الانتخابات الباكستانية واعتقال نواز شريف

الانتخابات الباكستانية واعتقال نواز شريف
السبت ١٤ يوليو ٢٠١٨ - ١٠:٥٤ بتوقيت غرينتش

أصدرت محكمة في إسلام آباد الأسبوع الماضي، حكما بسجن شريف لمدة 10 سنوات بسبب شرائه عقارات فاخرة في لندن بأموال حكومية في واحدة من ثلاث فترات تولى فيها شريف رئاسة الوزراء تسعينيات القرن الماضي. في حين تنفي الأسرة جميع الاتهامات المنسوبة إليها. وأقالته المحكمة العليا بعد تحقيق في الفساد، كما حظر عليه ممارسة السياسة مدى الحياة، إلا أنه لا يزال رمزا قويا لحزبه الحاكم.

العالم - أسيا والباسفيك

أودعت السلطات في باكستان يوم الأحد الماضی زوج ابنة رئيس الوزراء المعزول نواز شريف السجن تنفيذا لحكم قضائي غيابي صدر بحقه بتهم فساد تتعلق بشراء أسرته شققا سكنية فاخرة في لندن.

وأصدرت محكمة باكستانية أيضا حكما بالسجن 7 أعوام  بحق مريم ابنة شريف والتي تعتبر على نطاق واسع خليفته السياسية كما عوقب زوجها محمد سافدار بالسجن لمدة عام في حكم يرى كثيرون أنه ضربة لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز قبل الانتخابات المقررة في 25 يوليو.

وقال مكتب المحاسبة الوطني الباكستاني لمكافحة الفساد في بيان: "بعد مداهمات مستمرة لمكتب المحاسبة الوطني لمنازله في أبوت أباد ومانسهره وهاريبور قرر الكابتن محمد سافدار تسليم نفسه لمكتب المحاسبة الوطني".

اعلان نواز شريف عزمه العودة إلى باكستان

ولكن أعلن رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف، عزمه العودة إلى باكستان، رغم صدور حكم غيابي بحقه لمدة 10 سنوات.

وقال شريف في مؤتمر صحفي لحزب "الرابطة الإسلامية- نواز" في لندن: "رغم أنني أرى قضبان السجن أمام عيني، سأتوجه إلى باكستان.. ضعوا نواز شريف في السجن مدى الحياة، أرسلوه إلى المقصلة، ولكن سيكون عليكم الإجابة على أسئلة الشعب الباكستاني الذي لن يتوقف إلا بعد أن يحصل على الأجوبة".

وأشار رئيس الوزراء السابق إلى قوة المؤسسة الأمنية في باكستان، وقال: "في وقت من الأوقات كنا نقول دولة داخل دولة، الآن نقول دولة فوق الدولة".

من جهته، قال عثمان خان منسق حزب شريف: "قضية شريف تلاعب بها القضاء والمؤسسة الأمنية في باكستان".. "شريف سيغادر لندن الخميس وسيصل إلى لاهور في باكستان صباحا.. نتوقع أن يخرج حشد كبير للترحيب به".

وأعرب خان عن أمله في أن يسمح لشريف بالحديث إلى أنصاره في باكستان "قبل أن يسلم نفسه للسلطات".

تفجير انتحاري في مدينة بشاور شمال غربي باكستان

أسفر تفجير انتحاري فی یوم الثلاثاء 10/يوليو أثناء تجمع لحزب "عوامي الوطني" في مدينة بشاور شمال غربي باكستان، عن مقتل 12 شخصا ومن بين القتلى هارون بيلور، المرشح للانتخابات العامة المقررة في الـ 25 يوليو، وهو نجل القيادي في الحزب بشير بيلور الذي قتل في هجوم لحركة "طالبان" عام 2013، حين كان حزب "عوامي الوطني" الهدف الرئيسي لعناصر الحركة عشية الانتخابات العامة في البلاد.

تجدر الإشارة إلى أن حزب عوامي الوطني، المحسوب على التيار الاشتراكي الديمقراطي، والذي يقوده اسفنديار ولي خان، معروف بموقفه المناهض لحركة "طالبان".

