معاناة ترامب امام سياسة ورجالات اوباما

معاناة ترامب امام سياسة ورجالات اوباما
الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:١٨ بتوقيت غرينتش

دأب ترامب على انتقاد سياسة اوباما وخرج من اكثر الاتفاقيات التي وقعتها اميركا مع الدول الاخرى وادخل اميركا في عزلة دولية تتفاقم تبعاتها يوما فيوما.

العالم - الاميركيتان 

بدا ترامب جولته الانتخابية للرئاسة الاميركية  بالهجوم على سياسة اوباما واعتبره مؤسس داعش وان هيلاري كيلنتون المنافسة القوية له في الانتخابات اعتبرها شريكة اوباما


ترامب: أوباما مؤسس داعش.. وكلينتون شريكته

اتهم، دونالد ترامب، باراك أوباما، بتأسيس تنظيم داعش الإرهابي.

وأضاف ترامب، "أوباما هو مؤسس تنظيم داعش، وبإمكاني القول إن هيلاري كلينتون شريكة له في ذلك".

وبحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن ترامب، قال إن داعش يرد الجميل لأوباما بعدما "أسسه".

وعاد ترامب إلى وصف منافسته الديمقراطية بالمحتالة، متهما أوباما بإيصال منطقة الشرق الأوسط إلى ما باتت عليه من فوضى.

ترامب قبل وصوله لسدت الحكم كان يحمل الضغينة للشعب الايراني ووصف الاتفاق النووي الايراني بانه اسوء اتفاق توقعه اميركا في تاريخها وبعد ان اصبح رئيسا استمر على لجاجته في الانتقاد للاتفاق النووي

الرئيس الأمريكى: الاتفاق النووى بيننا وبين إيران أسوأ اتفاق

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الإتفاق النووي الإيراني هو أسوأ اتفاق وقعته الولايات المتحدة الأمريكية.

ان هجوم ترامب على الاتفاق النووي قبل وبعد الانتخابات في الحقيقة هجوم على سياسة ترامب وهو يريد ان يقول ان سياسة اوباما كلها كانت خاطئة سياسيا وعسكريا واقتصاديا ويكن كل الحسد له.

ترامب غاضب: لو كان أوباما من اجتمع مع كيم لاعتبر بطلا!

وغرد ترامب على تويتر قائلا "إذا كان الرئيس أوباما... قد اتفق مع كوريا الشمالية"... واتخذ خطوات نحو السلام، "لكانت ( وسائل الإعلام) قد اعتبرته بطلا قوميا! 

 وقال ان الإدارة السابقة خلفت وراءها فوضى"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة شهدت خلال السنوات الماضية تقلص فرص العمل وإغلاق مصانع. وأضاف: "الساسة كانوا يرسلون قواتنا للدفاع عن حدود دول أخرى، في حين لم تكن حدود أمريكا محمية".

كما وجه ترامب نقدا لاذعا لخصومه من الحزب الديمقراطي ولزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشارلز شومر قائلا: "أعرفه منذ زمن طويل، فهو زعيم ضعيف، يريد زيادة الضرائب عليكم.

ثم، جدد ترامب وعده بالانسحاب من كل الاتفاقيات وقال إنه سيبدأ مفاوضات جديدة بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا): "كنا لسنوات طويلة على الجانب الخاطئ في علاقاتنا مع المكسيك وكندا. لقد سمحنا بذلك بأنفسنا. والآن نبدأ مفاوضات جديدة. وإن لم نحصل على اتفاقية جيدة تناسب شركاتنا وعمالنا، فسوف نوقف مفعول "نافتا". كما وصف ترامب اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ، التي قرر الانسحاب منها فور وصوله إلى البيت الأبيض، بـ "الفظيعة والكارثية".

وطالت انتقادات ترامب اتفاق باريس بشأن المناخ، حيث قال: "لقد دفعنا مليارات الدولارات في إطار هذه الاتفاقية، في حين لم تدفع الصين وروسيا والهند شيئا، لا بل هم مستفيدون منها.. من الآن فصاعدا لن نسمح للدول الأخرى بالحصول على امتيازات على حسابنا، لأن أمريكا من الآن ستكون هي الأولى".

وانتقد ترامب سياسة اوباما بسبب مواقفه الاخيرة  حول "سرائيل" 

وقال: لا يمكن أن نستمر في معاملة "إسرائيل" بازدراء وبعدم احترام"، مضيفا أنه كان للإسرائيليين صديقا عظيما في الولايات المتحدة، "لكن هذا لم يعد موجودا الآن".

وكانت الولايات المتحدة قد امتنعت عن التصويت على مشروع قرار تبناه مجلس الأمن يدين بناء المستوطنات الإسرائيلية في أراض تابعة للفلسطينيين، ما أثار غضب الاحتلال الذي رأى في عدم استخدام واشنطن حق الفيتو تخل عنه.

كما انتقد سياسة اوباما تجاه سوريا قائلا أن "خسارة القرم" سببها رفض أوباما استخدام القوة العسكرية ضد سوريا عام 2013 على الرغم من تحذيراته السابقة للسلطات في دمشق.

