هذا ما يمكن قراءته وراء اعلان الامارت الانسحاب من معركة الساحل الغربي

هذا ما يمكن قراءته وراء اعلان الامارت الانسحاب من معركة الساحل الغربي
الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٤٢ بتوقيت غرينتش

بالرغم من إدعاء الإمارات قدرتها على حسم معركة الساحل الغربي بشكل كامل في وقت قصير، من خلال السيطرة على المطار وميناء الحديدة الواقع على البحر الأحمر، فقد أعلنت أبوظبي إيقاف العمليات العسكرية بشكل مفاجئ ما أثار التساؤلات حول الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ مثل هذا القرار.

العالم - اليمن

إعلان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي قضى بإيقاف الحملة العسكرية بشكل مؤقت في مدينة الحديدة لم يُحمل على عاتق الجد لدى الجانب اليمني إذ اعتبرته حركة أنصار الله أن قرار إيقاف العمليات العسكرية المزعوم لم يأت حرصاً على الأوضاع الإنسانية بل انه ليس سوى مجرد محاولات محبطة من ابوظبي للتهرب من مسؤولياتها الدولية بفعل تسببها بتفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

وعلى إثر شيوع النبأ أكد الناطق الرسمي باسم أنصار الله محمد عبدالسلام، أن إعلان وقف العدوان يهدف إلى تضليل الرأي الدولي ولمحاولة عرقلة الجهود الأممية والتهرب من الاستحققات الانسانية الكبيرة المترتبة على الامارات لافتاً إلى إلى أن المعارك لم تتوقف في الساحل الغربي بالحديدة وضواحيها.

كما قال الناطق باسم حكومة الإنقاذ الوطني عبد السلام جابر، في تصريحات نقلتها عنه وكالة "سبأ" إن "إصدار هكذا تصريحات من قبل قيادات رسمية في دولة الامارات، يؤكد المؤكد أن ما يتعرض له اليمن هو غزو أجنبي وأن الأطراف المحلية المشاركة معه ليست سوى أدوات مأجورة للتغطية على حقيقة أطماع الغزاة". 
وتابع جابر ، قائلاً " ان التحالف العربي يظن أنه سيتمكن من احتلال محافظة الحديدة بين عشية وضحاها، وأوهم المجتمع الدولي أنها ستكون عملية خاطفة لن تستغرق سوى أيام قليلة".

واعتبر جابر ان "التحالف يحاول إعادة ترتيب صفوفه، وحشد قوات جديدة إلى الساحل الغربي بعد أن فقد ألوية عسكرية بكامل أفرادها وعتادها، لمحاولة الهجوم مرة أخرى على الحديدة".

خلاف بين هادي والإمارات

وقال مصدر في قيادة القوات المشتركة في العملية العسكرية لـ"عربي بوست"، إن توقف المعارك جاء إثر الخلاف الذي تصاعد بين الرئيس اليمني المستقيل عبدربه منصور هادي والإماراتيين.

وكان هادي اجتمع مع قيادات وزارة الدفاع في مدينة عدن (جنوباً)، بعد ساعات من إعلان قرقاش توقف العملية العسكرية في الساحل الغربي.

وظهر هادي في الاجتماع وهو يتوعد انصار الله، وقال إنه لن يقبل أي عملية سياسية إلا بعد انسحابهم من الحديدة ومينائها، وتنفيذ المرجعيات الثلاث المتوافق عليها دون انتقاء أو التفاف أو مماطلة.

ويُقصد بالمرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ونتائج الحوار الوطني اليمني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.

ووفق المصدر فإن الخلاف يكمن في أن هادي يريد الدفع بقوات الحماية الرئاسية -التي تدين له بالولاء- إلى مدينة الحديدة، للسيطرة عليها مع الميناء، بينما تريد الإمارات قوات مرتزقة موالية لها تسمِّي نفسها «المقاومة الوطنية»، أن تلعب ذلك الدور.

إقرار غير مباشر بالهزيمة

من جهتها رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن وقف العمليات يرجع إلى سببين جوهريين وهما عدم قدرة قوات التحالف على التقدم في ظل وجود ألغام بالقرب من ميناء الحديدة، وعجزها عن خوض غمار حرب المدن في البلد الذي مزقه الحرب الأمر الذي يتنافى مع تصريحات الوزير الإماراتي الذي قال أن انسحاب بلاده يهدف لإنقاذ مدينة الحديدة من كارثةٍ إنسانية محتملة بسبب الأوضاع هناك.

