عام على تحرير الموصل من "داعش"

عام على تحرير الموصل من
الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٨ - ٠٩:٥٤ بتوقيت غرينتش

أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي في مثل هذا اليوم من العام الماضي عن تحرير مدينة الموصل بالكامل من عناصر تنظيم داعش، وبدأت القوات العراقية في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2016، بحملة استعادة المدينة بمشاركة نحو 100 ألف من القوات العراقية وقوات البيشمركة والحشد الشعبي.

العالم - العراق

مدينة موصل

تعتبر مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان، سيطر عليها "داعش" في يونيو 2014، في معركة خاضها مع الجيش العراقي طالت يومان فقط، أعلن بعدها أبو بكر البغدادي إقامة "دولة الخلافة" في جامع الموصل الكبير والتي تشمل أراضي واسعة من سوريا والعراق متخذا من الموصل عاصمة لهذا التنظيم الارهابي، وبعد العديد من المعارك في مختلف أنحاء العراق ظلت الموصل أخر معقل مهم وكبير ورئيسي لداعش في العراق.

عام على تحرير.. ولا تزال الموصل ترزح تحت الأنقاض

مضى عام على تحرير مدينة الموصل من طغيان تنظيم "داعش"، وقد عاد غالبية السكان وتضم المدينة الكثير من عوامل الجذب، سوق مليء بالناس والمتاجر مفتوحة والسكان يقضون أوقاتهم خارج المنزل حتى وقت متأخر أثناء الليل، وهو ما لم يكن بمقدورهم القيام به تحت حكم تنظيم داعش.

لا تزال الأنقاض في كل مكان والكثير من الأحياء لا ترى الكهرباء أو المياه النظيفة سوى لفترات محدودة خلال اليوم.

وتشير تقديرات إحدى منظمات الإغاثة إلى وجود 8 ملايين طن من الحطام في الموصل، حيث دمرت مناطق بالكامل بسبب القتال.

وذكر المجلس النرويجي للاجئين إلى أن هناك حاجة إلى 874 مليون دولار أمريكي لإصلاح البنية التحتية الأساسية فقط.

وتقدر المجموعة أن 380 ألف شخص لايزالون نازحين في المحافظة والكثير ممن عادوا يواجهون الطرد لأنهم لا يستطيعون دفع الإيجار.

لكن الأمن جيد ويقول أحد المواطنين أن الأجهزة الأمنية تتعامل مع الناس بصورة أفضل بكثير مما كانت عليه قبل استيلاء  "داعش" على المدينة.

وقال وليد خالد، أحد سكان الموصل، "الوضع العام الحالي جيد جداً، واصبحت الاجهزة الامنية تتعامل بشكل جيد جداً مع المواطنين"

الجيل القادم

وحتى بعد تحريرها من "داعش" ما زالت الموصل تُعتبر من قبل سكان أجزاء أخرى من العراق كأحد معاقل "داعش". فإلى جانب 40.000 مقاتل أجنبي قاتلوا مع التنظيم، انضم عدة آلاف من العراقيين من الموصل إلى "داعش"، وأعداد ليست بالقليلة منهم ينحدرون من المناطق الواقعة خارج مدينة الموصل.

والمحاكم الحكومية الخاصة لمكافحة الإرهاب تصدر بانتظام أحكاما بإعدام المتهمين بالتعاون والتعاطف مع التنظيم. ومن الصعب الجزم كم هم أعداد المتهمين بانتمائهم إلى تنظيم "داعش" الذي يقبعون حاليا في السجون العراقية. وقدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في كانون الأول/ديسمبر الماضي أعدادهم بما لا يقل عن 20 ألف شخص.

آلاف الجثث لا تزال تحت الأنقاض

رغم مرور نحو عام على تحرير كامل مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، إلا أن هناك آلاف الجثث المتحللة لمدنيين ولمسلحي التنظيم بانتظار انتشالها.

ويعاني سكان الموصل مركز محافظة نينوى، من روائح كثيفة تصدر من بعض الأحياء، بسبب الجثث المتحللة، ما دفع منظمة عراقية الشهر الماضي للتحذير من "كارثة صحية مرعبة" تهدد مليون شخص، جراء الغازات المنبعثة من نحو ألفين و500 جثة متحللة، لا تزال تحت أنقاض المباني التي دمرتها الحرب.

وخلال عمليات الانتشال، يظهر إلى جانب بعض جثث مسلحي "داعش"، عتادهم وأسلحتهم بالكامل، تحت أنقاض المنازل والمواقع التي كانوا يتحصنون داخلها.

وفي تصريحات لمراسل الأناضول، قال رئيس بلدية الموصل عبد الستار الحبو، إنه تم انتشال ألفين و860 جثة مدني حتى الآن من تحت الأنقاض، فيما بلغ عدد جثث مسلحي داعش" التي تم انتشالها، 920 جثة، مبيناً أن هناك ألفي جثة لا زالت تحت الأنقاض بانتظار انتشالها.

الخسائر الاقتصادية.. المدينة تعود إلى العصر البدائي!

