الجريمة تغتال براءة الأطفال...

ليلى.. حتى اردوغان يتدخل في قضيتها!

ليلى.. حتى اردوغان يتدخل في قضيتها!
الجمعة ٠٦ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٥٥ بتوقيت غرينتش

إنها صرخة عالية تمتزج بأنَّات الألم والقهر مع كل التفاصيل المأساوية التي اطلعنا عليها مباشرة من مصادرها وضحاياها دون وسيط! ليست دعوة إلى التجرد من حبال الثقة، والتذرع بالشك والريبة في كل من حولنا، وإنما هي رسالة مفتوحة، تنبه وتحذر من كل صور وأشكال الإهمال أينما كان، وأينما وجد، إنها صرخة جادة لتبني ثقافة فاعلة ورؤى موضوعية تحقق حالة من الوعي الناضج للحد من كل مظاهر الإساءة والتعدي على الأطفال.

العالم - تقارير 

القانون يُعد بحق علامة تشريعية أخلاقية وإنسانية وحضارية فارقة، ويؤصل لإرساء كافة الحقوق المشروعة لجميع الأطفال دون تمييز، ويرسخ حقهم في الحياة الآمنة، والبيئة المستقرة، الرعاية الكريمة، والحماية من كافة أشكال وصور الإساءة النفسية والجسدية.

 ولكن حلقة مفقودة!...

يبدو أن هُناك حلقة مفقودة تحول دون ترجمة «إرادة» تنفيذ الرؤى الحكيمة لأية قرارات تشريعية، وآلية تنفيذ كل ما يجب فعله للتصدي ومنع أية مظاهر سلبية للإساءة النفسية والمعنوية والجسدية للأبرياء الصغار وبصفة خاصة ما يأخذ منها شكل التحرش أو الاعتداء الجسدي والجنسي،.

فإذا كانت الجهود الرسمية والحكومية والقوانين والتشريعات رادعة وتحظى بدعم واهتمام وغطاء إنساني غير مسبوق، والوالدان لا يترددان في عمل كل ما يحمي طفلهما من أي أذى، إلى جانب تصاعد الوعي المجتمعي بأهمية تحقيق أفضل صور الحماية النفسية والجسدية للطفل، فما الذي يحول دون تحقيق ذلك على أرض الواقع؟

وإذا كانت التدابير الإجرائية «الاحترازية» اللازمة لتلك الحماية متحققة، فما الذي يحول دون تحصن الطفل بمقومات هذه الحماية؟

هناك حاجة ماسة وتطلع نحو إيجاد ثقافة وقائية تصبح جزءاً مكوناً من ثقافة المجتمع بأسره، حتى ينشأ الطفل في مناخ اجتماعي وصحي وإنساني آمن.

هناك أرقام مخيفة...

تؤكد «الإحصاءات الدولية لليونيسيف» في مسوحاتها المتخصصة في بلدان العالم كافة، أن هناك 80% من الأطفال الذين يتعرَّضون للاعتداء أو الإهمال أو الإساءة البدنية والتحرش والاغتصاب الجنسي.

إنما يتم من قبل أقارب أو أشخاص مقربين من الأسرة أو يعملون في خدمتها أو ممن يوثق بهم، وأن 89% من حالات الضحايا، هم أطفال في مرحلة مبكرة «ما قبل ثماني سنوات»!

ويتسبب الإهمال الأسري فقط في وقوع الضرر بنسبة 54% من تلك الحالات التي تتوزع ما بين 22% عنف جسدي، و8% عنف جنسي، و4% سوء المعاملة العاطفية، و12% أشكال أخرى من سوء المعاملة، في الوقت الذي تتسبب فيه سوء المعاملة وحدها في وفاة 60 إلى 85% من إجمالي حالات الوفاة التي لا يتم تسجيلها في شهادات الوفاة، بحسب «اللجنة الوطنية الأميركية لمنع إساءة معاملة الطفل».

محلياً، تشير إحصاءات شرطة دبي خلال 2012 إلى تسجيل 63 بلاغاً جنائياً لمظاهر اعتداء على الأطفال والأحداث ،10 ضحايا،23 متهماً، و 19 بلاغ هتك عرض بالإكراه، تعرَّض لها 19 ضحية، وتورَّط فيها 20 متهماً، وتراوحت أعمار الضحايا بين 6 و10 سنوات، و22 ضحية تراوحت أعمارهم بين 11 و15 عاماً.

