عدم تشغيل اليهود في مصانع إسرائيلية يعد عنصرية لكن الاستيطان لا يعد جريمة!

النبيذ يفرح قلب العنصري

النبيذ يفرح قلب العنصري
الأربعاء ١١ يوليو ٢٠١٨ - ٠٧:١١ بتوقيت غرينتش

لقد اهتزت أرض "إسرائيل" كلها عندما علم أن شركة «تيمبو» صاحبة مصنع النبيذ في مستوطنة بركان، تمنع عمالا أثيوبيين من المشاركة في إنتاج النبيذ خوفًا من فقدان هوية الحلال من قبل الحاخامية الرئيسية للحريديين. رئيس الكنيست يولي ادلشتاين («الأمة العربية هي أمة ضائعة»)، حتى وقت قصير كان يعيش في مستوطنة نفيه دانيال، وصف ذلك بـ«عنصرية مخجلة».

العالم - صحف عبرية

رئيس حزب العمل آفي غباي («اليسار نسي كيف يكون يهوديًا») حذا حذوه وأعلن أنه أنهى تعامله مع مصنع النبيذ في بركان. عضوة الكنيست شيلي يحيموفيتش («تقدر جمهور المستوطنين») خفضت لهجتها وقالت إن قلبها لا يسمح لها بأن تمد يدك إلى زجاجة من إنتاج بركان موضوعة على الرف، حتى لو كان هناك حملة تخفيضات. الحاخام الرئيس السفارادي إسحق يوسف («حسب الشريعة يحظر على غير اليهودي العيش في أرض إسرائيل»)، الذي ليست له صلاحية في كل ما يتعلق بقيم المواطنة المتساوية قال إنه «لا يوجد أي تفسير لتوجيه كهذا عدا عن عنصرية نقية». خسارة، إنه نسي إشراك الجمهور في حقيقة أن جهاز الحلال الذي يترأسه هو في منافسة مشبعة بالمصالح مع جهاز حاخامية الحريديين.

لقد درسنا في التلمود أن مبعوثي الأوامر الدينية لا يتضررون، لذلك فمضمون لكل السياسيين الذين سيواصلون مقاطعة مصنع النبيذ في بركان، سيل من الخمور الفاخرة، التي يمكنهم مواصلة شربها بضمير مرتاح، مع معرفتهم أن منتجيها لا يشاركون لا سمح الله في التمييز ضد اليهود، إنما في سلب أراضي الفلسطينيين فقط.

وهاكم عددًا من التوصيات: معصرة تانيا في عوفرا، ومعصرة جفعوت في البؤرة الاستيطانية غير القانونية جفعات هرئيل، ومعصرة بسغوت، ومعصرة دريميا في سوسيا، ومعصرة هراري كيدم في يتسهار، ومعصرة نحلاه، ومعصرة كفير في الون موريه، ومعصرة هتسفي لتسفي ستروك في البؤرة الاستيطانية ايش كوديش، الذي أدين قبل بضع سنوات بالتنكيل بالفتى الفلسطيني ابن (15) سنة وهو مكبل.

مصدر الحساسية الدينية لصلاحية النبيذ يعود إلى العصور الوسطى. اليهود الأشكناز امتنعوا بصورة مطلقة عن شرب «النبيذ الأجنبي» كرد فعل على الدور العبادي المحفوظ للخمر في المسيحية الكاثوليكية. وعن التحفظ الكاسح هذا أضيفت على مر السنين تلال من التجديدات التي أدت إلى أنه اليوم تعتبر خمور اليهود الذين لا يحافظون على الوصايا ممنوع تلامسها المباشر مع الخمور التي ينتجونها إذا أرادوا الحصول على خاتم الحلال. بصورة غير مفاجئة، يتبين أن المؤسسة الحاخامية الأرثوذكسية تفضل التخيل بأنها تعيش في أشكناز القرن الثاني عشر، في الوقت الذي تشجع فيه صناعة النبيذ في الضفة، والتي جزء كبير منها قائم على سرقة الأراضي بصورة عنصرية وعنيفة، وتجري أمام أعينهم في الوقت الراهن.

المجتمع الإسرائيلي يتمرغ في عنصرية مقرفة، التي جزء منها موجه نحو اليهود. ولكن في حين أن العنصرية ضد يهود تتحول تدريجيًا إلى شعار عار، فإن العنصرية المؤسسة والسالبة ضد الفلسطينيين تزدهر، وضمن أمور أخرى، بتشجيع عدد من أعضاء الكنيست المحسوبين على ما يسمى هنا معارضة. الاحتلال وسلب الأراضي في الضفة لا يحتاج إلى خاتم حلال من المحكمة العليا للطائفة الحريدية، ولكن يكفيهم التشريع الذي يحصلون عليه من أعضاء كنيست من حزب «هناك مستقبل»، وحزب العمل.

حديثًا، نشر في مجلس الشيوخ الايرلندي أنه سيقدم قريبًا للتصويت على قانون يمنع استيراد منتوجات المستوطنات، وكان يمكن أن تكون فرصة لسياسيي حزب العمل مثلاً لإثبات أن قلوبهم وأفواههم متساوية، وأنهم يعارضون كل أنواع العنصرية والسلب. يمكنهم أيضًا أن يكونوا أول من يتوجه إلى مجلس الشيوخ الإيرلندي ويطلبوا من أعضائه دعم هذا القانون الذي يستهدف محاربة العنصرية والسلب الممأسس، ولكن هذا لن يحدث، لأن القيادة المنافقة والمستخذية لحزب العمل تصمم على عدم المواجهة مع دمل الاحتلال ومشروع الاستيطان الذي يسمم "إسرائيل" من الداخل. وبصورة موازية هي مصممة على تخليد هامشيتها السياسية.

  • درور اتيكس - هآرتس