جولة ولايتي الى روسيا والصين.. تبيين المواقف وتوطيد العلاقات

جولة ولايتي الى روسيا والصين.. تبيين المواقف وتوطيد العلاقات
السبت ١٤ يوليو ٢٠١٨ - ١٠:٣٢ بتوقيت غرينتش

زار مستشار قائد الثورة الاسلامية في الشوون الدولية علي اكبر ولايتي يوم الاربعاء العاصمة الروسية موسكو على راس وفد رفيع المستوى.

العالم - ايران

والتقي ولايتي خلال هذه الزيارة كبار المسؤولين الروس بمن فيهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

كما القى خلال الزيارة كلمة في نادي 'فالداي' واجتمع مع عدد من الوزراء الروس.

وقبيل الزيارة أكد مستشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران منصور حقيقت بور في اتصال هاتفي مع قناة العالم أن زيارة مستشار قائد الثورة الاسلامية علي اكبر ولايتي الى روسيا ثم الصين تركز في الأساس على موضوع الاتفاق النووي وتأمين مصالح ايران في ظل الانسحاب الاميركي منه.

وأضاف حقيقت بور ان: زيارة السيد ولايتي إلى روسيا والصين ستشمل عدة قضايا لكنها تركز بالأساس على الانسحاب الأميركي الأحادي الجانب من الاتفاق النووي باعتباره الموضوع الأهم حاليا بالنسبة لنا.

وأضاف أن السيد ولايتي سيطلب خلال زيارته من موسكو وبكين أن تحافظا على الاتفاق النووي وتعملا على تضمين تحقيق إيران لمصالحها الاقتصادية من الاتفاق، وإذا حصل هناك إجماع للدول المتبقية في الاتفاق النووي للتصدي للسياسات الأميركية أحادية الجانب فهذا يعتبر انتصاراً لنا.

كما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي قبل يوم من وصول ولايتي الى موسكو، ان السيد علي اكبر ولايتي المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية سيتوجه الى موسكو  لتسليم رسالة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي حول هذه الزيارة انه وعقب الخطا الاستراتيجي للرئيس الاميركي دونالد ترامب وخروج اميركا من الاتفاق النووي قررت الجمهورية الاسلامية الايرانية ارسال عدد من المبعوثين الخاصين يحملون رسائل من كبار المسؤولين في الجمهورية الاسلامية الايرانية لشرح وجهات نظر ومواقف ايران ازاء هذا السلوك المتغطرس والمتعارض مع المواثيق الدولية لسائر البلدان.

وحظت زيارة ولايتي باهمية كبيرة لانها أتت على اعتاب عقد قمة الناتو الاخير وكذلك اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي والاميركي في هلسنكي.

وقال ولايتي لدى وصوله الي موسكو أن علاقة ايران مع روسيا هي علاقة استراتيجية في مختلف المجالات وأنها تطورت خلال الفترة الأخيرة، مقللاً من أهمية الزيارة المتزامنة التي قام بها رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى روسيا وقال ان 'وجوده من عدمه في روسيا لن يؤثر على مهمتي الاستراتيجية'.

واضاف ولايتي ان مسار التعاون القائم بين قوى جبهة المقاومة بزعامة ايران وروسيا في مواجهة الارهاب ومؤسسيه في سوريا وغيرها من الدول الاقليمية؛ شكّل نموذجا يحتذى به من التعاون بين ايران وروسيا؛ مبينا ان العلاقات الاستراتيجية فقط من شأنها ان تحقق هكذا نوع من التعاون.

واردف قائلا، ان الدعم الذي قدمته روسيا الى ايران في الامم المتحدة، الى جانب التعاون الثنائي في اطار الاتفاق النووي يجسدان نماذج اخرى من التعاون الاستراتيجي القائم بين البلدين.

وفي سياق متصل، نوه مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية الى العلاقات الثنائية في المجالات الدفاعية والسياسية والاقتصادية والنووية والامنية؛ مؤكدا ان ذلك يشير الى وجود برنامج طويل الامد بين الجانبين.

