زيارة الدكتور ولايتي إلى موسكو في الظروف الراهنة.. رسائل وأهمية

زيارة الدكتور ولايتي إلى موسكو في الظروف الراهنة.. رسائل وأهمية
الأربعاء ١١ يوليو ٢٠١٨ - ٠٦:٣٤ بتوقيت غرينتش

وصل مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران علي أكبر ولايتي على راس وفد رفيع المستوى إلى موسكو في زيارة رسمية للقاء المسؤولين الروس. ولدى وصوله أكد ولايتي أن علاقة بلاده مع روسيا هي علاقة استراتيجية في مختلف المجالات وأنها تطورت خلال الفترة الأخيرة، مقللاً من أهمية الزيارة المتزامنة التي يقوم بها رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى روسيا.

العالم - إیران

وقال ولايتي ان مسار التعاون القائم بين قوى جبهة المقاومة بزعامة ايران وروسيا في مواجهة الارهاب ومؤسسيه في سوريا وغيرها من الدول الاقليمية؛ شكّل نموذجا يحتذى به من التعاون بين ايران وروسيا؛ مبينا ان العلاقات الاستراتيجية فقط من شأنها ان تحقق هكذا نوع من التعاون.

واردف قائلا، ان الدعم الذي قدمته روسيا الى ايران في الامم المتحدة، الى جانب التعاون الثنائي في اطار الاتفاق النووي يجسدان نماذج اخرى من التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين.

وفي سياق متصل، نوه مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية الى العلاقات الثنائية في المجالات الدفاعية والسياسية والاقتصادية والنووية والامنية؛ مؤكدا ان ذلك يشير الى وجود برنامج طويل الامد بين الجانبين.

وتطرّق ولايتي الى الظروف (الدولية) الحساسة الراهنة؛ مؤكدا ان العالم يتعرض اليوم لسيطرة شخص مارق بوصفه رئيسا للجمهورية في امريكا، علي القوانين الدولية؛ 'بما يؤكد ضرورة ترسيخ مزيد من هذا التعاون، وفي ضوء هذه الظروف الحساسة انني اتشرف بان احمل رسالة من سماحة قائد الثورة الاسلامية وفخامة رئيس الجمهورية'.

واعرب ولايتي عن امله بان يمضي قدما في محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسائر المسؤولين في هذا البلد، بما يجعل من هذه الزيارة منعطفا على صعيد العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

وتعليقا على الزيارة المتزامنة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو الى روسيا، اكد ان الاخير شخص متسكع يسافر يوميا الى نقطة من العالم ويطلق تصريحات واهية لاتتسم بالحكمة وقد بلغ به الامر ان لا يعير احد اهمية الى تصريحاته؛ مضيفا ان 'وجوده من عدمه في روسيا لن يؤثر على مهمتي الاستراتيجية'.

وخلال فترة زيارته الى موسكو، وفضلا عن لقائه مع بوتين، من المقرر ان يلتقي ولايتي مع وزير الطاقة الروسي، الكساندر نوفاك، وكذلك رئيس اللجنة المشتركة بين البلدين ويجري معهما محادثات بشأن آخر تطورات العلاقات الثنائية، كما يلتقي ولايتي مع المفكرين وأصحاب الآراء الروس في نادي فالداي الحواري، يشرح خلاله مواقف ايران وسياساتها الاقليمية. كما سيجتمع مع عدد من الوزراء الروس وفقا لجدول اعمال الزيارة.

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي ان ولايتي سيسلم رسالة قائد الثورة الإسلامية والرئيس روحاني إلى الرئيس الروسي.

وحول زيارة ولايتي إلى موسكو، قال قاسمي إنه "وعقب الخطأ الإستراتيجي للرئيس الأميركي دونالد ترامب وخروج من الاتفاق النووي قررت إيران إرسال عددٍ من المبعوثين الخاصين يحملون رسائل من كبار المسؤولين لشرح وجهات نظر ومواقف إيران ازاء هذا السلوك المتغطرس والمتعارض مع المواثيق الدولية لسائر البلدان".

وأضاف "كان من المقرر ان يقوم ولايتي بزيارتين إلى موسكو وبكين".

وأشار قاسمي "مسألة الإتفاق النووي وانسحاب أميركا من هذا الاتفاق الدولي ستكون المحور الرئيسي للمحادثات بين السيد ولايتي والوفد المرافق له مع المسؤولين الروس في موسكو".

