زيارة المبعوث الأممي.. حوارات ومواقف

زيارة المبعوث الأممي.. حوارات ومواقف
الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٨ - ١٠:٠٣ بتوقيت غرينتش

زار مبعوث الأمم المتحدة لليمن، مارتن غريفيث، صنعاء في إطار جهوده للتوصل إلى اتفاق حول مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

العالم - تقارير

وقبیل اجراء لقاءات مع القادة اليمنيين في صنعاء اكد المتحدث باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام عن رفض حركته النقاش الجزئي بشأن الحديدة.

وقال عبدالسلام:  "موقفنا هو موقف واضح وصريح، ولا يمكن أن نقبل أي نقاش جزئي، لا في الحديدة ولا في غيرها، بالمطلق. والذي يجب على الأمم المتحدة أن تتحرك فيه بعد مرور ما يقارب 4 أعوام من هذا العدوان هو البحث عن حل سياسي. فالعالم يجمع أن الحل في اليمن هو سياسي، ولا يجوز أن يتحرك المبعوث إلى الحل العسكري وأن يذهب إلى الحديدة حيثما اتجه العدوان".

المتحدث باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام

وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى اليمني في صنعاء، مهدي المشاط، دعم جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، ومساعيه في التخفيف من الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب، وصولا إلى تحقيق السلام في اليمن.

وجرى خلال اللقاء مناقشة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة جراء تصعيد العدوان والحصار المفرض على الشعب اليمني للعام الرابع وجهود الأمم المتحدة والمنظمات التابعة للتخفيف من الأوضاع المتفاقمة.

وتطرق اللقاء إلى مساعي المبعوث الخاص للأمين العام للمتحدة الأخيرة وما يبذله من جهود في تجاه استئناف المفاوضات لإحلال السلام وإيقاف العدوان ورفع الحصار.

وفي اللقاء عبر الرئيس المشاط عن الشكر للمبعوث الأممي على الجهود التي يبذلها وتعاطيه الإيجابي واهتمامه بالدفع بالعملية السياسية بالرغم من العوائق الكثيرة التي يواجهها والمتمثلة في الشروط التي تطرحها الأطراف الداخلية والخارجية التي تستفيد من استمرار العدوان وترى فيه استمرارا لمصالحها غير عابئة بمعاناة الشعب اليمني.

وقال "لكننا نعول على ما نلمسه من عزيمة لدى المبعوث الأممي وعلى مواقف بعض الدول والمؤسسات الدولية التي بدأت تدرك المخاطر الكارثية في الجانب الإنساني على الشعب اليمني جراء استمرار العدوان وتصعيده الأخير في الساحل الغربي".

وعبر رئيس المجلس السياسي الأعلى عن أمله في أن لا ينزلق مارتن غريفيث إلى ما أنزلق إليه سلفه ولد الشيخ في إطالة الصراع تحت غطاء أممي.

وأشار إلى أهمية أن لا يؤمل المبعوث الأممي على الأطراف الداخلية المرتبطة بالعدوان لأنها مسلوبة القرار ويستخدمها الغزاة والمحتلين شماعة لتدمير اليمن وتحقيق أهدافهم فيه حتى لا تتكرر تجربة مفاوضات الكويت التي استخدمتها دول العدوان كفرصة للتحشيد نحو تصعيد جديد وليس للإصغاء لدعوات السلام مستغلة عدم تقديم رؤية واضحة وجادة للتفاوض.

وأكد الرئيس المشاط على أهمية أن تكون أطراف التفاوض هي الأطراف المعروفة على الساحة اليمنية لتجنب الدخول في متاهة جديدة من العراقيل التي لا تنتهي.

كما أكد دعم جهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ومساعيه الحميدة للتخفيف من الكارثة الإنسانية التي خلفها العدوان والحصار وصولا إلى تحقق سلام عادل ومشرف للشعب اليمني.

والتقي المبعوث الأممي قائد حركة أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي وعبر على دعمه وعلى المحادثات المثمرة التي أجراها معه.

وبشان مواضيع اللقاء قال عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله محمد البخيتي أن لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وقائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي تناول قضية الحل الشامل وليس فقط قضية الحديدة.

وأكد البخيتي في تصريح لقناة العالم أن الحديدة هي جزء من الحل الشامل كما بقية المحافظات، موضحا أن موقف الحركة بالنسبة لقضية ميناء الحديدة واضح.

وأضاف البخيتي أنه تم خلال اللقاء مناقشة المواضيع التي تم طرحها في السابق حول قضية الحل وكيفية الرقابة على ميناء الحديدة.

كما شدد البخيتي على أن: مواقف الحركة كانت ايجابية دائما وهذا ما لمسه المبعوث الأممي خلال زيارته الأخيرة الى صنعاء.