وتطرّق ولايتي الى الظروف (الدولية) الحساسة الراهنة؛ مؤكدا ان العالم يتعرض اليوم لسيطرة شخص مارق بوصفه رئيسا للجمهورية في امريكا، علي القوانين الدولية؛ 'بما يؤكد ضرورة ترسيخ مزيد من هذا التعاون، وفي ضوء هذه الظروف الحساسة انني اتشرف بان احمل رسالة من سماحة قائد الثورة الاسلامية وفخامة رئيس الجمهورية'.

والتقى مستشار قائد الثورة الاسلامية في ايران الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو حيث سلمه رسالتين من قائد الثورة الاسلامية ورئيس الجمهورية.

وقد بحث الجانبان خلال اللقاء مختلف القضايا الثنائية والاقليمية والدولية

وعقب اللقاء أعلن ولايتي أن الاحصائيات التي استعرضها الرئيس بوتين تشير الى تأكيده على رفع العلاقات النفطية بين ايران وروسيا الى مستوى 50 مليار دولار، اي أن موسكو مستعدة لتوظيف هذا الحجم من الاستثمارات في قطاع النفط الايراني، حيث إن هذا الرقم هام وبامكانه تعويض نشاط الشركات التي غادرت البلاد.

وبّين ولايتي أن اجتماعه مع بوتين امتد لساعتين وكان بناء وشفافا ووديا.

وأشار الى أن قائد الثورة الاسلامية ومنذ زمن يرى أن العلاقات مع روسيا استراتيجية وستستمر هذه العلاقات تحت اشرافه.

ونوه الى أن الرئيس بوتين استعرض تقريرا أفاد بارتفاع التبادل التجاري بين روسيا وايران 36 بالمئة بالثلث الاول من عام 2018.

وأوضح  مستشار قائد الثورة الاسلامية أن شركة روسية هامة في طور ابرام عقد بقيمة 4 مليارات دولار مع وزارة النفط الايرانية، إضافة الى شركتين هامتين أخريين بدأتا التفاوض، ومن المرشح ان تصل قيمة العقود لـ 10 مليارات دولار.

نوويا بيّن ولايتي أنه بمساعدة روسيا أنشأت ايران مفاعلا بطاقة 1000 ميغاواط فضلا عن أنه يتم بناء مفاعلين اخرين في ايران حاليا، وأن الرئيس بوتين على علم كامل بتفاصيل العمليات التنفيذية لهما.

ولفت الى التعاون القائم بين ايران وروسيا في قطاع سكك الحديد مبيّنا أن المقدمات التنفيذية لكهربة خط سكك الحديد "اينجه برون" (شمال شرق) – "كرمسار" (وسط) قد بدأت في مدينة ساري (شمال)، وأن الرئيس بوتين أبدى استعداده لاستثمار روسيا بهذا المجال.

وبيّن أن بوتين أكد على اهمية ممر النقل الشمال- الجنوب وسان بطرسبوغ – جابهار (جنوب شرق ايران)، لنقل السلع من آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا عبر ايران الامر الذي يوفر 40 بالمئة من الزمن والتكاليف.

من جهة ثانية اشار مستشار قائد الثورة الاسلامية الى قرب انعقاد اجتماع قمة في آستانة لزعماء الدول الخمس المطلة على بحر قزوين، فضلا عن انعقاد اجتماع في طهران يضم رؤساء ايران وتركيا وروسيا لمناقشة الوضع في سوريا.

هذا واكد ولایتي، بان مسیرة تنمیة العلاقات بین ایران وروسیا لیست احادیة الجانب وان اجراءات رئیس وزراء الكیان الصهیوني لن تؤثر علیها.

وقال ولايتي، مساء الخمیس، في الرد على سؤال حول زیارة نتنیاهو الى موسكو وتكراره مزاعم فارغة وبالیة ضد ایران قال ولایتي، ان العلاقات بین ایران وروسیا تخدم مصالح الطرفین لذا فان المزاعم الفارغة والعبثیة والتدخلیة التي یطلقها نتنیاهو لن تؤثر على هذه العلاقات.

وحول نتائج زیارته الى موسكو قال ولایتي، یمكن القول بان توجیه رسالة مهمة واستراتیجیة من قبل قائد الثورة الاسلامیة وكذلك رسالة من رئیس الجمهوریة والمحادثات المسهبة مع بوتین، شكلت منعطفا في العلاقات الایرانیة الروسیة.