وكانت ايران قد قامت بايفاد مبعوثين خاصين للتشاور مع الدول المستقلة والاوروبية، من بينهم لعيا جنيدي مساعدة الرئيس الايراني للشؤون القانونية الى هولندا ومعصومة ابتكار مساعدة الرئيس الايراني لشؤون المراة والاسرة إلى ماليزيا واندونيسيا وكمال خرازي رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية إلى اسبانيا والفاتيكان وايطاليا ورضا اردكانيان وزير الطاقة الى ارمينيا وجورجيا ومرتضى سرمدي نائب وزير الخارجية الى كوبا و بوليفيا واوغاندا وفنزويلا وايضا زيارة محمدجواد ظريف الى بكين وموسكو وبروكسل والمشاركة في اللجنة المشتركة لوزراء خارجية الدول الموقعة على الاتفاق النووية.

يذكر ان الرئيسين الايراني والروسي عقدا 13 لقاء منذ عام 2013 وحتى الان، حيث يأتي ذلك في سياق اهمية العلاقات القائمة بين طهران وموسكو.

حول هذه الزيارة وأهدافها وتوقيتها، يقول الكاتب والمحلل السياسي الإيراني،محمد غروي، في تصريح لوكالة تسنيم للأنباء، إن "هذه الزيارة تأتي في وقت حساس لعدة أمور، الأول القمة الأمريكية-الروسية ستحصل في الأيام القادمة، وستطرح في القمة عدة أمور، وبطبيعة الحال الوضع الإيراني سيكون محور هذه اللقاءات، لأنه هناك قلق أمريكي من الموضوع الإيراني جداً، سواء في الداخل الإيراني أو الموضوع النفطي الإيراني وكما سمعنا أن إيران هددت بإغلاق مضيق هرمز، كذلك الموضوع السوري سيأخذ حيزا من المباحثات، لذلك إيران في هذه المرحلة ستكون لها المحورية في اللقاء بين بوتين وترامب. وعليه فإن زيارة الدكتور ولايتي إلى روسيا لها عدة مدلولات، أولها أن إيران تريد شرح وجهة نظرها للعالم ولروسيا خاصة وأن روسيا كانت اللاعب الأهم سواء في سوريا أو خلال الاتفاق النووي الذي جرى في الأعوام السابقة، وموسكو كانت الوسيط بين الدول وخاصة بين إيران وأمريكا.

وشدد غروي، على أن "والجميع يعرف أن الأمريكي يضغط على إيران في الموضوع الداخلي الإيراني بالتالي فإن إيران لا يمكن أن تتساهل في هذا الموضوع، وهي الآن تعطي رسالة للأمريكي أن حزمنا سيكون قوي جدا تجاه أي تلاعب بالوضع الداخلي الإيراني."

وعن أهمية هذه الزيارة قال الخبير بالشؤون الإيرانية، إن هذه الزيارة لها دلالة وأهمية كبيرة جدا، خاصة وأن الدكتور ولايتي موجود على رأس هيئة دبلوماسية عالية الرتبة، سيحثون في عدة أمور كالعلاقات الإيرانية الروسية، مابعد العقوبات التي ستكون في تشرين الثاني وأيضا هناك مواضيع سياسية بين روسيا وإيران، ان كان في موضوع الجنوب السوري أو الحروب التي سيقدم عليها الجيش السوري في المرحلة اللاحقة مثل مابعد درعا، وأنا أتصور موضوع شرق الفرات وما إلى ذلك سيكون موضع بحث في هذه الزيارة، كذلك الموضوع الاقتصادي، حيث أن إيران تتمنى على الجانب الروسي أن يبقى على وعده الذي قطعه في منظمة أوبك من خلال تصدير النفط والمقدار الذي كانت روسيا قد وعدت به، بالا تصعد هذا المقدار أن تحافظ على أسعار النفط، بالتوافق مع إيران، بالتالي هذه الزيارة إستراتيجية في لحظة إستراتيجية سيكون لها تداعيات ايجابية على الشأن الإيراني والروسي.

