الهجرة عند ترامب ... حرية على وجه تمثال متحجر!!

الهجرة عند ترامب ... حرية على وجه تمثال متحجر!!
الجمعة ٠٦ يوليو ٢٠١٨ - ٠٢:٣٤ بتوقيت غرينتش

لم يمضِ كثيراً من الوقت على تسلم ترامب رئاسة الولايات المتحدة الامريكية، وأصدر الكثير من القرارات والقوانين التي تخص الحد من تواصل الهجرة لأمريكا. حيث ان ملف الهجرة الى أمريكا كان من أولى اهتمامات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب اثناء حملته الانتخابية التي وعد فيها بالقضاء على المهاجرين ومنع دخولهم الى الولايات المتحدة الامريكية.

العالم - تقارير 

في واقعة زعمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنتصارا كبيرا لنفسه !!وهو إصدار سلسلة من الأوامر التنفيذية لحظر اللاجئين والزائرين من عدة دول إسلامية،منها سوريا ،اليمن، ليبيا، إيران، الصومال، السودان،قالت"هيومن رايتس ووتش" في تقريرها العالمي 2018 إن السنة الأولى لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تميزت بانحدار حاد في جهود الحكومة لحماية وتعزيز حقوق الإنسان و تبنّت إدارة ترامب تغييرات في السياسات أضرّت باللاجئين والمهاجرين، وأدت إلى تقويض مساءلة الشرطة عن الإساءات وتدهور حقوق المرأة، بما يشمل الحصول على الخدمات الصحية الهامة.

في هذا التقرير الصادر في 643 صفحة، بنسخته الـ 28، تستعرض هيومن رايتس ووتش الممارسات الحقوقية في أكثر من 90 بلدا.

في مقالته الافتتاحية، كتب المدير التنفيذي كينيث روث أن القادة السياسيين الذين تحلّوا بالإرادة للدفاع عن مبادئ حقوق الإنسان أظهروا أن من الممكن الحد من الأجندات الشعبوية السلطوية. عندما تضافرت جهودهم مع تحركات الجماهير والفاعلين المتعددين، أثبتوا أن صعود الحكومات المناهضة للحقوق ليس حتميا.

وقالت أليسون باركر، مديرة برنامج الولايات المتحدة في هيومن رايتس ووتش: "عززت إدارة ترامب السياسات التي تعرّض الفئات الهشة إلى خطر متزايد، وتقوض الحماية الدستورية لحقوق الإنسان للجميع. غالبا ما يكون الأشخاص الأكثر عرضة للإساءات هم الأقل قدرة على الدفاع عن حقوقهم عبر المحاكم أو عبر العملية السياسية، وينبغي حمايتهم لا استهدافهم بسياسات مسيئة".

فإن تقاعس ترامب في رفض مجموعات الكراهية تسبب في تأجيج السلوك التمييزي والعنصري، والتخلي عن مسؤولياته كرئيس لدعم المبادئ الأساسية للمساواة وعدم التمييز وشجبه المتكرر للصحفيين على أنهم مخادعين ومنحازين ضده، بالإضافة للتعليقات ومقاطع الفيديو التي تسيء لهم، فأثارت مخاوف فورية بشأن تأثيرها المرعب على حرية التعبير  وجعلت منجميع المهاجرين القابلين للترحيل هدفا لها حيث سعت الإدارة إجراءات الترحيل التعسفية السريعة والمحاكمات الجنائية المتعلقة بجرائم الهجرة، وعمدت إلى زيادة الاحتجاز المطول للمهاجرين.

 لم یجف حبر القرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بتعليق استقبال المهاجرين لمدة أربعة أشهر، وتقييد دخول رعايا سبع دول إلى أمريكا حتى بدأت ردود الأفعال المُدينة لهذا القرار بالصدور تباعاً.

فقد أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حظر دخول اللاجئين ومواطني 7 دول الى أمريكا موجة من ردود الفعل التي نددت بالقرار.

ردود افعال منددة لقرار ترامب من قبل الشخصيات لدول اسلاميّة وعربيّة

العديد من الدول العربية والإسلاميّة انتقدت القرار، وتعهدت إيران بالرد بالمثل، كما أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف قائلا: 

"أن قرار الرئيس الأمريكي منع دخول مواطني سبع دول إسلامية، "هدية كبيرة للمتطرفين"، وأن "ما حصل يبرهن أن الادعاءات الأمريكية واهية، وأن العداوة مع طهران مستمرة".

