لا حكومة قريبا

لا حكومة قريبا
الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٨ - ٠٧:٠٧ بتوقيت غرينتش

عدنا إلى نقطة الصفر. الفراغ حالة لا بدّ منها في الحياة السياسية اللبنانية، تتكرّر مع كلّ مرحلة. توسّعت دائرة الخلاف حول ​تشكيل الحكومة​ وتأججت الاتهامات من كلّ صوب.

العالم - مقالات وتحليلات 

نزاعات قواتية-عونية، أخرى اشتراكية-عونية، سُنّية-حريرية، وعونية-بِرّية. وحدها ​الطائفة الشيعية​ تتكلّل برباط الثنائية الحديدي. هذا هو المشهد في الداخل اللبناني ونتيجته الفراغ الحكومي.

في المشهد الدولي، الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ ونظيره الروسي ​فلاديمير بوتين​ يستعدان للقاء قمّة؛ ضمن أجندتهما التوصّل لحلّ سريع للوضع في ​سوريا​. لا شكّ أن الحلّ عسكري بعنوان سياسي.

تواجد ​حزب الله​ على الحدود الجنوبية السوريّة مسألة مفصليّة لا خيوط اتفاق حولها دولياً ما ينتج عنها زيادة على جمود الوضع الحكومي اللبناني. لطالما كان استقرار لبنان ورقة ضغط بيد القوى الخارجية.

واضحٌ أنّ نتائج الإنتخابات النيابية اللبنانية الإيجابية بالنسبة لحزب الله لا ترضي الجانب الأميركي و حلفائه.

في أيّار من العام الحالي وقبيل الانتخابات النيابية، أفادت وسائل إعلامية إسرائيلية بأن "الانتخابات النيابية اللبنانية تعزّز قبضة حزب الله وتضع الولايات المتحدة الأميركية في مأزق. بالمقابل، لم تكن الادارة الأميركية تتوقّع أن ينال حزب الله وحلفاؤه الثلث المعطّل. "نفوذ ايران" هي العقدة الأميركية-الإسرائيليّة.

عاد الحديث عن قانون يُحضّر في الكونغرس الأميركي يفرض عقوبات صارمة على حزب الله كان قد جُمّد قبل الانتخابات النيابية. يتزامن ذلك مع انسحاب الولايات المتحدّة الأميركية من ​الاتفاق النووي​ وفرض عقوبات إضافية على الجمهورية الاسلامية الإيرانية. مجدداً، المملكة العربية ​السعودية​ تتّهم حزب الله بتسليح الحوثيين في اليمن. حلفاؤها في لبنان يطالبون بحقائب وزارية سيادية .سؤال مفصلي يطرح: هل يتمّ تقليص الدور السعودي في الحياة السياسية اللبنانية من جانب معرقلي تشكيل الحكومة الداخليين؟!.

إذا ما أردنا الحديث عن أنّ وزير الخارجيّة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل هو من نكس باتفاق معراب يكون الجواب ربّما إيجابياً.

من جهة أخرى، هل تسعى السعودية لتحجيم الدور الايراني في لبنان عبر تقليص عدد وزراء حزب الله في الحكومة وإبعاده وحلفائه قدر المستطاع عن الحقائب السياديّة عبر القوات اللبنانية؟.

إذا ما أردنا القول أن القوات اللبنانية لم تلتزم باتفاق معراب، وتطالب بعدد وزراء يفوق حجم كتلتها النيابية يكون الجواب ربّما إيجابيا.

إنّ العقدة ولئن كانت جذورها دولية وإقليمية فالانتخابات النيابية في صلب الإشكالية. كيف؟ ولّدت الانتخابات النيابية أحجاماً سياسية جديدة. الفريق السياسي المسيحي المتنازع يرفضها. بحسب حساباته السياسية، لن تكون هذه الأحجام معياراً لمعركة رئاسة الجمهورية المقبلة.

بالمقابل، استقرار لبنان الإقتصادي ورقة ضغط بيد القوى المعارضة لما يسمونه "النفوذ الايراني" في لبنان و"الدور السوري". الجميع يُسلّم أنّ التأخير في تشكيل الحكومة يشكّل خطرا على الوضع الاقتصادي والمالي. عدنا الى حلقة المخاطر وشلّ الحركة الاستثمارية. إذاً، دائرة العراقيل الحكومية تتّسع، كلّ المؤشرات تدلّ أنّ لا حكومة قريباً.

الواقع أنّ الحياة الجيوسياسية تفرض نفسها على لبنان. حتّى الساعة، العلاقة اللبنانية-السورية على مستوى الرئاسات الثلاث شبه مقطوعة أو مبنية على أشخاص يلعبون دور الوسطاء.

يبدو أيضاً أنّ المصلحة الخاصّة لبعض الوسطاء تضع الغشاوة على مصلحة لبنان العليا. التقت القمم ولم يُعقَد بعد لقاء الرئيسين اللبناني ميشال عون والسوري بشّار الأسد.

المصدر : النشرة