ويقول الدبلوماسي الايراني السابق هادي افقهي إن السيد ولايتي علاوة على كونه مستشارا أعلى لقائد الثورة الإسلامية الإيرانية في الشؤون الدولية، هو المبعوث الخاص لقائد الثورة وعندما يكون هناك مواضيع مستعجلة وحساسة يبعث السيد خامنئي مستشاره الدكتور ولايتي إما برسائل شفهية، أو خطية للسيد بوتين. وفي هذا الظرف واضح جداً أن هناك متغيرات ومستجدات أمريكية على الأرض خاصة فيما يتعلق بأحداث سوريا وانتصاراتها في جبهة الجنوب السوري، كذلك موضع العقوبات الأمريكية ضد إيران وموقف روسيا منها خاصة وأن روسيا أيضا تعاني من عقوبات أمريكية كذلك بما يتعلق بالوضع مع العدو الإسرائيلي.

ورأي السيد أفقهي أن "الموقف الروسي يجب أن يكون شفافا، حيث أن هناك نوع من الإبهام بما يخص الموقف الروسي، وكل مرة يقوم بها نتنياهو بقصف وعمليات في العمق السوري، يذهب مهرولا الى موسكو وهذا يجب أن يتوضح لإيران، هل من موقف روسي تجاه هذه الاعتداءات؟، كيف ستتصرف وستتعامل مع الاعتداءات المستمرة، سواء كان عدوان صهيوني على أهداف سوريا في العمق السوري أو أهداف إيرانية ضد المستشارين الإيرانيين كما حصل في مطار التيفور.

وأضاف أفقهي أن هناك مواضيع مهمة ستطرح بما يخص البلدين هناك تنسيق أمني وعسكري، وموضوع الطرح الروسي لإيران بأن تنخرط بمنظمة شنغهاي التجارية وحول مجموعة بريكس، كذلك مضيق هرمز وما حصل في الفترة الأخيرة والحملة الإعلامية التي أطلقتها المكنة الإعلامية الغربية وبعض الدول العربية في منطقة الخليج الفارسي.

وعن ما يشاع من طرح أمريكي بالتخلي عن مطلب إسقاط الرئيس بشار الأسد مقابل خروج القوات الإيرانية من سوريا، قال الدبلوماسي الإيراني السابق: إن بقاء الأسد مقابل حضور إيران ليس بدعوة أمريكية ولا روسية حتى يتفاهم الرئيسان الروسي والأمريكي على موضوع الحضور الإيراني في سوريا، سمعنا تصريحات السيد الرئيس بشار الأسد، ووزير الخارجية وليد المعلم بأنه نحن ندعو ونحن نطلب الخروج لأي قوات دعوناها بصفة رسمية، وهذا قرار سوري ونحن نحترم هذا القرار، ونؤكد أن سوريا البلد الوحيد التي يحق لها أن تطلب دخول أية قوات، ومن هنا فان بقاء القوات الأمريكية والتركية شرق الفرات هو حضور غير شرعي ولم تطلب الحكومة أو الدول السورية ذلك، وهو يعتبر غزو .

وتابع الدبلوماسي الإيراني السابق القول، إن "الإيرانيين باقون وسيشاركون في مرحلة إعادة الاعمار كذلك، ومن منا يؤمن ويصدق الوعود الأمريكية بعد ما فعلته أمريكا مع إيران حيال الملف النووي، الأمريكي لاعهد له ولا ذمة ولا وعد، وليس من حق روسيا التفاهم مع أمريكا حول التواجد الإيراني وأين تقاتل وأين لا تقاتل، وأين تستقر وأين لا تستقر، بالأساس وكما صرح سماحة القائد وعدة مسؤولين بأنه لايوجد هذا العدد الهائل من القوات الإيرانية كما يهول له البعض،  وإنما هم مستشارون في غرف العمليات، ومواقع القيادة العسكرية للقوات المسلحة السورية، بالتالي فان هذه المعمعة والتهويل للحضور الإيراني هو حجة لإضعاف محور المقاومة ولإخلاء إيران في الحقيقة الأراضي السورية وكشف ظهر القوات السورية ، باعتبار أن الإيراني موجود كظهير للقوات السورية، والسوريون يولون أهمية للوجود الإيراني في سوريا بالتعاون مع حزب الله."

وأضاف أفقهي: نحن فخورون لدخولنا سوريا بصفة رسمية، ومازال يُطلب من إيران البقاء ، والرئيس الأسد قالها بقوة، نحن نطلب من إيران البقاء في سوريا، بالتالي يجب على روسيا أن تعرف حدودها، ومن غير المسموح لروسيا أن تتدخل، وليس لإيران أذن صاغية الا للقيادة السورية.