 

من جانبه، أكدت وزير الخارجية الإندونيسية، ريتنو مرسودي حيث قال :   

 أن إندونيسيا، التي تقطنها أغلبية مسلمة، تأسف بشدة لخطط الرئيس ترامب بـ"التدقيق الشديد" في الناس القادمين من دول ذات أغلبية مسلمة ويرغبون في دخول أمريكا، تماشيا مع الأمر التنفيذي الجديد المتعلق بالهجرة.

وفي حين اعتبر رئيس الحكومة التركية، بن علي يلدريم

أن أزمة اللاجئين لن تحل "عبر إقامة الجدران".

وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان العراقي ريناس جانو:

 "إن نوابا عراقيين طالبوا البرلمان بمناقشة قيود السفر التي فرضتها الولايات المتحدة".

 الدول الغربية أدانت قرار ترامب 

سارعت العديد من الدول الغربية لإدانة قرار ترامب بأقسى العبارات، ففي حين حذّر الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، نظيره الأميركي من "الانطواء على الذات"، ودعاه إلى "احترام" مبدأ استقبال اللاجئين.

عارضت المستشارة  الألمانية، أنجيلا ميركل،أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنع دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى الولايات المتحدة، واصفة إياه بـ"الخاطئ".

 وقال ستيفن زايبرت، المتحدث باسم ميركل، إن الأخيرة "تعتقد أن قرار الإدارة الأمريكية بحظر دخول مواطني بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، إلى بلادها خاطئ".

في السياق، قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إنها لا تتفق مع "هذا النوع من النهج".وتعرضت ماي لانتقادات من مشرعين في حزبها لعدم إدانتها لقرار ترامب. وقالت متحدثة باسم ماي: "سياسة الهجرة في أمريكا أمر يرجع لحكومة الولايات المتحدة، تماما مثل سياسة الهجرة لهذا البلد ينبغي أن تضعها حكومتنا". وأضافت: "لكننا لا نتفق مع هذا النوع من النهج، وليس هو ما ننتهجه. ندرس هذا الأمر التنفيذي الجديد لنرى ما يعنيه وما الآثار القانونية، لا سيما العواقب على مواطني المملكة المتحدة".

وزيرة خارجية السويد، مارغوت فالستروم، وبعد حالة التخبط في المطارات ، دعت في وقت متأخر من مساء أمس السبت، إلى رفض خطوات ترامب حول سياسة الهجرة التي ينتهجها، وكتبت على صفحتها الرسمية على "تويتر" معبرة عن "القلق" بعدم السماح لأناس من دول معينة بدخول البلد، معتبرة أن ذلك "يخلق عدم ثقة بين البشر".

على صعيد متّصل، وفي حين، ذهب وزير خارجية الدنمارك ، أندرس صموئيلسين، إلى اعتبار خطوة ترامب "غير ذكية"، وكتب صباح اليوم على صفحتيه الرسميتين على وسائل التواصل أنه " قرار ترامب بشأن مجموعات بشرية، بمنعها جماعيا من بلدان معينة، لا يحمل أي حكمة.. فالحكم على الناس يجب أن يظل فرديا ".

 رد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، على طريقة ترامب بطريقة أخرى حيث كتب على حسابه على "تويتر" قائلا: "إلى أولئك الفارين من الاضطهاد والإرهاب والحرب.. الكنديون سيرحبون بكم بغض النظر عن عقيدتكم. قوتنا في تنوعنا.. مرحبا بكم في كندا".

ردات فعل كثيرة لقرار ترامب، تناولتها الصحف العالمية: 

الاندبندنت: غضب واحتقان يجتاحان العالم

قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية اليوم الأحد في تقرير للكاتب اندريو بونكومبي: إن الحظر الذي أعلنه دونالد ترامب على اللاجئين الذين يدخلون أمريكا تسبب بحالة من الفوضى والارتباك والغضب في جميع أنحاء العالم، حيث تمّ إعادة بعض الأشخاص من رحلات كانت متجهة إلى أمريكا بينما اعتقل آخرون لدى وصولهم إلى المطارات الأمريكية.

وعلقت الصحيفة على الإجراء الذي قام به ترامب بشكل تهكمي بالقول (لقد نفى السيد ترامب الإجراء التنفيذي الذي شرّعه قانوناً لحظر المسلمين)، لكنه قال: (هذا يعمل على نحو جيد للغاية).