حقائق منها تنزل الرؤوس خجلا واستحياءا لمن يعنيه الأمر ولا يعاني ...

أثارت جريمة اغتصاب طفلة باكستانية في السابعة من عمرها ومقتلها مؤخراً، ردود فعل غاضبة في باكستان ومن شخصيات معروفة.

حيث اختفت الطفلة التي تدعى "زينب أنصاري" أثناء ذهابها إلى منزل مجاور لبيتها (في إقليم البنجاب الباكستاني) لتلقي دروسا في القرآن، بينما كان والداها يؤديان العمرة في السعودية.

ولكن عثر على جثة  الطفلة زينب ، في صندوق للقمامة،وقالت السلطات إنها اختطفت واغتصبت وقتلت.

وأثارت هذه الجريمة المروعة غضباً شعبياً واسع النطاق في باكستان. وأدان نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي الحكومة لفشلها في إلقاء القبض على أولئك المتورطين في الجريمة.

لا تقتصر حالات التعدي والتحرش الجنسي بالأطفال على مجتمع بعينه، وتشير الدراسات المعنية إلى أن تشابها كبيراً، وقواسم مشتركة بين أشكال التعدي، والجرائم التي ترتكب بحق الطفولة، والظروف البيئية لمسرح تلك الجرائم في كل انحاء العالم .

ابن العم

طفلة أخرى اصطحبتها أمها، وهي منهارة تماماً إلى عيادة الطبيبة المختصة، التي حاولت أن تفهم منها طبيعة الاعتداء الذي وقع على الطفلة البالغة من العمر عشر سنوات، وقد تعرضت لبعض التهتكات في مناطق من جسدها النحيل.

وقالت الأم التي رفضت إبلاغ السلطات المختصة تجنباً للفضيحة: «إن المعتدي للأسف ابن عم الطفلة (33 عاماً) الذي كان عادة ما يصر على تقبيل كل أطفال العائلة بنات أو بنين متظاهراً بحبه للأطفال، وكان عادة ما يهتم بتوزيع الهدايا والحلويات عليهم، بل كان يغضب عندما تمنع أي أم طفلها أو طفلتها من تقبل هداياه أو الابتعاد عنه،وأخيراً كانت الصدمة المريرة بأن اعتدى على ابنتها في سيارته الخاصة.

عبث الخادمة

احتارت الأسرة في القلق والتوتر والشحوب وعدم نوم الصبي البالغ من العمر 13 سنة، وتدني مستواه الدراسي، وشروده الدائم في الصف، ولاحظت الأم أن الطفل يقضي بعضاً من وقته على غير العادة في غرفة الخادمة.

وعندما سألتها الأم، تعللت بأنها تساعده في كتابة ونطق بعض الكلمات الانجليزية، وارتاحت الأم لذلك في أول الأمر، لكن مع تكرار ذلك، رجعت من عملها في غير موعدها لتجد الخادمة في وضع مخلٍ للغاية مع طفلها، فتعقد لسانها، وعجز عن الكلام، ولم تهدأ إلا بعد أن اطمأنت لترحيل الخادمة إلى بلادها.

السائق

جريمة مدوية أخرى، نتيجة التفكك والانهيار الأسري بالطلاق بسبب مغامرات الأب خارج حدود بيت الزوجية، واحتفاظه بحضانة ابنته الكبري البالغة من العمر 12 سنة، ولم يكن لديه متسع من الوقت لتوصيلها وإحضارها من المدرسة ومن ثم أوكل الأمر لسائقه الآسيوي.

وبعد فترة قصيرة هربت الفتاة إلى حيث تقيم والدتها، وقد أصابها الذعر والهلع، وعرفت منها أن السائق دأب على العبث بجسدها البريء، ويزعم أنه يلاطفها ويمزح معها.

إلا أنه أقدم على جريمته، وأراد تنفيذها ، لكن الفتاة الصغيرة استطاعت أن تفلت منه بأعجوبة، وتنهار نفسياً، لتصطحبها إلى أقرب طبيب نفسي متخصص يعالجها من الهلع والخوف والكوابيس والأرق.

