12/1/2011بقلم / عادل زعرب- صحفي مختص بالشئون الإسرائيلية – غزة journadel@hotmail.com

الأربعاء ١٢ يناير ٢٠١١ - ٠٧:٥٩ بتوقيت غرينتش

انهيار إسرائيل .. بين الادعاءات والتوقعات ليس جديدا الحديث عن انهيار إسرائيل ، ولكن في ظل التنامى والغطرسة الإسرائيلية الجديدة ، والتلويح بالحرب من جديد ، هل انهيار إسرائيل والحديث عنه حقيقة أم خيال ؟ أم مجرد كلام ؟ أم هل الحديث عنه فقط توقعات في الأبراج الفلكية ؟

انهيار إسرائيل .. بين الادعاءات والتوقعات

ليس جديدا الحديث عن انهيار إسرائيل ، ولكن في ظل التنامى والغطرسة الإسرائيلية الجديدة ، والتلويح بالحرب من جديد ، هل انهيار إسرائيل والحديث عنه حقيقة أم خيال ؟ أم مجرد كلام ؟ أم هل الحديث عنه فقط توقعات في الأبراج الفلكية ؟ هذا ما سيحدده تصريحات المؤرخين والقادة الإسرائيليين في المرحلة الراهنة والسابقة .

رئيسة حزب "كديما" الإسرائيلي تسيبي أكدت في تصريحات صحفية أمس هي الأعنف لها منذ شهور إن الدولة العبرية تنهار وتعيش أسوأ لحظات تاريخها بسبب فقدان بوصلتها والحصار الذي تعيشه على مستوى العالم.

وقالت ليفني في خطاب لها في جامعة بار ايلان في تل أبيب ظهر اليوم "إن الحكومة الحالية فقدت البوصلة والاتجاه وأنها كاذبة "منوهة إلى أنها" الآن تكمم الأفواه وتمس بحقوق الأقلية العربية وتزرع الحقد والكراهية في صفوف الشعب الإسرائيلي".

وقالت أن الحكومة تمس بقدرة الجيش في العمل ضد منظمات الإرهاب بدرجة لا تقل خطورة عن تلك المنظمات ذاتها منوهة إلى أن الدولة العبرية وضعت في الزاوية الآن تعيش لحظات سيئة على المستوى الدولي لم يسبق لها مثيل.

وأضافت "السياسيون في إسرائيل يذهبون للتطرف أملا في اكتساب مزيد من الأصوات ولا يمكن الحديث عن الديمقراطية في الوقت الذي يتم المس بها يوميا عبر العديد من القوانين واللجان التي تحد من الحرية.

نشرت بعض المواقع الإلكترونية ما تسرب من تقرير المخابرات المركزية الأمريكية فيما يختص بإسرائيل.

المخابرات المركزية الأمريكية CIA أعربت عن شكوكها في بقاء إسرائيل بعد عشرين عاماً.

وتنبأ التقرير عن تحوّل مشروع حل الدولتين غير القابل للتطبيق إلى مشروع حل الدولة الديمقراطية الواحدة والتي يتمتع فيها المواطن بغض النظر عن عرقه أو قوميته بكامل حقوق المواطنة وبالتساوي. لأن حل الدولة الواحدة هو الحل المنصف والذي بدوره سوف يلقي بضوئه الساطع على شبح أو طيف الدولة الاستيطانية الاستعمارية العنصرية.

وخلص التقرير إلى أنه بدون عودة لاجئي 1947/1948 ولاجئي 1967 لن يكون هنالك حل دائم وثابت ومستقر في المنطقة.

وهذه الدراسة التي اطلع عليها أشخاص محددون تنبأت أيضاً بعودة هؤلاء اللاجئين إلى الأراضي المحتلة مما بدوره سيؤدي إلى رحيل ما يقارب المليوني (2مليون) إسرائيلي عن المنطقة إلى الولايات المتحدة خلال الخمسة عشر سنة القادمة.

إذ أن هنالك ما يزيد عن 500 ألف إسرائيلي يحملون جوازات سفر أمريكية ثلاثماية ألف منهم يعيشون في كاليفورنيا لوحدها. ومن لا يحملون جوازات سفر أمريكية وغربية فقد تقدموا بطلبات للحصول عليها.كما صرح بذلك القانوني الدولي السيد فرانكين لامب في مقابلة مع تلفزيون برس PRESS واستطرد يقول إن ذلك بسبب ما يدركونه من مصير ينتظرهم وكأنه كلام مكتوب على الحائط وواضح يقرؤونه بعيونهم. وأضاف بأن الأمريكيين لن يسيروا بعكس التاريخ ويستمروا في دعمهم للتمييز العنصري.

وقد سبق وأن تنبأت المخابرات المركزية الأمريكية بالسقوط السريع وغير المتوقع لحكومة جنوب أفريقيا العنصرية وكذلك بتفكك الإتحاد السوفيتي في مطلع عام 1990م. وها هي اليوم تقترح نهاية الحلم بأرض إسرائيل والذي سيحدث عاجلاً أم آجلاً.