نشر موقع «ستارز آند سترايبس» الأمريكي، تقريرًا عن مدى الدمار الناجم عن العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل، مشيرًا إلى أن عدد المنازل والأبنية التي انهارت بفعل قيام عناصر التنظيم بتفخيخها، أو التي هدمت نتيجة الضربات الجوية والميدانية للقوات العراقية والتحالف الدولي في الساحل الأيمن يصل إلى 32 ألف منزل في الجانب الغربي من المدينة (الجانب الأيمن الذي يضم المدينة القديمة)، ويضيف التقرير أن أكثر من 120 ميلا من الطرق تضرر بفعل الحرب، فضلًا عن دمار مطار الموصل وجزء كبير من جامعة الموصل ومحطة السكك الحديدية والجسور والمستشفيات.

كما نشر موقع UN HABITAT التابع للأمم المتحدة معلومات عن عدد الوحدات السكنية المدمرة بين الـ18 يونيو (حزيران) 2017 والـ8 يوليو (تموز) 2017 وتفيد المعلومات بأن هذه الفترة شهدت تدمير 5393 وحدة سكنية في «الموصل القديمة» فقط، أي خلال معركة الموصل القديمة، بما يعادل مساحة 126 هكتارا من المباني.

المؤسسات الصحية بعد الحرب

وحول المؤسسات الصحية قال مدير صحة نينوى أنه رغم الصعوبات الكبيرة إلا أن المؤسسات الصحية بدأت تستعيد عافيتها إلى حد ما، فالجانب الأيسر من الموصل يضم حاليًا 19 مركزًا صحيًا رئيسيًا وأربعة فرعية، أما الجانب الأيمن فضم 13 مركزًا صحيًا، وكلها فعالة، حسب قوله.

أما التعليم في الموصل فله حكاية أخرى، تقول الأستاذة خولة الإبراهيم لـ«ساسة بوست» وهي مدرسة تعمل في مديرية تربية نينوى، إنه على الرغم من انقطاع الطلاب عن الدراسة لثلاث سنوات ورغم تضرر أعداد كبيرة من المدارس، إلا أننا استطعنا خلال فترة وجيزة أن نعيد الطلاب إلى مقاعد الدراسة من جديد.

العبادي بذكرى تحرير الموصل: مرحلة البناء للمناطق المحررة بدات خطواتها الاولى

اكد رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيان اصدره اليوم بمناسبة الذكرى الاولى لتحرير الموصل، "نستذكر اليوم وبكل فخر واعتزاز الذكرى الاولى لتحرير الموصل العزيزة، تلك الملحمة الخالدة التي اثلجت صدور شعبنا وقصمت ظهر داعش الارهابي الذي استباح الموصل في غفلة من الزمن".

واضاف "لقد كتب مقاتلونا الشجعان وبكل صنوفهم سطور هذه الملحمة الخالدة بالدماء والتضحيات الجسام التي فتحت ابواب الاستقرار والامن في ربوع بلدنا العزيز بمرحلة صعبة وتحدٍ كبير قاتل فيه رجال قواتنا المسلحة من الجيش والشرطة الاتحادية والمحلية وجهاز مكافحة الارهاب ورجال الحشد الشعبي والبيشمركة وجميع الخيرين جنبا الى جنب لان التهديد كان مسألة وجود وبقاء"، مشيرا الى انه "تمخض عن كل هذا وحدة شعب وعودة حياة اراد لها الدواعش ان تموت لكننا هزمناهم وانتصرنا بالحياة على هذه الشرذمة المجرمة بتضحيات الشهداء والجرحى وبصبر العراقيين".

وتابع "لقد فتح تحرير الموصل الباب واسعا امام عودة اهلها الى منازلهم وحياتهم الطبيعية بعد عناء النزوح وهاهي اليوم تنفض غبار الحرب ومخلفات الظلاميين وتنهض من جديد ليسجل العراقيون في سفر التأريخ انهم التحموا بجسد الوحدة وقاتلوا تحت راية العراق الواحد فنجحوا وابهروا العالم بهذا النجاح واسسوا لسور منيع يحصن مدنهم من الدخلاء ومن يريد السوء بهذا البلد"، لافتا الى "اننا سنتمكن من القضاء على ما تبقى من العصابات وخلاياها المجرمة وتعقبها حتى خارج الحدود حيث يسطر ابطال العراق من القوات المسلحة والجهد الاستخباري البطولات ويلاحقونهم لتخليص البلد من شرورهم نهائيا".

واكد العبادي ان "مرحلة البناء والاعمار والاستقرار للمناطق المحررة وكل مناطق العراق بدات بخطواتها الاولى"، مبينا "اننا وضعنا الخطط والاستراتيجيات الكاملة لاعمار وبناء البلد وبدا تنفيذها وستكون واضحة امام ابناء بلدنا بالرغم من كل الصعوبات التي تجاوزناها سابقا ايام تحرير الارض وسنتجاوزها ايضا في مرحلة البناء والاعمار بوحدتنا لينعم ابناء هذا البلد بعراق موحد مستقر قوي ينعم بخيراته".

يذكر ان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن مساء الاثنين، 10 يوليو 2017 تحرير مدينة الموصل رسمياً من سيطرة تنظيم داعش الارهابي.

وفي كلمة له بثها التلفزيون الرسمي من مقر قيادة قوات مكافحة الإرهاب (تابع للجيش) بالموصل، قال العبادي: "من هنا من قلب الموصل الحرة المحررة نعلن النصر المؤزر على داعش".