سوريا الانذار الاخير.. المصالحة قبل المحرقة

سوريا الانذار الاخير.. المصالحة قبل المحرقة
الأربعاء ١١ يوليو ٢٠١٨ - ٠٩:١٧ بتوقيت غرينتش

انتصارات متوالية وتقدم مستمر يحققه الجيش السوري يوما بعد يوم لم تجعل امام الجماعات المسلحة في سوريا سوى الوقوف امام خيارين ام المصالحة او المحرقة ...

العالم - تقارير

انتصار الجيش السوري وقدرته على تحرير الكثير من المدن في ريف درعا حتي الحدود الاردنية ورفع العلم السوري في السماء دفع كثير من الجمعات المسلحة للقبول بقواعد المصالحة و تسليم اسلحتهم للجيش.

المحللون السياسون اعتبروا ان الجيش السوري الذي حرر قرابة 8 قرى وبلدات في بادئ الأمر ، وبالمقابل أكثر من 80 بلدة وقرية دخلت في خطة المصالحة دليل قوي على ان المصالحة هي الخيار الامثل الذي فرضة الوضع على المسلحين ليتجنبوا أهوال الحرب و الخسائر التي سيتكبدوها نتيجه هزيمتهم.

الجيش السوري  قام بتحرير ارياف درعا

 اغلب مسلحي المناطق المحررة سلموا انفسهم واسلحتهم الى الجيش السوري وحقنوا دماءهم ودماء اهاليهم، ام الذين استكبروا لم يجدوا سوى للموت سبيلا فللمرة الاولى منذ اعوام يرفع العلم السوري فوق المساحات الحدوديه مع الاردن، في بلدة ام المياذن التي كانت خط المواجهة الاخير امام معبر نصيب، سقطت كغيرها امام قرار دمشق بحسم هذه الجبهة بعد خرق مسلحيها لاتفاق المصالحة.

ام المياذن كانت بوابة مفتوحة بلا رقيب او حسيب لعبور مسلحين تلقوا تدريباتهم في معسكرات اردنية وباشراف استخبارات دولية.

 بلدات مثل سملين وكفر شمس وكفر ناسج وعقربا بريف درعا الشمالي قد انضمت لاتفاق المصالحة الذي ينص على تسليم المجموعات الإرهابية السلاح الثقيل والمتوسط وتسوية أوضاع المسلحين الراغبين بالتسوية وإعادة مؤسسات الدولة إلى البلدات المذكورة والمساعدة على عودة من خرج منها.

وأعلن الجيش السيطرة على منطقة غرز ، بالإضافة الى منطقة الجمرك القديم وكتيبة الهجانة جنوب غرب درعا.

وجاء في بيان لرئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية ، اللواء أليكسي تسيغانكوف أنه " سلم المسلحون ما مجموعه 11 دبابة، و5 عربات للمشاة، و5 مدافع هاون، و55 رشاشة من عيار ثقيل، و3 مدافع مضادة للطائرات، و14 صاروخاً موجها مضاداً للدبابات أمريكية الصنع، وكمية كبيرة من الأسلحة النارية الخفيفة".

اصرار الجيش السوري على النجاح

هو كلمه السر لتحقيق هذه الانتصارات فالاعلام مستمر في نشر اخبار المصالحات و الانسحابات المسلحين حيث ان القرار اتخذ على أعلى مستوى, من مستوى الرئيس بشار الأسد الذي قال: "المسارين السياسي والعسكري في اتجاه واحد", عندما لا يفلح الحل السياسي يفلح الحل العسكري".

انتصارات الجيش السوري لم تاتي على سبيل الصدفة فقد نشرت تسريبات عن لقاء الرئيس الامريكي دونالد ترامب و ملك الاردن كشفت انه يبحث فكرة خروج قواته من الاراضي السورية ليجنب نفسه الاحراج المستمر ونشر تسجيل صوتي  لللمسلحين بريف درعا يتبادلون الاتهامات فيما بينهم.

الارهاب يلفظ انفاسه الاخيرة

ان نجاح العملية العسكرية التي ينفذها الجيش السوري مدعوما من قبل الطيران العسكري الروسي في محافظة درعا، دفع الإرهابيين في محافظة إدلب لشن الهجمات على قوات الجيش العربي السوري وقاعدة حميميم العسكرية التي توجد فيها الطائرات العسكرية الروسية، بواسطة الطائرات من دون طيار التي صُنعت بعضها في الولايات المتحدة الأمريكية.

لكن جاء الرد سريعا فبعد تداول معلومات مفادها أن سوريا تنتظر إعادة انتشار القوات الحكومية لنقلها إلى منطقة اللاذقية تمهيدا لشن العملية الهجومية على الإرهابيين في محافظة إدلب.

الحليف الروسي للجيش السوري اعلن عن وجهة الجيش القادمة عقب إنجاز ملف الجنوب السوري أثناء المفاوضات مع المجموعات الإرهابية المسلحة في درعا محذره المفاوضين من المسلحين بعدم الخروج الى محرقة  ادلب لان مصيرها كمصير الجنوب.

ورأى  الاعلامي اللبناني جورج قرداحي أن "المؤامرة تحطمت على أسوار دمشق، ولكنها مستمرة بطرق مختلفة وعلى محور المقاومة التنبه لذلك".

بعد المصالحات في ارياف درعا

وحدات من الجيش العربي السوري بدأت بفتح الطريق الممتد من مدينة درعا إلى بلدة اليادودة بالريف الغربي للمحافظة تمهيدا لعودة الأهالي المهجرين ودخول وحدات الجيش إليها.

الأهمية الاستراتيجية الكبيرة لبلدة اليادودة راجعة لموقعها الجغرافي حيث تعد البوابة الرئيسة باتجاه الريف الغربي لمحافظة درعا حيث ستشكل منطلقا لاستكمال وحدات الجيش عملياتها لإنهاء الوجود الإرهابي على هذا المحور.

جاء النصر السوري ليعيد النازحين في مختلف البلاد لأراضيهم وقال المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء إبراهيم في حوار صحفي "إن الأمن العام أخذ على عاتقه إدارة عملية انتقال النازحين السوريين من شبعا ومحيطها إلى بلداتهم في بيت جن ومزرعتها، في أفضل الظروف بعد التواصل مع السلطات السورية المعنية من أجل عودة طوعية وآمنة".

ومن جانب أخر انطلاقت عملية عودة العائلات النازحة إلى منازلها في بلدة علما بريف درعا الشمالي الشرقي، بعد انتهاء وحدات الجيش السوري من تطهيرها من مخلفات المجموعات المسلحة.

عمليات رجوع النازحين مستمرة و الحرب على الارهاب ايضا مستمرة لكن لن تنزل كلمة النهاية و يسدل الستار الا باعلان تحرير كل شبر من الأرضي السورية ودحر الارهاب واجتثاثة من جذوره ،فالاجئين السوريين الذي رفض البعض استقبالهم يعودون اليوم مرفعوا الراس منتظرين الباقين ليجتمع الشمل من جديد ويعولنوا جميعا جيشا و شعبا عودة سوريا.  

ولتتحقق نبؤة السيد حسن نصر الله أمين عام “حزب الله” عندما أعلن في كلمته أن الوضع يسير لصالح المقاومة ابتداءً من سوريا وانتهاءً باليمن.