واضاف، ان قرارات هذا الاجتماع ینبغي متابعتها بصورة جیدة وقد تقرر ان تتم المتابعة من قبل مسؤولي البلدین بصورة مؤثرة وان ترفع التقاریر ذات الصلة في هذا الصدد الى كبار المسؤولین وفی المقدمة قائد الثورة ورئیس الجمهوریة (روحاني) والرئیس بوتین واینما كانت هنالك مشكلة فانه تتم معالجتها بایعازات من كبار المسؤولین.

وقال ولایتي، ان هذا اللقاء الذي جاء علي اعتاب لقاء بوتین مع ترامب حاسم للغایة، فمن جانب عقد حلف الناتو اجتماعا طرح في بند منه بعض الامور ضد ایران ومن جانب اخر هنالك توافقات ایران وروسیا اللتین تعتزمان الوقوف امام ضغوط امیركا واذنابها وبعض الدول الغربیة.

واكد بانه في ظل وحدة خط المقاومة حول محور ایران وكذلك روسیا كقوة سیاسیة وعسكریة كبرى في العالم، ستنتصر جبهة المقاومة واضاف، نامل بان یصبح التعاون بین ایران وروسیا انموذجا للتعاون بین ایران والصین والهند وبعض الدول المهمة في شرق اسیا وان تتحقق الرؤیة الاستراتیجیة للعلاقات مع الدول الشرقیة.

ومن جهه اخرى صرح ولايتي، بأن تواجد المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا والعراق جاء تلبية لطلب من حكومتي البلدين، مشيرا الى استعداد طهران لسحبهم إذا طلبت دمشق وبغداد ذلك.

وقال ولايتي متحدثا في نادي فالداي يوم الجمعة: "وجودنا في سوريا والعراق استشاري وإذا أرادت هاتين الدولتين أن نخرج سنخرج فورا"، مؤكدا على أن "سوريا والعراق وحدهما لم تكونا قادرتين على مواجهة الإرهاب المتوسع في دولتهما، وهم طلبوا منا العون ونحن ساعدناهم لمدة 4 سنوات".

وأضاف مستشار قائد الثورة الاسلامية للشؤون الدولية: "حكومة الرئيس بشار الأسد كانت ستسقط خلال أسابيع لولا مساعدة إيران، ولو لم تكن إيران موجودة لكانت سوريا والعراق تحت سيطرة أبو بكر البغدادي".

وتابع ولايتي قائلا: "الذين يقولون إن روسيا تريد من إيران الخروج من سوريا هم يريدون ضرب الوحدة الحاصلة بين موسكو وطهران"، مؤكدا على أنه "إذا خرجت إيران وروسيا الآن من سوريا سيعود الإرهاب للسيطرة".

ولفت ولايتي الى ان ايران ساعدات في تحرير 80 بالمائة من الارضي السورية من سيطرة الارهابيين، مضيفا: ان التواجد الايراني في سوريا لم يكن باذن من اميركا بحيث تريد ان تغادر هذا البلد، هذه ايران التي تساورها شكوك حول اهداف وشرعية التواجد الاميركي في سوريا.

واضاف: ان ايران منعت تقسيم سوريا، لانها كانت ستصبح مثل انموذج ليبيا...، لقد ساعدنا سوريا لمواجهة الاعتداءات الاميركية، فتواجد ايران في وسريا يمنع عودة الارهابيين.

واكد مستشار قائد الثورة الاسلامية ان ايران لن تجري اي لقاءات ومفاوضات مع مسؤولي حكومة ترامب وسائر المسؤولين الاميركيين.

وفي مؤتمره الصحفي الذي عقده مساء الجمعة في موسكو، قال ولايتي في الرد علي سؤال حول امكانية اللقاء مع ترامب وسائر المسؤولين الاميركيين لخفض التصعيد بين الطرفين: اننا لا نعتزم ابدا التفاوض مع اميركا، لذا فانه على المسؤولين الاميركيين الذين يتوهمون باننا نريد التفاوض معهم ان يعلموا باننا لا نعتبر ترامب وسائر المسؤولين الاميركيين جديرين بالتفاوض معهم.