تفجير قرب كويتا عاصمة بلوشستان

وفي يوم الأمس تم هجوم انتحاري دام في باكستان تزامنا مع عودة نواز شريف وارتفعت حصيلة قتلى التفجير الانتحاري الذي وقع في جنوب غرب باكستان يوم الجمعة إلى 128 قتيلا.

وجاء التفجير الذي وقع في بلدة ماستونغ قرب كويتا عاصمة بلوشستان بعد ساعات من انفجار قنبلة أدى الى مقتل أربعة أشخاص في تجمع انتخابي في بانو في شمال غرب البلاد.

وأعلن تنظيم "داعش"، عبر وسائل إعلام تابعة له، مسؤوليته عن التفجير الانتحاري قرب كويتا.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، لقي 4 أشخاص مصرعهم لدى انفجار دراجة نارية مفخخة عند مرور موكب أحد السياسيين في شمال غربي باكستان، بحسب ما أعلنته الشرطة.

وأوضحت الشرطة أن التفجير الذي وقع في بلدة بانو شمال غربي باكستان، استهدف موكب مرشح "متحدة مجلس العمل"، أكرم خان دراني، الذي نجا من الهجوم.

و"متحدة مجلس العمل" ائتلاف يضم أحزابا دينية مقره شمال غربي باكستان.

وفي وقت سابق، قال وزير الإعلام الباكستاني، علي ظفر، إن عشرة آلاف شرطي على الأقل ومئات الجنود من قوات الأمن شبه العسكرية في حالة تأهب قصوى في مدينة لاهور شرق البلاد، حيث يتوقع أن يصل شريف وابنته مريم إلى هناك من لندن مساء يوم الجمعة.

وكانت السلطات قد أعلنت يوم الخميس أنه سيتم نقل شريف ومريم على متن مروحية إلى العاصمة إسلام آباد، في اللحظة التي يصلان فيها إلى لاهور، وهي القاعدة السياسية للزعيم السابق.

واعتقلت الشرطة وهيئات الأمن المئات من النشطاء من حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية-جناح نواز"، حيث كانوا يخططون لتنظيم مسيرات إلى المطار لاستقبال زعيمهم.

وأغلقت الإدارة المحلية جميع الطرق المؤدية إلى المطار لمنع أنصار شريف من التجمهر وحماية الزعيم السابق من الاعتقال.

عودة نواز شريف وابنته واعتقالهما

وأوقفت السلطات الباكستانية، يوم الجمعة، رئيس وزراء باكستان السابق، نواز شريف، وابنته مريم، في مطار لاهور بعد دقائق من عودتهما إلى البلاد.

ووصل شريف مع ابنته قادمين من لندن إلى مطار لاهور الذي نشرت فيه السلطات الباكستانية وحدات إضافية من قوات الأمن لمنع تظاهرات جماهيرية لأنصار رئيس الوزراء السابق.

وأوضحت وكالة "رويترز" نقلا عن مراسلها في طائرة شريف أن مجموعة أشخاص بزي عناصر الأمن رافقت شريف وابنته إلى جهة غير محددة فورا بعد وصولهما المطار في الساعة 16:45 تقريبا بتوقيت غرينتش.

بدورها، ذكرت قناة "Geo TV" المحلية أن قوات الأمن اعتقلت نواز شريف وابنته مريم واقتادتهما إلى طائرة أخرى من المتوقع أن تقلع برئيس الوزراء السابق وابنته من لاهور، حيث تجمع قرب مطارها 10 آلاف شخص من أنصاره.

ووصل شريف مع ابنته إلى باكستان في ظل التحضيرات الجارية للانتخابات البرلمانية يوم 25 يوليو، ويعتبر المتابعون أن الغرض من هذه الزيارة إعطاء دفعة إيجابية لحزبه، "الرابطة الإسلامية الباكستانية"، التي خسرت مؤخرا مواقعها السياسية في البلاد.

واستقال شريف، الذي تولى رئاسة حكومة باكستان 3 مرات، من منصبه في 28 يوليو 2017 بعد إصدار المحكمة العليا في البلاد قرارا نص على أنه "لا يتناسب مع المنصب الذي يتولاه" على خلفية فضيحة فساد متعلقة بالملاذات الضريبية في بنما.