ترامب يغرد خارج السرب ... لاعب على المسرح من دون تصفيق !

ترامب يغرد خارج السرب ... لاعب على المسرح من دون تصفيق !
الجمعة ١٣ يوليو ٢٠١٨ - ٠٣:٥٤ بتوقيت غرينتش

أعرب بعضهم في حلف الناتو عن مخاوفهم بشأن مستقبل حلف الناتو ، ومن أن تؤدي مطالب ترامب المتشددة والمتكررة إلى الإضرار بالروح المعنوية وتعزيز أهداف الرئيس الروسي بوتين الذي يتهمونه بالسعي لزعزعة استقرار الغرب حسب زعمهم .

العالم - تقارير 

مواجهات كلامية لاذعة بين ترامب وجون كيري!...

"فضحتنا يا رجل"!...

وجه وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري انتقادا لاذعا لترامب واصفا سلوكه في بداية اجتماع لحلف الناتو بالـ"غريب" والـ"معاكس"، قائلا "إن ترامب يدمر سمعتنا في العالم بشكل مطرد".

وجاء التقييم القاسي وغير المعتاد من قبل الدبلوماسي السابق بعد أن صرح ترامب خلال اجتماع إفطار في بروكسل بأنه يعتبر ألمانيا "أسيرة لروسيا" لأنها تحصل على الكثير من طاقتها من البلاد، واستمرت هجماته على حلفاء آخرين لمستويات الإنفاق الدفاعي.

ونشر كيري تغريدة على "تويتر" قال فيها: "لم أر رئيسا يقول شيئا غريبا أو غير مجد مثل ترامب ضد الناتو وألمانيا، كان الأمر مخزيا ومدمرا ويطير في وجه المصالح الفعلية للولايات المتحدة الأمريكية".

وتساءل كيري في بيانه "لماذا يجعل الرئيس ترامب خصومه من أصدقائنا، ويحول خصومنا الذين كانوا يهاجمون ديمقراطية أمريكا إلى حليفه الثنائي؟".

 

اختلف موقف دول الإتحاد الأوروبي عن موقف الرئيس الامريكي باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني حيث اعلن رفض كافة اعضائه لقرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بنقل عاصمة بلاده في [اسرائيل] من تل ابيب الى القدس المحتلة.

 وذلك بدأ من فرنسا وانتهى بوزير خارجية بلجيكا بعد ابلاغهما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو،رفضهما للقرار الامريكي باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني ولم يتمكن نتنياهو خلال زيارته لفرنسا واجتماعه بوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل من اقناع اي دولة اوروبية بالموافقة على قرار ترامب او اي من دول الاتحاد على نقل سفارتها من تل ابيب الى القدس. 

فان الاتحاد الاوروبي اثبت ان موقف ترامب نابع من نظرة عنصرية معادية للاسلاموفوبيا وان قراره مخالف لحقوق الانسان والقانون الدولي والشرعية الأممية بل ان نوابا بريطانيين يرفضون زيارة ترامب لبلادهم المقررة في مطلع العام المقبل. الموقف الاوروبي ازاء قرار ترامب يعتبر درسا للسياسة الامريكية التي تنحاز انحيازا اعمى للعدو الصهيوني في عدائه للعرب والفلسطينيين وعلى واشنطن ان تستفيد من الدول الاوروبية التي تجذرت الديمقراطية فيها وتعتبر متقدمة في مجال الحريات العامة وحقوق الانسان فيما يشكل قرار الرئيس الامريكي امتدادا لقانون الغاب والابادة الجماعية لسكان امريكا الاصليين واضطهاد الهنود الحمر وعزلهم في مناطق متباعدة من الارض من الارض الامريكية الأمر الذي يجسد سياسة العزل العنصري الصهيونية التي تتبعها ضد الفلسطينيين. 

ترامب و تيرزا ماي ... دبلوماسية باردة !

 ترددت تقارير عن أن ترامب تصرف بغضب إزاء نهج ماي خلال مكالمات هاتفية أجراها معها خلال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع (جي-7) في كندا. 

وقال دبلوماسي أمريكي كبير، إن دونالد ترامب يشعر بالإحباط الشديد حيال نبرة رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي واشتكى سرًا من الطريقة التي تناديه بها ماي علنًا عندما تعتبر أنه تصرف بطريقة غير مقبولة.