واضاف، ان اميركا نقضت الاتفاق النووي الذي ايده مجلس الامن الدولي، فهل نتفاوض معها لتوجه لنا كلاما لا اساس له؟.

وفي الرد علي سؤال اخر حول كيفية بيع النفط لروسيا قال، اننا نقوم باستخراج النفط وبيعه واستلام ثمنه.

واضاف، لقد تعودنا على المشاكل التي سنواجهها في بيع النفط ولا نرى اية مشكلة غير قابلة للحل، فمن المحتمل ان تكون هنالك صعوبات في ظل الحظر لكننا نعرف كيف نقوم بالتسويق والبيع.

واوضح بان لايران اتفاقيات نفطية مع 3 شركات روسية وقد اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بان بلاده يمكنها اقامة استثمارات ضخمة في ايران.

وصرح ولایتي، ان رؤساء امیركا على مدى الاعوام الاربعین الماضیة، انتهجوا سیاسة واحدة تجاه ایران، وسعوا على الدوام لمواجهة الثورة الاسلامیة.

واضاف انه ومنذ انتصار الثورة الاسلامیة ولغایة الیوم حیث مضى 40 عاما، لم نر اي رئیس امیركي جاء الى سدة الحكم ولم یضع في جدول اعماله سیاسة مواجهة الثورة الاسلامیة.

وصرح، ان الفرق الوحید بین الرئیس الامیركي الحالي واسلافه هو انه یتحدث بلا قناع ولا یراعي الادب الدبلوماسي في الساحة الدولیة، لذا فان تصریحاته تاخذ صدى اكبر.

وتابع مستشار قائد الثورة الاسلامیة في الشؤون الدولیة، انه وبغض النظر عن ان الرئیس الامیركي مؤدب او غیر مؤدب، فقد شهدنا ان سیاساتهم لا فرق فیها تجاه ایران وهو النهج الذي لوحظ في سیاسات بوش الاب وكلینتون وبوش الابن واوباما وترامب.

واوضح بان مواجهة الرؤساء الامیركیین للثورة الاسلامیة مستمرة وقال، ان بعض رؤساء امیركا مثل باراك اوباما كانوا 'یذبحون بالقطنة' (بطریقة ناعمة) في حین ان دونالد ترامب لا یراعي الحد الادنى من معاییر الادب في الساحة الدولیة.

وقال، ان اوباما وبوش وكلینتون والان ترامب قد نقضوا كلهم اتفاقیاتهم مع ایران والاخرین مثلما راینا نقضهم للاتفاق الصاروخي مع روسیا.

واضاف ولایتي، انهم یطلقون تصریحات مكررة دوما وناكثون للعهود ولقد راینا فشلهم في تحقیق اهدافهم في كل مكان لذا فانهم لا مصداقیة لهم، وان الرئیس الامیركي الحالي هو الاسوأ من اسلافه في هذا الجانب لذا فانه لا احد یعیر اهتماما لتصریحاته.

واكد بانه لا ترامب اقوى من اسلافه ولا الجمهوریة الاسلامیة اضعف من الماضي واضاف، ان قدرات ایران الیوم تبلغ عشرات اضعاف ما كانت علیه في نهایة الحرب الایرانیة العراقیة (المفروضة من قبل النظام العراقي السابق 1980-1988)، وان لامیركا الیوم مشاكل اكبر على الصعید الدولي.

وقال ولایتي، انه من كان یتصور حدوث خلافات جادة في وجهات النظر بین امیركا وحلفائها في حلف شمال الاطلسی (الناتو)، معتبرا هذه المسالة مؤشرا على ضعف الهیكل التنظیمی لهذا الحلف.

وتاتي هذه الزيارات والجهود في اطار مزيد من التعاون والتعامل الافضل بين الجمهورية الاسلامية الايرانية مع دول العالم لتبيين اخر المواقف الايرانية بعد الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي وتبادل الاراء ومزيد من التفاهم مع هذه الدول في الظروف الراهنة وذلك في ظل الانتقاد الدولي للاجراء الاميركي الاحادي وغير المنطقي وغير القانوني وكذلك تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي اكدت مرارا التزام طهران بجميع التعهدات المنصوص عليها في الاتفاق النووي