطبيقين كانا يطلقان عليهما “غلانسلاف” و”وينكتشات”، من المفترض أنها تطبيقات للمواعدة، أما التطبيق الثالث، “غولدن كاب”، أو الكأس الذهبية، فكان مليئا بمعلومات عن كأس العالم 2018 في روسيا.

وتابع: استخدم المهاجمون هويات مسروقة لإنشاء صفحات وهمية مقنعة على الفيسبوك لشبابٍ إسرائيليين، مكتوبة بالعبرية بطلاقة ومرصعة باللغة العامية الحالية. ثم بدأوا التبادلات المتغزلة مع أهدافهم، قبل تشجيعهم على تنزيل التطبيقات.

وبحسب شعبة الإستخبارات العسكريّة (أمان)، قام المهاجمون بتحميل تطبيقاتهم الثلاثة على متجر غوغل، لجعلها تبدو مشروعة، وباستخدام المشاركة عبر الفيسبوك ورسائل الواتسآب، حثوا الشباب والشابات في الخدمة العسكرية الإلزامية لتحميل التطبيقات الضارة.

وبمجرد وصولها إلى هاتف المتلقي، قال الضباط، يمكن نقل الجهاز لالتقاط الصور الفوتوغرافية بشكل سريّ وإرسالها، والتنصت على المحادثات، ونسخ الملفات المخزنة والصور، ونقل تفاصيل الموقع، لكن في معظم الحالات، كما أكّدت الإستخبارات العسكريّة، لم يقم الجنود بتحميل التطبيقات وأخبروا رؤسائهم عن شكوكهم، وأضافت أن غوغل منذ ذلك الحين حذفت التطبيقات من متجرها، على حدّ قوله.

وزعمت شعبة الإستخبارات في جيش الاحتلال إنّه بفضل يقظة الجنود، انكشفت البنية التحتية الاستخباراتية لحماس قبل أن تتسبب في أضرار أمنية فعلية، على حد تعبيرها.

  • زهير أندراوس - رأي اليوم

208