وتنبأت الدراسة كذلك بعودة ما يزيد عن مليون ونصف إسرائيلي إلى روسيا وبعض دول أوروبا، هذا بجانب انحدار نسبة الإنجاب والمواليد لدى الإسرائيليين مقارنة بارتفاعها لدى الفلسطينيين مما يؤدي إلى تفوق أعداد الفلسطينيين على الإسرائيليين مع مرور الزمن.

وأشار لامب بأن تعامل الإسرائيليين مع الفلسطينيين وبالذات في قطاع غزة سوف يؤدي إلى تحول في الرأي العام الأمريكي عن دعم إسرائيل خلافاً للخمسة وعشرين سنة الماضية.

وقد تم إعلام بعض أعضاء الكونغرس بهذا التقرير.

دراسة جديدة كشفت بأن إسرائيل ستواجه بعد نحو 15 عاما مخاطر انهيار داخلية تهددها أكثر من القنبلة الإيرانية والجيوش العربية، منوهة لفقدانها السيطرة على أطرافها في ظل اختزال ذاتها في ما يسمى بـ "دولة تل أبيب".

وتستعرض الدراسة الأكاديمية الصادرة عن جامعة حيفا هذا الأسبوع ، تحت عنوان "دولة تل أبيب تهديد لإسرائيل" ما سمته مخاطر السياسات الخاطئة وعوامل الانهيار الذاتي.

وأشارت الدراسة التي أنجزها الجغرافي البروفسور أرنون سوفير إلى الظاهرة الكونية الراهنة المتمثلة بازدياد حجم المدن الكبرى وتعاظمها ديمجرافيا واقتصاديا على حساب الأطراف، جراء الهجرة لها وتركيز الموارد العامة فيها.

ويشير سوفير لخصوصية الحالة في إسرائيل وخطورتها نظرا لكون سكان مركزها -تل أبيب ومحيطها- من اليهود بينما يتركز فلسطينيو الداخل في أطرافها.

ويوضح أن إسرائيل تتقلص يوما بعد يوم وتنحصر في منطقة تل أبيب، حيث تتركز الموارد الجوهرية المختلفة ويتزايد عدد اليهود فيها، بينما يستمر ضعف "الأطراف اليهودية" نتيجة التمييز في الخدمات والفرص، والاحتكاك المتواصل مع فلسطينيي 48.

ويستعرض الباحث استئثار مركز البلاد الذي يسميه "دولة تل أبيب" بالموارد والقدرات المرتبطة بالمال والعمل والتربية والصحافة والثقافة، مقابل ضعف الضواحي.

ويضيف "وتتسع الهوة في مستوى المعيشة بينهما باستمرار، حيث يتمتع سكان تل أبيب بثقافة كونية غنية بجودة حياة عالية، وينغمسون بملذاتها وسط لا مبالاة لما يجري في الأطراف".

رئيس الوزراء الإسباني السابق خوسيه ماريا أزنار حذر من انهيار (إسرائيل)، معتبراً أن ذلك سيقود إلى انهيار الغرب.

وفي مقال له بصحيفة التايمز نشرت الخميس 17-6-2010، تحت عنوان "ادعموا (إسرائيل) لأنها إذا انهارت انهار الغرب"، قال أزنار إن "(إسرائيل) هي خط دفاعنا الأول في منطقة مضطربة تواجه باستمرار خطر الانزلاق إلى الفوضى، ومنطقة حيوية لأمن الطاقة لدينا بسبب الاعتماد المفرط على النفط الموجود في الشرق الأوسط، والمنطقة التي تشكل خط الجبهة في الحرب ضد التطرف، فإن سقطت فسنسقط معها".

وأضاف أزنار -الذي تولى رئاسة الحكومة الإسبانية من عام 1996 وحتى عام 2004- "إنّ تراجع الغرب عن دعم (إسرائيل) وترْكها تواجه مصيرها وحدها في هذه الظروف دليل صارخ على مدى تراجع الغرب وضعفه.

وصدر مؤخرا كتاب بعنوان : انهيار إسرائيل من الداخل و المؤلف: عبد الوهاب المسيري. عدد الصفحات: 206 صفحات. و الناشر: مؤسسة دار المعارف - القاهرة. وهو متتخصص في دراسة الصهيونية واليهودية، واصدر موسوعة متخصصة في هذا المجال والكتاب يقدم جوانب كثيرة الأهمية بشأن الداخل الإسرائيلي تساعد على فهم الكيان الصهيوني وجذور تكوينه وفهم الكثير من سياساته.

ومن خلال ثمانية فصول يتناول الكاتب الدكتور عبدالوهاب المسيري موضوعه مستعرضا المشكلة الديمغرافية اليهودية والنبوءات الصهيونية وطبيعة الصهيونية كظاهرة استعمارية استيطانية، عارجا على العنف الصهيوني مع تناول الانتفاضة وتقديم عرض تفسيري لما يثار بشأن الهيكل وإعادة بنائه. ويحاول من خلال كل ذلك أن يصل إلى تحديد طبيعة الأوضاع داخل “إسرائيل” وأثر ذلك على مستقبل الدولة العبرية.