حيدر العبادي يدعو دول العالم إلى إنهاء وجود داعش في سوريا

حيدر العبادي يدعو دول العالم إلى إنهاء وجود داعش في سوريا
الجمعة ١٣ يوليو ٢٠١٨ - ٠٤:٠٣ بتوقيت غرينتش

دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي دول العالم إلى التعاون والتوحد لحسم الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة وإنهاء وجوده في سوريا، مؤكداً أن حكومته أمامها تحدي إعادة إعمار العراق وإصلاح إقتصاده الوطني والعمل على إنهاء الفساد والروتين بمجموعة قوانين وإجراءات قضائية.

العالم - العراق

وقال العبادي أمس الخميس في كلمة بإجتماع التحالف الدولي ضد كيان "داعش الإرهابي" المنعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل: قبل يومين مرّت الذكرى الأولى لتحرير الموصل ثاني أكبر مدن العراق التي إتخذتها داعش عاصمة لدولتها المزعومة وكان هذا النصر تاجاً للإنتصارات وعمليات التحرير التي أطلقناها بعد تسلمنا الحكومة عام ٢٠١٤ وفي ظرف ثلاث سنوات حرّرنا كامل الأراضي العراقية بإندفاع بطولي من شعبنا وبتضحيات كبيرة وآلاف الشهداء والجرحى.

وأضاف العبادي: "بهذا النصر بدأت داعش بالإنكسار في عموم المنطقة بل وفي مختلف مناطق العالم ومازلنا نلاحق بقاياها التي تحاول إثبات وجودها لتحقيق مكاسب معنوية لكنها لم تعد تجد لها حواضن في مدننا بسبب تعاون المواطنين في المناطق المحررة مع قواتنا الأمنية وتقديم المعلومات عن مخابئهم"، مبيناً أن "الإرهاب ينمو في ظل الخلافات السياسية والطائفية لكنه يفشل أمام وحدة الكلمة وهذا ماسعينا إليه قبل أن نطلق عمليات التحرير حيث وحّدنا شعبنا وبلدنا على هدف واحد هو محاربة الإرهاب بإعتباره عدواً مشتركاً لجميع العراقيين، وبوحدة الموقف والكلمة بين دول العالم نستطيع أن نقضي على الإرهاب بشكل نهائي أينما وُجد".
وأكد العبادي: "لم تعد داعش قادرة على تجنيد الآلاف من المجندين كما كانت تفعل سابقاً، كما أن الإجراءات المشددة ضد العائدين منهم بعد هزيمة داعش قللت من خطرهم، لكننا نحذّر من قدرتهم على التجمع مرة ثانية وإعادة تنظيم أنفسهم إذا وجدوا أية فرصة أو غفلة من أجهزة الأمن في الدول التي عادوا إليها"، لافتاً إلى أن "أي عنصر من عناصر الإرهاب هو قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار في أي وقت مما يستوجب إستمرار المراقبة وتوجيه ضربات إستباقية، كما أننا نعتقد بضرورة إستمرار العمل المشترك وتحمل المسؤولية الجماعية ضد الإرهاب".
وتابع: كما تحالفنا ضد داعش وإنتصرنا عليه فلابد أن نواصل الشراكة والتعاون الأمني وتبادل المعلومات وتنشيط العمل الإستخباري لأنه السلاح الفعال القادر على إحباط الهجمات الإرهابية قبل وقوعها، ولابد من متابعة الخلايا الإرهابية وتفكيك شبكاتها من أجل مصالحنا جميعاً ومنعها من القيام بالإعتداءات ضد مواطنينا ومصالحنا الحيوية ويجب أن نواصل هذه الحرب الوجودية حتى نطمئن تماماً بأن الإرهاب لن يعود يهدّد مدننا وشعوبنا.
وقال: "إن داعش التي هزمناها في العراق مازالت تمسك بمساحات واسعة في سوريا المجاورة لنا وخطر هذا الوجود الإرهابي يهدّد جميع دول المنطقة والعالم، وإننا نتخذ إجراءات وقائية لمنع تسللها إلى أراضينا وتقوم قوتنا الجوية بتوجيه ضربات دقيقة وناجحة لتجمعات داعش داخل الأراضي السورية"، داعياً دول العالم إلى التعاون والتوحد لحسم الحرب ضد داعش في منطقتنا وإنهاء وجودها في سوريا ومنع تمددها إلى الدول الأخرى وقضينا على داعش عسكرياً في فترة قصيرة ونستطيع بفترة قصيرة القضاء عليها نهائياً.
وأوضح أن "العراق اليوم بلد قوي موحد يملك قراره الوطني والسيادي وقواتنا المسلحة تقوم بواجبها بشكل مهني ومرحب بها من جميع العراقيين"، مشيراً إلى أن "الواقع الجديد الذي يعيشه شعبنا ومرحلة الإنتقال من الحرب إلى السلم لها إستحقاقات مختلفة فنحن نتجه لتعزيز دور المؤسسات وحصر السلاح بيد الدولة وبسط سلطة القانون ودعم الأمن والسلم المجتمعي وبذلنا جهوداً كبيرة لإعادة الإستقرار في المدن المحررة وإعادة النازحين إلى ديارهم وقد تمّ تخصيص مبالغ يصل مجموعها إلى "540 مليون دولار" ضمن الموازنة الإتحادية للعراق لهذا العام لإعادة الإستقرار وعودة النازحين الطوعية للمناطق المحررة والتي قرّر مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة وضعها في صندوق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإعمار هذه المناطق ووفق خطة الحكومة العراقية للإعمار".
ولفت العبادي إلى أن "زيادة قدرات قواتنا الأمنية وتسليحها وتجهيزها وتدريبها وتقوية العمل الإستخباري هدف أساسي وفي مقدمة أولوياتنا حالياً وفي المرحلة المقبلة لتحقيق الإستقرار التام الذي يشكّل قاعدة لإنطلاق عملية البناء والإعمار والتنمية، وبموازاة ذلك نتجه لحملة إعمار واسعة في جميع مدننا التي تعطلت بها فرص النمو بسبب الإرهاب وبالأخص المدن التي دمّرتها عصابة داعش ودمّرت بناها التحتية والخدمية ومنشآتها الصحية والتربوية".
وأشار في ختام كلمته إلى أنه "أمامنا تحدي إعمار بلدنا وإصلاح إقتصادنا الوطني وتنويع موارده وعدم الإكتفاء بالنفط كمصدر وحيد، وفي مقابل ذلك نعمل على إنهاء الفساد والروتين بمجموعة قوانين وإجراءات قضائية"، مبيناً أن "العراق يملك ثروات طبيعية وبشرية هائلة تؤهّله لتحقيق النهوض الإقتصادي ونتوقع ذلك في المستقبل القريب فكثير من مواردنا وثرواتنا الطبيعية قابلة للإستثمار من قبل الشركات العالمية التي بدأت تُقبل على العراق، كما نتطلع لتوفير آلاف فرص العمل للشباب العراقي".
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي وصل مساء أمس الخميس إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لحضور إجتماعات التحالف الدولي ضد داعش.