ونقلت الصحيفة البريطانية عن بيتسي فيشر الذي يعمل في مشروع المساعدة الدولية للاجئين قوله "هذا إعلان خيانة للقيم الأمريكية التي هي في الأساس كان يجب أن ترحب بأولئك المهاجرين، برنامج الولايات المتحدة للاجئين ضروري للعلاقات الخارجية الأمريكية والأمن القومي، والتخلي عن اللاجئين يعني التخلي عن قيادة الإنسانية الأمريكية ".

الغارديان: مطارات أمريكا على خط المواجهة بعد حظر السفر وانتشار الفوضى والاحتجاجات

أما صحيفة الغارديان البريطانية فقد قالت في مقال تحليلي لها نشر اليوم الأحد أن اثنين من أعضاء الكونغرس من الديمقراطيين، وهما جيري نادلر ونيديا فيلاسكيز، قد انخرطا في الاحتجاجات في أحد المطارات الأمريكية وذلك احتجاجاً على قرار ترامب الأخير، وهو مطار كينيدي، حيث تجمع المتظاهرون في ما لا يقل عن 10 مطارات رئيسية أخرى، بما في ذلك دالاس، مطار لوس انجليس وسان فرانسيسكو ودنفر وفيلادلفيا.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن المسافرين الذين لديهم جنسية مزدوجة بين بلدين وهم على اللائحة يمنعون أيضاً من دخول الولايات المتحدة لمدة 90 يوماً، حيث إن القرار يوفر إعطاء الأولوية للأقليات الدينية في تلك البلدان الإسلامية، وقال ترامب: إن الولايات المتحدة في المستقبل ستمنح أولوية الدخول للاجئين المسيحيين.

وفي سياق آخر نقلت الصحيفة عن حاكم ولاية نيويورك اندرو كومو أن الآلاف من الأشخاص تجمّعوا في مطار كينيدي، وهم يهتفون "اسمح لهم بالدخول"، وسائقو سيارات الأجرة نظموا تجمعاً هناك معلنين رفضهم لقرار ترامب حيث تابع كومو قوله للغارديان "أنا لا أعتقد أنني كنت سأرى اليوم اللاجئين الذين فروا من البلدان التي مزقتها الحروب بحثاً عن حياة أفضل في أمريكا بهذا الحال، نحن أمة من الجسور، ولكن للأسف بعد قرار ترامب أمسينا أمة من الجدران".

الاوبزرفر: احتقان عالمي بعد حظر دونالد ترامب المهاجرين

أما موقع الاوبزرفر الشهير فقد قال: إن قرار ترامب قد أثار سلسلة من ردات الفعل الغاضبة والأليمة في جميع أنحاء العالم حيث منع اللاجئين والمهاجرين من ركوب الطائرة إلى الولايات المتحدة.
ونقل الاوبزرفر عن سارة ولاستون، رئيسة لجنة مختارة الصحة العمومية أن ترامب يجب عليه عدم دعوتهم للتصدي لمجلس البرلمان وقالت إن "أولئك الذين يرغبون في أن يتودد لهم" ينبغي عليهم أن يفعلوا ذلك في مكان آخر .

التيلغراف القرار يشمل البريطانيين

وقالت هذا الصحيفة: إن قرار ترامب الجائر سيحظر المواطنين البريطانيين من السفر إلى أمريكا على جوازات السفر التي يمتلكونها إذا كان لديهم جنسية مزدوجة مع البلدان المستهدفة

تروث اوت: لقرار ترامب تبعات خطيرة

أما موقع تروث اوت فقد قال: إنه وبالإضافة إلى التعبير عن المخاوف التي ستستهدف المسلمين، فإن هناك الكثير من المظاهر التنفيذية التي ستنتج عن قرار ترامب حيث يعتبر قراره بأنه قد وضع الأساس القانوني لسياسة الهجرة، والذي يعد بأن يكون أكثر قرار معادٍ للمهاجرين في الذاكرة الحديثة، وهناك أمر آخر سينتج عن قراره وهو البدأ بعملية توسيع جدار الحدود الجنوبية، وهذا كله قد يمهد الطريق لفرض حظر محتمل على الأموال الفيدرالية في البلاد.