الصحافي والباحث السعودي فؤاد ابراهيم اعتبر أن “قرار الإمارات وقف العدوان على الحديدة بشكل مؤقت هو إقرار غير مباشر بالهزيمة في العمليات السابقة وخوفاً من هزيمة مماثلة أو أكبر في العمليات المزمع القيام بها”. وأضاف “مبروك للشعب اليمني ولجيشه ولجانه الشعبية”.

فيما رأى الناشط اليمني محمد بن روضان خولان أن "الإمارات حينما تستشعر القوة العسكرية تمضي قدماً في معركة الحديدة لكنها عندما تتكبد الخسائر تعلن إيقاف الحرب بشكل مؤقت، مؤكداً أن الجيش واللجان الشعبية مستمران بالحرب".

الناشط الإماراتي خليفة المازم قال أن "أكبر خطأ ارتكبته بلاده هو إعلانها عن أنها ستكسب معركة الحديدة بسهولة، غير أنها بعدما تعرضت لهزيمة مدوية قررت الادعاء بوقف العمليات العسكرية ولكنها في الواقع لن توقفها، بل ستواصل الهزائم النكراء بفضيحة أقل من سابقتها".

‏الصحافي السعودي حمزة الحسن من جانبه بيّن أن "الاعلان عن ايقاف الحرب أظهر الهزيمة العسكرية التي مُني بها ولي العهد الاماراتي محمد بن زايد ونظيره محمد بن سلمان مشيراً إلى إمكانيات أنصار الله العالية في استكمال الحرب على عكس قوات التحالف السعودي".

خوف الإمارات من تهديدات انصار الله

وقال الناشط والإعلامي الكويتي عبدالله محمد الصالح في تغريدة له عبر حسابه بتويتر تعليقا على إعلان الإمارات الرسمي انسحابها من معركة الساحل إن "إنسحاب الإمارت من معركة الحديدة بسبب خوفها من13 صاروخا بالستيا دفعه واحده مؤكداً إن خوف الإمارات من تهديدات انصار الله وراء سحب قواتها من الحديدة والتراجع عن المعركة التي اشتدت قبل أيام".

وأوضح الصالح إن ”السبب وراء إعلان الإمارات وقف غزوها لليمن، هو أن الرئيس الروسي أعلم بن زايد بأن “الحوثيين” باستطاعتهم قصف أبوظبي بقرابة 13 صاروخا في ضربة واحدة!.

ولفت الصالح إلى أن”قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية تمكنت من إلقاء القبض على أحد قادة مرتزقة بلاك ووتر من جنوب أفريقيا! وأخبرهم بكل أسرار الهجمات العسكرية!.. عرفتم الآن سبب فشل الامارات في اليمن!”.

قوات ضعيفة ومهزوزة

ويتهم المراقبون قوات هادي التي يقودها العميد طارق صالح، بدعم من قوات إماراتية، بأنها ضعيفة ومهزوزة، وليست على قدر كبير من القتالية رغم الدعم العسكري المقدم لها، وحتى الآن تتمركز مهمتها في تأمين المواقع التي تسيطر عليها قوات العمالقة في الساحل الغربي.

وفشلت مراراً في صدِّ هجمات انصار الله على المواقع المفترض تأمينها. وقوات العمالقة تتكون من 6 ألوية عسكرية، وهي تجمع للعسكريين ذوي التوجه السلفي، الذين يدينون بالولاء لهادي، وهي القوات التي تشكل رأس الحربة في الهجوم.

وتعوّل الإمارات حتى اللحظة على تقدم قوات العمالقة في الحديدة، ومن ثم تسليم المدينة ومينائها لقوات طارق، التي ستكون قادرة على فرض وجودها.

معركة الحديدة اندلعت في 13 يونيو الماضي، بين قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة والقوات الموالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي وقوات تحالف العدوان السعودي الاميركي من جهة أخرى.

ويعد ميناء الحديدة المنفذ الرئيسي لواردات شمال البلاد من المواد الغذائية والسلع والأدوية، فيما تسببت العمليات العسكرية التي يشنها تحالف العدوان في تفاقم الأزمة الإنسانية وتدهور النشاط كما أدت إلى مقتل المزيد من المدنيين ونزوح آخرين.