أوجه الاختلاف في السياسة الخارجية ما بين أوباما وترامب

دأب "دونالد ترامب" خلال حملته الانتخابية وبعد تسلمه مهام عمله على انتقاد سياسة سلفه "باراك أوباما" على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وكان الكثير من المراقبين يعتقدون بأن ترامب سيتخذ إجراءات مغايرة لإجراءات سلفه في الميدان الدولي، خصوصاً وأن ترامب كان قد أطلق شعارات من بينها "أمريكا أولاً" و"كل شيء من أجل أمريكا" وغيرها.
وللبرهنة على أن سياسة ترامب الخارجية تختلف عن سياسة أوباما يمكن الإشارة إلى ما يلي:

الاتفاق النووي

أطلق ترامب شعارات هدد فيها بتمزيق أو تغيير بعض بنود الاتفاق النووي المبرم في تموز/يوليو 2015 بين إيران ومجموعة (5+1) التي تضم بالإضافة إلى أمريكا كلاً من روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والذي دخل حيز التنفيذ في مطلع 2016، واصفاً إيّاه بأنه أسوأ اتفاق وقعته أمريكا في تاريخها. واعتبر ترامب الاتفاق النووي بأنه يصب في صالح إيران إقليمياً ودولياً ولايخدم مصالح أمريكا، في حين كان أوباما يحرص على توقيع هذا الاتفاق لاعتقاده بأنه يعود بالنفع على بلاده وعلى المجتمع الدولي.

علاقات أمريكا مع كوبا

كانت العلاقات الأمريكية - الكوبية تشهد توتراً حاداً منذ عام 1961، وتمكن أوباما من تطبيع هذه العلاقات في زمن الرئيس الكوبي الحالي "راؤول کاسترو"، في حين أقدم ترامب على إلغاء اتفاق التطبيع من جانب واحد، الأمر الذي واجهته هافانا بإجراء مماثل.

حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط

سعى أوباما إلى عدم إثارة حلفاء بلاده في المنطقة خصوصاً خلال سنوات ما عرف بـ "الربيع العربي" على الرغم من اتخاذه إجراءات تبدو للوهلة الأولى بأنها مغايرة لهذا المنهج كما حصل مع نظام الرئيس المصري الأسبق "حسني مبارك" حيث دعاه إلى الاستجابة لمطالب الشعب المصري بذريعة الدفاع عن الديمقراطية في العالم العربي. ويعتقد المراقبون بأن السبب الحقيقي لهذا الإجراء هو محاولة احتواء الشارع العربي الناقم على سياسات أمريكا بسبب دعمها للكيان الإسرائيلي الغاصب لفلسطين.
في مقابل ذلك سعى ترامب إلى الإبقاء على علاقات بلاده مع العديد من دول المنطقة لتحقيق مصالح اقتصادية كما حصل مع السعودية التي زارها مؤخراً وعقد معها صفقات ضخمة لبيع الأسلحة بمئات مليارات الدولارت. فترامب لا تهمه قناعات الشارع العربي بقدر ما تهمه مصالحه الاقتصادية في عموم المنطقة.

المعاهدات الدولية

سعى أوباما إلى الحفاظ على المعاهدات الدولية التي أبرمتها بلاده مع الدول الأخرى كمعاهدة باريس للمناخ، في حين سارع ترامب لإلغائها بدعوى أنها لا تصب في صالح الاقتصاد الأمريكي، وهذا يبين أن ترامب لا يهمه الالتزام بأي معاهدة دولية أو إقليمية طالما وقفت في طريق طموحاته الاقتصادية على عكس إدارة أوباما التي كانت مستعدة للإبقاء على هذه المعاهدات في سبيل تحقيق مصالح استراتيجية سياسية وأمنية.

في الختام لابدّ من التأكيد على أن جميع الرؤساء الأمريكيين بمن فيهم ترامب وأوباما يتحركون وفقاً لما تمليه المصالح الأمريكية حتى وإن كانت على حساب الدول الأخرى أو تتعارض مع الاتفاقيات الدولية، والاختلاف يكمن في طريقة تنفيذ هذه السياسة وما تتطلبه المرحلة من إجراءات تتراوح بين التشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان تارة وبين التهديد العسكري والتنصل عن الالتزام بأي تعهد قانوني تارة أخرى كما يفعل ترامب حيال الاتفاق النووي مع إيران الذي حظي بتأييد مجلس الأمن الدولي بعد أن وقعته خمس دول دائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا في إطار المجموعة السداسية الدولية.

ترامب يحس بالنقص امام اوباما

في اعتقادي ان ترامب يحس بالنقص امام اوباما خاصة ان محبوبيته بدات تتناقص شيئا فشيئا وتظاهرات الشعب الاميركي ضد سيايسته مستمرة بين فترة واخرى  وبدات حساسيته الشديدة لاوباما تسري الى جميع الاشخاص الذين كانوا يعملون مع اوباما حيث

ترامب يمنع حصول رئيس سابق ل سي اي أي على معلومات سرية

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس إمكانية منع عدد من كبار المسؤولين الأمنيين في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما من الوصول إلى المعلومات السرية.

وذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أن من بين هؤلاء المسؤولين المدير الأسبق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) جون برينان، والمدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي، ومدير الاستخبارات الوطنية السابق جيمس كلابر، ومستشارة أوباما للأمن القومي سوزان رايس، والنائب السابق لمدير وكالة الاستخبارات المركزية أندرو ماكيب..

جدير بالذكر أن برينان كان مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية في إدارة الرئيس باراك أوباما في الفترة من 2013 إلى 2017. وترك برينان منصبه في يوم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة 20 يناير 2017. وقبل ذلك كان مستشارا لأوباما لشؤون محاربة الإرهاب.

فهذا الخبر خير دليل على ان ترامب يحاول الابتعاد عن كل مايتصل باوباما من سياسة او مسؤولين.