عامل الحديقة

ومن قضايا الاعتداءات الشهيرة على الأطفال في أبوظبي، تلك التي نظرتها محكمة جنايات أبوظبي في نهاية ديسمبر 2012. قضية اتهام آسيوي بهتك عرض طفلة عمرها أربع سنوات أثناء وجودها في المنطقة المخصصة للعب الأطفال في إحدى الحدائق العامة.

عامل النظافة

وفي قضية أخرى، اعتدى عامل نظافة على طفل عمره 5 سنوات، بعد الانتهاء من أعمال تنظيف منزل أسرة الطفل، حيث ظل واقفاً في المنطقة القريبة من المنزل مترقباً ضحيته حتى تمكن من الاعتداء عليه، ليلاحظ والد الطفل في اليوم ذاته تغيرات وارتباكات في سلوك الطفل، وحيث ظهرت عليه علامات الخوف غير المبرر، فسأله عن سبب ذلك، فأخبره بأن عامل النظافة اعتدى عليه، وفهم منه تفاصيل الواقعة، وسارع إلى إبلاغ الجهات المختصة. 

وأخيرا وليس آخرا مع الأسف ... بسبب اهمال المختصين والمسئولين عن  المجتمع !...

هذه تفاصيل الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها ليلى ذات العيون الزرقاء، وتعاطف معها المشاهير الأتراك!.

لا زال التحقيق مستمراً مع المشتبه بهم في حادثة خطف الطفلة ليلى ذات العيون الزرقاء التي هزّت قصتها تركيا، بعد أن وُجِدت جثتها عارية وملقاة على النهر.

تلقى والد الطفلة ليلى العديد من التعازي والاتصالات المساندة له من جميع وزراء الدولة، كما اتصل به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وعده باهتمامه شخصياً بالقضية وسيتم العثور على المجرم ومعاقبته.

وفي حديث الرئيس أردوغان لوالد الطفلة قال له:

«أخي لا تقلق، سيتم عمل ما يتطلبه الأمر، أنا أتابع القضية، بإذن الله سنجد الفاعلين، لقد تم إعطاء جميع التعليمات اللازمة، لدينا أمل بأننا سنجد الجاني».

وعلق والد الضحية نهاد آي دمير على اتصال الطيب أردوغان، كما جاء في صحيفة حرييت:

«لقد وعدنا رئيس الجمهورية ونحن نثق بوعده، سيجدون الذي قام بهذا الفعل».

وفي يوم الإثنين 2 يوليو/تموز 2017، بعد 18 يوماً من اختفاء ليلى، كانت الفاجعة؛ وجد أحد القرويين جثة ليلى ملقاةً على بُعد ما يقارب كيلومترين من منزل عائلتها، في منطقة كانت القوات قد بحثت فيها وأعادت البحث.

وسارع الرجل الى إبلاغ السلطات التي أسرعت إلى المكان وأغلقت جميع مخارج القرية ومداخلها؛ للتحقيق مع الجميع، كما نُقلت الجثة إلى المشرحة.

وتداولت الصحف العديد من الشائعات عن تعرُّض الطفلة للاغتصاب قبل وفاتها، لكن نتائج تشريح الجثة لم تثبت ذلك.

فبعد التشريح، صرّح والي آغري، سليمان البان، بأن جثة الطفلة لم تتعرض لأي اعتداء أو اغتصاب، وأنه لا توجد أي علامات للضرب بجسدها، وأن ما على جسدها من آثار هو بسبب حروق أشعة الشمس.

وأضاف أنه بناءً على نتائج التشريح تبيَّن أن الطفلة توفيت بعد 8-10 أيام من اختفائها؛ بسبب العطش والجوع.

حيث تم اختطافها ووضعها في مكان مغلق، ولم يتم إطعامها حتى توفيت؛ ومن ثم تم إلقاؤها بالنهر. وتداولت شائعات عديدة على السوشيال ميديا بأن الفاعل هو عمها أخو والدها.

إلا أن أسرتها قابلت هذه الشائعات بحزن وغضب شديد مهددة بأنها سترفع دعوى ضد من ينشر مثل هذه الأخبار.

والجرائم ستستمر اذا ...

ف_ رفيعيان