13/1/2011 د. فايز أبو شمالة fayez@palnet.com

الخميس ١٣ يناير ٢٠١١ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

تونس هي الخضراء تونس تطلُّ برأسها، وتلوح بيدها، وهي ترفع شارة المستقبل العربي الرافض للخنوع والخضوع، تونس تدق بيدها المضرجة بدم الأحرار الأبواب، وتصرخ بالعربية الفصحى؛ هذا زمن الشعب الباحث عن غده، لقد انتهى وإلى الأبد زمن السير في ذيل التاريخ، هنا العربي الذي يتقدم ليصنع يومه من دمه، ويؤسس غده، هنا العربي المعبأ بالكرامة والشهامة، والقادر على التعبير عن رأيه بطريقته، والباحث عن الديمقراطية بشكل لا يقل عن الفرنسي والبلجيكي والأمريكي، هنا العربي الذي يغار على عرضه، وعلى دينه، وعلى أرضه.

تونس هي الخضراء تونس تطلُّ برأسها، وتلوح بيدها، وهي ترفع شارة المستقبل العربي الرافض للخنوع والخضوع، تونس تدق بيدها المضرجة بدم الأحرار الأبواب، وتصرخ بالعربية الفصحى؛ هذا زمن الشعب الباحث عن غده، لقد انتهى وإلى الأبد زمن السير في ذيل التاريخ، هنا العربي الذي يتقدم ليصنع يومه من دمه، ويؤسس غده، هنا العربي المعبأ بالكرامة والشهامة، والقادر على التعبير عن رأيه بطريقته، والباحث عن الديمقراطية بشكل لا يقل عن الفرنسي والبلجيكي والأمريكي، هنا العربي الذي يغار على عرضه، وعلى دينه، وعلى أرضه.

تونس تتقدم خطوة على جيرانها، وتسبق إخوانها، وتقول لكل الناطقين بلغتها العربية، وتهمس لكل المعذبين والمقهورين، لا صمت بعد اليوم، لن نرتضي القهر كي يهنأ الفاسقون، لن نرتضي الجوع كي يشبع المترفون، لن نرتضي الظلم كي يرتع الفاسدون، تونس تقول لكل العرب، نحن قبضتكم، نحن صوتكم، نحن مشروعكم العربي الوحدوي المؤمن بالله، فلا تتأخروا، نحن نعبّد لكم الطريق، فاتبعونا، هيا، ولتتشابك أيدي شباب العرب الذين أخلصوا لوطنهم، ويغارون على دينهم الإسلامي، فانتفضت أرواحهم بعد أن بللت أجسادهم سني التجهيل والتزوير والتخدير الذي تبثه إسرائيل وأعوانها في المنطقة، والتي تقول: إن العربي متخلف، وإن العربي لا يثور، ولا يثأر لوطنه، وإن العربي قد تعود الخنوع، والعربي لا يعرف إلا الخوف، تفرقه العصا، وتكسر نخوته اللقمة الجافة، وهو يلهث خلف الفتات.

تونس تقول لكل العالم: العربي كريمٌ أبيٌ، عزيزٌ ذكيٌ، شامخٌ متسامحٌ، يهتف بصوته المجلجل مع كل بيت في تونس، ويردد مع شاعرها:

إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر

ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر

لقد تكسرت قيودك يا تونس وإلى الأبد، واخضرت أغصان مدنك العربية بالمجد، تناثرت أغانيك يا تونس على كل لسان، ولعلعت هتافاتك في حناجر كل العرب، توسعت خطوتك يا تونس، وأنت تدوسين بأقدامك على كل العوائق الصناعية التي مزقت العرب، وفرقتهم بين أوسٍ وخزرجٍ، وبين ولاءات أجنبية ومصالح شخصية، فتقدمي يا تونس، لترتعب إسرائيل، حين يتهشم وجهها المصقول في المرآة الأمريكية، ويعود إلى حقيقته البشعة، وأنت ترددين خلف شاعرك أبي القاسم الشابي:

لا عدل إلا أن تعادلت القوى، وتصادم الإرهاب بالإرهاب