كما أعرب الرئيس الأمريكي عن استيائه إزاء طلبات ماي المتكررة التي ينظر إليها،على أنها بمثابة استغلال للعلاقات البريطانية الأمريكية.

كذلك أكد مسئول سابق في البيت الأبيض - حضر اجتماعات بين ترامب وماي - العلاقة الباردة بين الطرفين، إذ قال «لا أقصد الإهانة، ولكنها بشكل أساسي معلمة.. لست واثقًا أن أي أحد على علاقة جيدة معها».

 إمساك ترامب بيد ماى بهذا الشكل لم يكن لتأكيد عمق العلاقات بينهما، حيث قال مصدر رفيع المستوى إن  ترامب يعانى من حالة تُعرف بـ"باثموفوبيا"، أى الخوف من الانزلاق على الدرج والمنحدرات.

يذكر أن ماي كانت أول زعيمة في العالم يستضيفها ترامب في البيت الأبيض في يناير عام 2017، إذ التقط الطرفان صورًا وهما ممسكا الأيدي، إلا أن مسؤولين اعترفوا بأن ماي و ترامب ليسا قريبين الآن.

ولفتت صحيفة التلغراف إلى أن ماي ليست الوحيدة التي تخفق في إقامة علاقة ودية مع ترامب، فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لديها أيضًا علاقة فاترة مع ترامب الذي دائمًا ما يهاجم السياسات التجارية في ألمانيا.

وفيما يتعلق بقرار ترامب بفرض تعريفات جمركية على واردات الصلب والألومنيوم على الاتحاد الأوروبي، أيضا عارضت ماي هذا القرار وترى أنه غير مُبرر، وأن بريطانيا ستعمل مع دول الاتحاد لتضمن أن يكون هناك ردا مناسبا ويقع في إطار قواعد منظمة التجارة العالمية.

حرب كلامية جديدة بين ترامب وميركل

اصطدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بشأن النفوذ الروسي والإنفاق على الدفاع، وذلك قبل قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقال ترامب إن ألمانيا "خاضعة بالكامل لسيطرة روسيا" بسبب المستوى المرتفع من الغاز الطبيعي الذي تستورده الأولى من الأخيرة. واعتبر الرئيس الأمريكي أن هذا أمر "سيء للغاية للناتو".

فردت المستشارة الألمانية أنجلا ميركل، حيث عقدت مقارنة بين الاستقلال الألماني حاليا ووقت نشأتها في ألمانيا الشرقية سابقاو دافعت عن مساهمة بلدها في ميزانية حلف شمال الأطلسي، حيث قالت :" إن أوروبا ربما لم تعد قادرة على الاعتماد على حليفتها الولايات المتحدة"..

وأضافت ميركل:"حول هذا الموضوع أود أن أضيف أنه كان لدي تجربة وهي أن جزء من ألمانيا كان مسيطر عليه من قبل الاتحاد السوفييتي، ويسرني جدا أن اليوم، ألمانيا واحدة حرة، ويمكننا بالتالي القول أننا نستطيع انتهاج سياسة مستقلة واتخاذ قرارات مستقلة".

غير أن ترامب أدلى بتصريحات أكثر تصالحية لاحقا بعدما اجتمع مع ميركل على هامش القمة في بروكسل!.

وصدم الرئيس ترامب بعضهم بالقول إن قمة الناتو قد تكون أصعب من قمة الإثنين القادم مع بوتين وقال: إن الولايات المتحدة "يتم استغلالها" من قبل أعضاء الناتو، الذي تأسس في عام 1949 لمواجهة الاتحاد السوفيتي، الذي تعتبر روسيا وريثته الرئيسية.

وانتقد دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، ترامب متهما إياه بانتقاد أوروبا "بشكل يومي تقريبا".وقال عبر موقع تويتر "عزيزتي أمريكا، يتعين عليك أن تقدري حلفاءك، لأنه لم يعد لديك عدد كبير من الحلفاء."

ترامب يريد زيادة إنفاق جميع الأعضاء فوراً إلى 2%

سعى زعماء حلف شمال الأطلسي،الأمس ،الخميس، للنظر في قضايا أخرى، بعيداً عن مطالب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بزيادة الإنفاق الدفاعي 2%، والتركيز في اليوم الثاني من قمتهم، المنعقدة في بروكسل، على إنهاء الحرب الطويلة بأفغانستان وحماية أمن أوكرانيا.