وقال مارتن غريفيث في مؤتمر صحفي قبل مغادرته صنعاء أنه قام خلال زيارته بعقد لقاءات مع حركة انصار الله وحزب المؤتمر الشعبي وتلقى رسائل إيجابية وبناءة وعبرت الاطراف عن أفكار ملموسة لتحقيق السلام.

وأكد أنه سيطلع مجلس الأمن على نتائج مباحثاته في صنعاء وعدن، كما أوضح انه مستمر خلال الأيام القادمة في المباحثات وسيلتقي بعبدربه منصور هادي كما سيقوم بجولة لبعض الدول.

وشدد غريفيث على مواصلة العمل مع جميع الاطراف لإيجاد حل يعيد الأمن والاستقرار في الحديدة ويخلق ظروفا ايجابية لعقد محادثات سلام من شأنها إنهاء الصراع في اليمن.

واعرب المبعوث الاممي بعد لقائه السيد عبد الملك الحوثي، عن شكره الجزيل له لدعمه مساعيه بشأن التسوية في اليمن، وقال إنه تلقى رسائل إيجابية وبناءة من كافة الأطراف.. ووصف غريفيث لقاءاته في صنعاء بالمثمرة والبناءة وإنه سيطلع مجلس الامن على نتائجِ محادثاته.

المؤشرات الإيجابية التي اعلنها المبعوث الأممي قبيل مغادرته لا تبدو كذلك لدى قيادات القوى اليمنية في ظل معلومات ان النقاشات تكثفت حول الآلية المفترضة لإشراف الأمم المتحدة على ميناء الحديدة ومطالبات القوى في صنعاءبحل سياسي شامل وغير مقتصر على إيقاف العمليات العسكرية في الحديدة فقط.

واستغرب الاطراف هنا من تجاهل غريفيث لطبيعة الانتهاكات المستمرة من قبل تحالف العدوان وآخرها جرائم طائراته باستهداف مدنيين وارتكاب مجازر في صعدة والحديدة خلال أيام زيارة المبعوث الأممي لصنعاء وعلى مرأى ومسمع منه.

و رحب رئيس المجلس السياسي الأعلى لليمن مهدي المشاط،، بأي دور روسي أو أوروبي لدعم الجهود الرامية للوصول لتسوية سياسية في اليمن عبر خلق قدر من التوازن في المواقف الدولية.

واكد المشاط أثناء لقائه رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن أنطونيا كالفو بويرتا في صنعاء، استعداد حركة انصار الله للتعامل بإيجابية كبيرة والترحيب بأي دور أوروبي أو روسي بخصوص دعم التسوية في اليمن، مضيفا أن ذلك سيخلق نوعا من التوازن في المواقف الدولية تجاه اليمن​​​.

وانتقد المشاط دور الأمم المتحدة في اليمن، وصرح بأن دور المنظمة الأممية تسيطر عليه دول بعينها ويسيره في اتجاه إطالة أمد الحرب من خلال عرقلة مساعي المبعوث الأممي لتضمن هذه الدول استمرار مصالحها، قائلا: "لقد شرحنا في لقاءاتنا الأخيرة بالمبعوث أنه لا يمكن أن نسمح باستمرار مثل هذا السلوك ولن يضطرونا لتكرار تجربة ولد الشيخ أحمد معه، فالتطويل وإضاعة الوقت سيؤدي في النهاية إلى إفشال مهمته".

ودعا المشاط الاتحاد الأوروبي إلى الضغط على الدول التي تشغل مصانع أسلحتها على حساب دماء اليمنيين لوقف دعمها.

من جهتها، أكدت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن أنطونيا كالفو بويرتا أن الاتحاد مهتم بشكل كبير بإيجاد حل في اليمن.

وقالت أنطونيا: "شرحنا في الأمم المتحدة خطورة التصعيد الحاصل بالقرب من ميناء الحديدة والكارثة الإنسانية التي سيخلفها على الشعب اليمني، وعبرنا عن دعمنا الكامل لدور الأمم المتحدة وأكدنا لمارتن غريفيث بأنه يمكنه الاستفادة من دعمنا له".

وأشارت كالفو بويرتا إلى أن الاتحاد الأوروبي كان على رأس الجهات التي تقدم مساعدات إنسانية لليمن في جميع الجوانب ويعمل مع الأمم المتحدة على رفع القيود عن مطار صنعاء وميناء الحديدة للسماح بتدفق السلع الضرورية وتدفق المساعدات الإنسانية لليمنيين وكذا تخصيص رحلات علاجية للمرضى ودعم علاجهم في الخارج.

اذا ان زيارة المبعوث الاممي الى صنعا اتاحت فرصة لكي تشرح القيادة اليمنية في صنعاء مواقفها بشان معالجة الازمة وانهاء العدوان السعودي حيث رحب بها غريفث وقال انه  تلقى رسائل إيجابية وبناءة من كافة الأطراف ويجب ان ننتطر ما ستتمخض عن لقاءاته مع الاطراف الاخرى المعنية بالازمة كي نحكم على هذه الحوارات بالفشل او النجاح.