وورلد سوشاليست بعد أقل من أسبوع واحد على إدارة ترامب الآلاف يتظاهرون في البلاد

أما هذا الموقع فقد قال: إنه وبعد أسبوع واحد من تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، فإن الإجراءات والأوامر الصادرة عن الحكومة الجديدة الخاصة به توضح أن الطبقة العاملة يمكن أن تتوقع الأسوأ من السنوات الأربع القادمة، وهنا سنشهد تظاهرات بالآلاف ضدّ ترامب.

وتابع الموقع بالقول: إنه وفي قلب جدول ترامب " أمريكا أولاً " هو تصعيد كبير للعنف العسكري، وهذا ما يتجسد في حفل أداء اليمين الدستورية في يوم الجمعة لتعيينه الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس وزيراً للدفاع، وقع ترامب أمراً تنفيذياً "إعادة بناء الجيش" ، وترتيب آخر يوجه ماتيس لإعداد سياسة ترقية الترسانة النووية الأمريكية والاستعداد لصراع مع "المنافسين القريبين"، وهو مصطلح يشير عادة إلى الصين وروسيا، وبدأ هذه القرارات جميعاً يتجلى بالقرار الأول وهو منع دخول المسلمين من سبع دول.

احتجاجات أمريكيّة على قرار رئيس بلادها

و تجمع مئات الأمريكيين المحتجين أمام مطار جون كينيدي وكذلك أمام المحكمة الاتحادية في بروكلين بنيويورك للتظاهر ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الهجرة.

وعبر المحتجون، في بروكلين، عن فرحتهم بقرار المحكمة الاتحادية التي قررت منع ترحيل الأشخاص الذين سيشملهم قرار ترامب بشأن الهجرة. ورفعوا شعارات، مثل: "كلنا مهاجرون"، "مرحبا باللاجئين".

كذلك تجمع المئات أمام مطار "جون كينيدي" احتجاجا على سياسة الهجرة التي أعلنها ترامب.

كذلك، استنكر مدراء شركات أمريكية قرار الرئيس دونالد ترامب، بشأن اللاجئين، محذرين من آثاره على الاقتصاد الأمريكي.

ومن "أبل"، و"غوغل"، و"فيس بوك"، إلى "مايكروسوفت" وغيرها من شركات وادي السيليكون، كان الموقف واحدا، وهو أن الحد من الهجرة يضر بالموظفين وبالابتكار.

من جانبه، أعرب مؤسس موقع فيسبوك، مارك زوكربيرغ، عن غضبه من القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة.

وفي وقت سابق طلبت غوغل من موظفيها المسافرين خارج أمريكا العودة إلى أمريكا في أسرع فرصة ممكنة قبل بدء تطبيق القرار التنفيذي لترامب.

تمثال الحرية الشهير ، هو رمز لحرية متحجرة في امريكا !!

وجه الادعاء العام في مدينة منهاتن الأمريكية، اتهاما ضد ناشطة أمضت عدة ساعات على قاعدة تمثال الحرية، احتجاجا على سياسة فصل المهاجرين غير الشرعيين عن أطفالهم عند الحدود الأمريكية.

وذكرت صحيفة "نيويورك بوست"، أن باتريشيا أوكومو، وجهت لها تهم بـ"التسلل غير القانوني" ، و"التدخل في أنشطة مؤسسة الدولة" و"انتهاك النظام"، وقد تعاقب في حال ثبتت عليها التهم، بالسجن سنة ونصف السنة.

وأشارت الصحيفة أن أوكوهوما، لم تعترف بالذنب أثناء عرضها على المحكمة.

وكانت شرطة نيويورك، ألقت القبض على أوكوهوما، عقب تسلقها قاعدة تمثال "الحرية" الشهير احتجاجا على سياسة ترامب الخاصة بالمهاجرين.

وصعدت المرأة قاعدة التمثال حاملة قميصا كتب عليه "انهضوا وقاوموا"، وأخبرت الشرطة أنها لن تنزل إلى أن يتم لمّ شمل عائلات المهاجرين المنفصلين بسبب سياسة الإدارة الأمريكية الحالية.

وأخلت الشرطة الجزيرة التي يقع فيها التمثال في مدينة نيويورك، قبل بضع ساعات من الموعد المقرر لبدء عروض ألعاب نارية، احتفالا بيوم الاستقلال في الولايات المتحدة!!.

ف- رفيعيان