حيث رحب الزعماء في اليوم الثاني من القمة،بشركاء من خارج الحلف، من بينهم الرئيس الأفغاني أشرف غني، ورئيس أوكرانيا بترو بوروشينكو، ضمن مسعاهم للتركيز على السياسات العامة.

وأمضى ترامب اليوم الأول من القمة في تأنيب الحلفاء؛ لعدم إنفاق النسبة المستهدفة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع وهي 2%، متهماً ألمانيا بأنها أسيرة لإمدادات الطاقة الروسية، وبعدم الالتزام بتعهداتها بزيادة إنفاقها لتعزيز أمن الحلف.

و جدد ترامب مهاجمة ألمانيا ودول الحلف "الغنية"، قائلاً في تغريدة له: "لقد حاول الرؤساء، دون جدوى، لسنوات، دفع ألمانيا وغيرها من دول الناتو الغنية لدفع المزيد من المال من أجل حمايتهم من روسيا. إنهم لا يدفعون سوى جزء صغير من تكلفة حمايتهم، في حين تدفع الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات كثيراً لدعم أوروبا، نخسر كثيراً على التجارة".

وأضاف: "بدأت ألمانيا الدفع لروسيا، البلد الذي تريد الحماية منه، مليارات الدولارات لاحتياجاتها من الطاقة، هذا غير مقبول! يجب أن تلتزم جميع دول الناتو بالتزاماتها البالغة 2٪، ويجب أن تصل في النهاية إلى 4٪!".

وفي سياق هذا الجدال، شدد الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، على أن التركيز الرئيسي يجب أن ينصبَّ على الالتزام بمعدل إنفاقٍ 2% من الناتج المحلي الإجمالي لكل عضو.

ورفض ستولتنبرغ الإجابة عن سؤال محدد يتعلق بتصريحات ترامب، لكنه قال للصحفيين : "أعتقد أنه يجب علينا أولاً الوصول إلى 2%، والتركيز على ذلك الآن. الشيء الجيد هو أننا نتحرك نحو ذلك".

وأضاف الأمين العام لحلف الناتو أنه على مدى عقود، منذ نهاية الحرب الباردة، خفضت دول "الناتو" ميزانيات الدفاع؛ بسبب تراجع التوترات، لكن الوضع الحالي يستلزم زيادتها، في وقت تتصاعد فيه التوترات.

ودأب رؤساء الولايات المتحدة السابقون على حث أوروبا على تحمُّل المزيد من المسؤولية عن الدفاع عن أنفسهم وتخفيف العبء الذي يتحمله دافع الضرائب الأمريكي، للحفاظ على الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا بعد انتهاء الحرب الباردة بوقت طويل، لكن لم يقم أحد منهم برفع نبرة المطالب كما فعل ترامب.

ويتمثل الاعتراض الرئيسي لترامب في أن جميع الدول الأعضاء، باستثناء عدد صغير، لم ترفع بعدُ ميزانياتها الدفاعية، للوصول إلى المستهدَف بإنفاق ما لا يقل عن 2% بدل 1% من ناتجها الاقتصادي السنوي من أجل الدفاع بحلول عام 2024.

وبحسب البيانات، فإن خمس دول فقط، من إجمالي 29 دولة عضوة في "الناتو"، حققت المستهدف هذا العام ورفعت إنفاقها الدفاعي، وهي: الولايات المتحدة، واليونان، وإستونيا، وبريطانيا، ولاتفيا، كما أن هناك دولاً أخرى اقتربت من الوصول للهدف، مثل بولندا وفرنسا.

وفي النهاية ...

شد وجذب هي العلاقة بين طرفي الأطلسي منذ مجيئ ترامب. رئيس تاجر يحسب العلاقة حتى مع الحلفاء بالناتو بمنطق الدفع والمشاركة، ويعتبر" ألمانيا أسيرة في يد روسيا"، لكن برلين ترد بأنها "مستقلة القرار وضامنة للعالم الحر".

فهل هذا سينتج الى خروج أوروبا من العباءة الأمريكية!!!

ف. رفيعيان